قائد الثورة: الادارة الامريكية لم تف بوعودها في الاتفاق النووي
Mar ٢٠, ٢٠١٦ ١٠:٢٢ UTC
قال قائد الثورة الاسلامية ان أميركا تعتقد أن الشعب الإيراني أمام خيار المصالحة معها، لافتا الى ان أميركا تريد من كل من يتصالح معها أن يرضخ لها والتغاضي عن ممارساتها، ومنوها الى ان الأمريكيين لم يلتزموا بكل ما وعدوا به في الاتفاق النووي.
واكد آية الله السيد علي خامنئي ان الشعب الإيراني يدرك ما يجري حوله، وذلك في كلمة لسماحته في حرم الإمام الرضا عليه السلام بمدينة مشهد المقدسة في أول أيام عيد النوروز.
واضاف قائد الثورة: إنهم يريدون من إيران أن تتنازل عن الدفاع عن المظلومين في فلسطين والبحرين واليمن، يريدون منا أن نتغاضى ونرضخ لسياساتهم وعلى النخب في الشعب تنفيذ ذلك، ويقولون إن على إيران القيام ببعض الخطوات مقابل الاتفاق النووي، أميركا تريد حل مشاكلها مع إيران وإن استدعى ذلك التنازل عن مبادئها أو خطوطها الحمراء.
وتابع آية الله خامنئي: إذا تراجعنا فإن تقدم الأعداء سيصل إلى حد الطلب بعدم تطبيق أحكام الدين والإسلام، وإذا تراجعنا خطوة واحدة فإن الأعداء لن يتوقفوا وإنما سيتقدمون تدريجيا.
وبين قائد الثورة ان الغرب يأتي إلى المنطقة ويجري مناورات فيها ولكنه يثار إذا أجرت إيران مناورة على أراضيها، وقال: ما يعنونه من تنازل إيران عن مواقفها هو أن تتخلى حتى عن وسائل الدفاع عن نفسها، إنهم يريدون من إيران أن تنسجم مع الكيان الصهيوني كما فعلت بعض الحكومات العربية.
واعتبر آية الله خامنئي ان الأميركيين لم يلتزموا بكل ما وعدوا به في الاتفاق النووي، وقال: ان الطرف الآخر يتنكر لالتزاماته ولا يفي بها عبر الخدع والحيل، الأميركيون يقولون إنهم سيلغوا الحظر ولكن لن يؤثر إلغاؤهم للحظر على الواقع.
واوضح آية الله خامنئي ان الثورة الإسلامية لم تنه سيطرة أميركا على إيران وحسب وإنما شجعت سائر الشعوب على الاعتراض ضد أميركا، مبينا ان أميركا كانت تسيطر وتهيمن على إيران وجاءت الثورة الإسلامية وأنهت سيطرتها ولذلك فإنها تحقد على الثورة.
واضاف سماحته: ان الأميركيين كانوا يغيّرون الحكومات الإيرانية قبل الثورة بحرية مطلقة ومن دون أي رادع، وان عداؤهم وخلافهم مع إيران لا يعود لقضية صغيرة وبسيطة وإنما هناك خلاف أساسي.
وتابع: الأميركيون سيطروا على إيران عبر بناء العديد من المتاريس وجاءت الثورة الإسلامية وأزالت كل هذه المتاريس، وأبرز المتاريس التي حطمتها الثورة الإسلامية وأزالتها هي حكم الشاه الطاغوتي، وان الثورة الإسلامية بنت لنفسها العديد من المتاريس لبقائها وديمومتها.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان الشعب الإيراني لا يخشى من أميركا و لا من جبهة الاستكبار برمتها، موضحا ان الثورة الإسلامية حطمت متراس الخوف من أميركا وليس هناك أي مسؤول ايراني واع يخاف اليوم من أميركا.
وقال مضيفا: عندما أقول العدو أقصد أميركا ولا نجامل أحداً في ذلك، مشكلتنا ليست مع الشعب الأميركي وإنما مع السياسيين والمسؤولين الأميركيين، أميركا تفرض من جانب الحظر على ايران وتقوم بتهديدها ومن جانب آخر تعلن أنها ليست عدوة لإيران وتحتفل بالنوروز.
وحذر آية الله خامنئي من ان أميركا تستخدم وسائل الإعلام والتغلغل والحظر في عدائها للجمهورية الإسلامية، واضاف: المرشحون الأميركيون يتسابقون في الإساءة للجمهورية الإسلامية وهذا عداء واضح لإيران.
واكد سماحته ان الجمهورية الإسلامية اليوم قوة مؤثرة في المنطقة وأيضا في بعض مناطق العالم، وقال: إننا أمام خيار الصمود وبناء الاقتصاد المقاوم لمواجهة تهديدات العدو، وان عدونا يظن أنه يستطيع فرض مطالبه على إيران عبر فرض الحظر عليها.
وحول فترة الحرب المفروضة قال آية الله خامنئي: ان الجمهورية الإسلامية لم تخسر شبراً واحداً من أراضيها في الحرب التي فرضها نظام صدام ضدها، وان ايران لم تركع للعالم في الحرب التي فرضها صدام عليها رغم الدعم الهائل الذي كان يتلقاه من الجميع.
وبين القائد انه عندما لا تكون هناك ثقة بالنفس لن يكون هناك أي تقدم، معتبرا ان ايران تشهد كل يوم الحداثة في كل شيء وهذا جاء نتيجة ثقة الشعب بنفسه، وقال: أقنع الأعداء الجميع بعدم وجود علاقة بين الإسلام والسياسة بينما الجمهورية الإسلامية حطمت هذا المتراس.
وبشأن الاقتصاد قال سماحته: ان علينا إحياء الإنتاج الوطني، وينبغي على المسؤولين كشف النشاطات الإقتصادية المؤثرة وتقويتها، ولا يوجد مانع من استيراد بعض السلع بشرط ألا يؤثر ذلك على الإنتاج الوطني، ولا ينبغي هدر الأموال التي تعود إلى إيران وتبذيرها، وينبغي تعزيز العلوم الأساسية في الإقتصاد، مع إحياء واستثمار المشاريع التي تم بناؤها ولم تنجز.
واضاف: يجب مكافحة الفساد الإقتصادي وعدم الاكتفاء برفع شعار التصدي للفساد، وان كل ما نريد استيراده ينبغي استيراد التقنية التي صنعته معه.
واتهم آية الله خامنئي اميركا بعرقلة عودة الاموال الايرانية في الخارج وقال: الأيادي الأميركية وراء عرقلة عودة الأموال الإيرانية للبلاد، وان أغلب أموالنا التي تم تجميدها في الخارج لم تعد.
وقال القائد مضيفا: يمكننا أن نصمد بوجه أميركا ونتجاوز الحظر الذي تفرضه علينا إذا قمنا بتفعيل الاقتصاد المقاوم، ويمكننا التصدي للحظر الأميركي دون تجاوز خطوطنا الحمراء ومبادئنا، ولهذا على كل أفراد الشعب وسائر السلطات والأجهزة التعاون مع الحكومة.
وحول العام الايراني الجديد قال قائد الثورة: ارتأينا أن يكون شعار هذا العام شعاراً اقتصادياً، وقد تميز العام الهجري الشمسي الجديد بأنه بدأ بولادة السيد فاطمة الزهراء عليها السلام.