الرئيس روحاني: الشعب الايراني الابي صمد وتفاوض واتفق بعزة
(last modified Mon, 18 Jan 2016 12:36:20 GMT )
Jan ١٨, ٢٠١٦ ١٢:٣٦ UTC
  • روحاني : سنكرس جهودنا لإفشال أي محاولات تسلل للأعداء
    روحاني : سنكرس جهودنا لإفشال أي محاولات تسلل للأعداء

بعث رئيس الجمهورية حسن روحاني الاثنين برسالة إلى قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي استعرض فيها الانجازات التي حققتها جمهورية ايران الاسلامية على الصعد النووية والسياسية والحقوقية والاقتصادية مصرحا بان هذه الانجازات تحققت بفضل صمود الشعب الإيراني في مواجهة التهديدات وفي ضوء القيادة الحكيمة والشجاعة للقيادة الرشيدة.


وشدد الرئيس روحاني على ان إيران ستكرس جهودها لإفشال أي إستغلال لمحاولات تسلل الأعداء للبلاد تأسيسا على التوجيهات القيمة للقيادة الرشيدة واضاف: كما سنتابع التزامات وتحركات الأطراف الأخرى بحيادية وجدية كاملة.

 وفيما يلي نص رسالة رئيس الجمهورية الى قائد الثورة الاسلامية :
بسم الله الرحمن الرحیم
«اِنْ یَنْصُرْکُمُ الله فَلا غالِبَ لَکُم»
سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله الخامنئي
بعد التحية والسلام
نحمد الله تعالى مرة أخرى لاخراجه الشعب الايراني منتصرا مرفوع الرأس من اختبار صعب وتاريخي بفضله وعنايته ومفاجأته لاعداء البلاد والنظام.
والصلاة والسلام على النبي الاكرم (ص) واهل بيته الاطهار (ع) الذين شملوا الشعب الايراني بعنايتهم دوما.
والصلاة والسلام على بقية الله الاعظم (عج) الذي كان دوما عونا لهذا الشعب في الشدائد.
والسلام على الامام الراحل (رض) الذي علمنا سبيل العزة والرفعة والثقة بالذات.
والسلام على جميع الشهداء لاسيما الشهداء النوويين الاعزاء الذين علمونا الصمود والثبات من خلال تضحياتهم.
الان افتخر ان احيط سماحتكم والشعب الايراني الابي والصامد علما بانه واثر تكميل الاجراءات بين ايران ومجموعة 5+1 على صعيد تنفيذ الالتزامات وفقا للاتفاق النووي، فان خطة العمل المشترك الشاملة دخلت حيز التنفيذ رسميا يوم السبت الموافق 16 كانون الثاني 2016.
وبناء على ذلك فاننا ومنذ اليوم وبفضل صمود وثبات الشعب الايراني في مواجهة التهديدات والحظر على مدى 12 عاما وبفضل القيادة الحكيمة والشجاعة لسماحتكم تمكنا من تحقيق الانجازات التالية على الصعيد النووي:
1 – تم تحقيق تطلع الشعب الايراني على صعيد تثبيت حقه المشروع في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية وتم الاعتراف بالبرنامج النووي الايراني بابعاده التجارية والصناعية دوليا.
2 – استمرار عملية التخصيب باعتبارها اكثر اقسام البرنامج النووي لبلادنا حساسية واهمية ودخول ايران الى نادي الدول المنتجة للوقود النووي وفقا لخططنا.
3 – تبديل مفاعل ابحاث آراك الذي يعمل بالماء الثقيل الى مفاعل ابحاث حديث ومطور يحظى بمعايير دولية عالية في اطار تعاون دولي.
4 – زيادة الاحتياطات الاستراتيجية لليورانيوم في ايران لاول مرة منذ انتصار الثورة الاسلامية عبر استيراد اكثر من مائتي طن من الكعكة الصفراء.
5 – دخول الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل الى نادي الدول المعدودة التي تقوم بتصدير هذه المواد الحساسة.
6 – تمهيد الطريق امام التعاون الدولي مع البرنامج النووي السلمي لايران في مجالات مثل بناء المحطات النووية، مفاعلات الابحاث، انتاج الوقود، الابحاث والتنمية، الانصهار النووي، الطب النووي، الامان النووي، تحلية المياه وصيانة البيئة.
كما تم بالتزامن مع ذلك تحقيق الانجازات التالية في المجالات السياسية والحقوقية والاقتصادية:
7 – الغاء ستة قرارات جرى اصدارها تحت البند السابع لمجلس الامن الدولي ضد ايران. حاليا لا يوجد اي قرار ضد ايران سوى القرار 2231 الذي سيلغى تلقائيا بعد عشر سنوات.
8 – الغاء 12 قرارا لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. حاليا تم تسوية جميع الشكوك المتعلقة بماضي البرنامج النووي للبلاد سوى القرار الاخير (70/2015) الذي يعني بالاشراف على تنفيذ الاتفاق النووي فقط.
9 – الغاء جميع انواع الحظر الاقتصادي والمالي المتعلق بالشق النووي من قبل مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في المجالات المختلفة مثل التحويلات المالية، النشاطات البنكية، السويفت، الاستثمارات، التامين، ائتمان الصادرات، النفط، الغاز، البتروكيماويات، الشحن والنقل، الملاحة البحرية، الموانئ، تجارة الذهب وسائر الفلزات، السيارات والطائرات، وتوفير الارضية لتسجيل ايران حضورا قويا في اسواق الاقتصاد الدولية من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة في مجالات التصدير واسواق الاستثمارات الدولية.
10 – الافراج عن الاموال المجمدة بسبب الحظر النووي والتي تمهد الارضية للاستفادة منها في مجالات الاستثمارات وايجاد فرص العمل في البلاد.
11 – والاهم من ذلك افشال مخطط اعداء الاسلام وايران لرسم صورة خاطئة ورهيبة عن الثورة الاسلامية وتقديم صورة انسانية ومسالمة عن ايران الاسلامية في الساحة الدولية وارغام المجتمع الدولي على الاشادة بالاخلاق والمواقف الحكيمة المشفوعة بالعزة لابناء الثورة.
نبارك لقائد الثورة الاسلامية هذا النجاح العظيم ونشكر الشعب الايراني على صبره وحلمه ونسأل الباري تعالى ان يمن على جميع الذين ثابروا لتحقيق هذا النصر الوطني، اجر المجاهدين.
ان هذا النجاح اللافت تحقق بفضل القدرات الذاتية وصمود الجمهورية الاسلامية الايرانية في ظل الثورة الاسلامية وقيادة الولي الفقيه التي بثت اليأس في نفوس اعداء الثورة الاسلامية حيال اي تهديد او حظر وارغمتهم على الجلوس الى طاولة المفاوضات. ان هذا النصر تحقق بفضل صمود وثبات الشعب الايراني البطل في مواجهة الضغوط . واخيرا فان هذا النصر هو ثمرة ما يقارب ثلاثين شهرا من المفاوضات الطويلة والمضنية التي تمت في ضوء ارشادات ودعم ودعاء سماحتكم.
لقد اثمر الخيار الذي اتخذه الشعب الايراني منذ 12 عاما والقاضي بالصمود امام بلطجة القوى الاستكبارية واحتكارها واطماعها للدفاع عن حقوقه. لقد فشلت سياسة الاستكبار التي كانت تهدف الى تفكيك البرنامج النووي الايراني، الحيلولة دون التخصيب، تفكيك مفاعل الماء الثقيل، اغلاق منشأة فوردو ووقف عمليات الابحاث والتنمية، وتم الاعتراف بما جرى حظره لايران والايرانيين بناء على قرارات مجلس الامن الدولي. الحقيقة هي ان الشعب الايراني العظيم قاوم بعزة وتفاوض بعزة واتفق بعزة.
ان نجاح الشعب الايراني في هذا الاتفاق الى جانب سرور اصدقاء الثورة الاسلامية، ادى الى تخبط وسخط اعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة وخارجها. ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وبدعم من اذرعها القوية وقدراتها الدفاعية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية تحولت الى لاعب اساسي لارساء الاستقرار وضمان السلام والهدوء في المنطقة. ان تسوية الموضوع النووي والفاعلية على صعيد التعامل الناجح مع الدول الست العظمى زادت من الاقتدار الاقليمي والدولي للجمهورية الاسلامية الايرانية. ولكن للاسف فان الذين رصدوا المليارات لافشال المفاوضات او الحيلولة دون اقرار الاتفاق النووي او تنفيذه، لازالوا يبذلون ما بوسعهم للحيلولة دون انهيار مخطط الترهيب من ايران.
الان حيث تم الغاء الحظر الجائر فان الارضية ممهدة للازدهار الاقتصادي في ايران من خلال التطبيق الجاد والفاعل للاقتصاد المقاوم. ان الحكومة تعتقد جزما بان الغاء الحظر وان كان لازما وضروريا من باب رفع الظلم واستيفاء حقوق الشعب الايراني، الا ان المتابعة الشاملة للاقتصاد المقاوم والحضور الفاعل لكافة شرائح الشعب في ساحات الاستثمار والعمل والابداع هي التي ستؤدي الى تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس وتوفير فرص العمل.
ان الحكومة عازمة وبناء على توجيهات سماحتكم ان ترصد تنفيذ التزامات الطرف الاخر بدقة وجدية وان ترد بالمثل وبشكل مناسب على اي خرق او نكث عهد عبر التحلي بالحكمة بعيدا عن اي تفاؤلات مبالغ فيها، وان تأخذ زمام المبادرة على صعيد العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية التي تتبع تنفيذ الاتفاق النووي من خلال التخطيط الدقيق والثبات على المطالب والمصالح وتوفير الاحتياجات الحقيقية للبلاد، وان تحبط اي محاولة تغلغل للاعداء.
لاريب انه وفي هذه المرحلة الجديدة من تاريخ الثورة الاسلامية فان توجيهات القيادة الرشيدة ستنير طريق الشعب والحكومة كما في السابق.
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
حسن روحاني
رئیس الجمهوریة الاسلامية الایرانية.

كلمات دليلية