تركيا تلغي اجازات 3 ملايين موظف وتواصل ملاحقة الانقلابيين
(last modified Mon, 18 Jul 2016 09:50:42 GMT )
Jul ١٨, ٢٠١٦ ٠٩:٥٠ UTC
  • واصلت السلطات التركية مطاردة الانقلابيين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة
    واصلت السلطات التركية مطاردة الانقلابيين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة

قرر رئيس الوزراء بن علي يلديريم الغاء الاجازات السنوية لكل الموظفين الحكوميين الاتراك حتى اشعار اخر، وفق نص القرار الذي نشر في الجريدة الرسمية الاثنين بعد ثلاثة ايام على محاولة الانقلاب الفاشلة.

ودعي الموظفون الذين هم في اجازة الى العودة الى عملهم "في اقرب الآجال"، وفق النص الذي يشمل ثلاثة ملايين شخص.

كما واصلت السلطات التركية مطاردة الانقلابيين الذين بدات تصفهم رسميا بالـ"ارهابيين" بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد ليل الجمعة السبت، رغم القلق المتزايد لدى المجتمع الدولي ازاء حليف محرج على قدر ما هو استراتيجي.

وصرح رئيس الوزراء بن علي يلديريم اثر اجتماع لمجلس الوزراء في انقرة ان الانقلابيين "سيحاسبون عن كل قطرة دم سالت"، انما في "اطار القانون"، في رد واضح على دعوات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الى تركيا لعدم النزلاق نحو التعسف.

وكان يلدريم اعلن في وقت سابق توقيف اكثر من 7500 شخص حتى الان في اطار التحقيق حول محاولة الانقلاب، موضحا ان من اصل 7543 مشتبها به موقوفين، هناك 6038 عسكريا و755 قاضيا و100 شرطي، واشار الى سقوط 208 "شهداء"، ما يعني ان الحصيلة الاجمالية لضحايا محاولة الانقلاب هي 308 قتلى مع الذين سقطوا في صفوف الانقلابيين.

واعلنت وكالة انباء "الاناضول" الرسمية الاثنين توقيف 103 جنرالات واميرالات من سلاح الجو والبر والبحر، ونشرت قائمة مفصلة باسمائهم. وابرز الموقوفين الجنرال محمد ديشلي الذي قاد عملية احتجاز رئيس اركان الجيش خلوصي اكار، والقائد السابق لسلاح الجو الجنرال اكين اوزتورك الذي يشتبه في انه من قادة الانقلاب.

وانعكس توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالقضاء على "الفيروس" المتغلغل، بمداهمة عناصر قوة مكافحة الشغب مجمع اكاديمية سلاح الجو المرموقة في اسطنبول، بعد الاعلان عن اصدار حوالى 3000 مذكرة توقيف بحق قضاة ومدعين.

كما اوردت الاناضول ان وزارة الداخلية اقالت 8777 شخصا من موظفيها، بينهم حوالي 4500 شرطي و614 دركيا، الى جانب حاكم محافظة و29 حاكم بلدية.

بالموازاة، شددت السلطة خطابها الرسمي بشأن الانقلابيين وبدات الخارجية تصفهم بعبارة "تنظيم ارهابي"، معتبرة في بيان اصدرته ليلا ان الانقلاب ليس "مؤامرة خيانة فحسب" بل "حملة ارهابية" كذلك.

وكان اردوغان شارك مرة اخرى في تجمعات حاشدة وسط الالاف من انصاره المطالبين برؤوس الانقلابيين، فتحدث الاحد عن امكانية اعادة العمل بعقوبة الاعدام، التي الغيت في 2004 بضغط من الاتحاد الاوروبي كشرط للتفاوض على انضمام انقرة الى الاتحاد.

وسارعت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني الى تحذير تركيا من مخاطر القمع الموسع، وقالت في مؤتمر صحافي اثر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل شارك فيه نظيرهم الاميركي جون كيري، "لا يمكن لاي بلد ان ينضم الى الاتحاد الاوروبي اذا كان يطبق عقوبة الاعدام".

واعتبر المتحدث باسم الحكومة الالمانية شتيفن زايبرت ان اعادة العمل بعقوبة الاعدام من شانها "انهاء مفاوضات انضمام" انقرة.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت رفض الاحد اعطاء "شيك على بياض" للرئيس التركي مع بدء حملة التطهير الواسعة.

وذهب المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هان المكلف ملف انضمام تركيا الى الاتحاد الى حد الاشارة الى ان الحكومة التركية كانت تملك قبل محاولة الانقلاب لوائح جاهزة باسماء من تريد توقيفهم.

وصرح كيري في المؤتمر الصحافي المشترك "ندعو الحكومة التركية بحزم الى الحفاظ على الهدوء والاستقرار في البلاد، وندعوها ايضا الى احترام المؤسسات الديموقراطية للامة واحترام دولة القانون".

وبدت العلاقات بين انقرة وواشنطن قابلة للتوتر بشأن مصير الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة، والذي تتهمه انقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.

وكان غولن حليف اردوغان قبل ان يصبح عدوه اللدود في 2013.

وطلب الرئيس التركي من واشنطن موجها الحديث مباشرة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما، تسليمه غولن الذي يتهمه بتدبير الانقلاب الفاشل، الامر الذي نفاه الداعية الذي يدير حركة "خدمة" التي تضم مدارس وجمعيات اهلية وشركات، بشكل قاطع.

في هذا السياق، قال كيري اليوم من بروكسل ان على تركيا ان تقدم "ادلة وليس ادعاءات" ضد المعارض البالغ من العمر 75 عاما والذي يعيش في شمال الولايات المتحدة منذ 1999.

على صعيد آخر، اوقفت السلطات السعودية الملحق العسكري التركي في الكويت ميكايل غولو خلال محاولته السفر جوا الى اوروبا، للاشتباه بصلته بمحاولة الانقلاب، بحسب ما افادت صحف محلية الاثنين.

في اليونان، افادت مصادر قضائية ان العسكريين الاتراك الثمانية الذين وصلوا بمروحية السبت الى الكساندروبولي في شمال شرق البلاد بعد الانقلاب، سيحاكمون الخميس بتهمة الدخول غير المشروع الى البلاد وانتهاك مجالها الجوي. وتؤكد محاميتهم انهم سيطلبون اللجوء لانهم لم يشاركوا في الانقلاب في بلادهم، وانهم غادروا الى اليونان "عندما بدات الشرطة اطلاق النار عليهم". وتطالب انقرة بتسلمهم.

وكانت الرحلات التجارية ما زالت معلقة صباح الاثنين بين تركيا والولايات المتحدة لليوم الثالث على التوالي.

كلمات دليلية