طهران تدين القرارالامريكي بتقييد السفر للولايات المتحدة
-
ايران تحتفظ لنفسها بحق الرد المطلوب
وصفت وزارة الخارجية الايرانية في بيان اصدرته السبت قرار الحكومة الامريكية بتقييد السفر الى امريكا بانه يمثل اساءة سافرة للعالم الاسلامي والشعب الايراني، مؤكدة ان ايران تحتفظ بحقها في الرد على الاجراءات الامريكية في نقض التعهدات الدولية.
واصدرت الخارجية الايرانية بياناً حول الاجراء الاخير للرئيس الامريكي بمنع دخول رعايا بعض الدول الاسلامية الى الاراضي الامريكية، جاء فيه: ان قرار حكومة الولايات المتحدة في فرض قيود على سفر المسلمين الى امريكا – بالرغم من انه مؤقت لمدة ثلاثة اشهر – يعتبر اساءة سافرة الى العالم الاسلامي لاسيما الى الشعب الايراني العظيم، وبالرغم من مزاعم مواجهة الارهاب والمحافظة على أمن الشعب الامريكي، فانها ستسجل هدية كبيرة في التاريخ الى المتطرفين وداعميهم.
واضاف البيان: انه في الظروف التي يحتاج فيها المجتمع العالمي الى الحوار وتظافر الجهود من اجل التصدي الجذري والشامل للعنف والتطرف، وفي الوقت الذي صادقت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة على اقتراح رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية للمشاركة العالمية ضد العنف والارهاب ( WAVE )، فان الاجراء الطائش للادارة الامريكية بممارسة التمييز الجماعي ضد رعايا الدول الاسلامية، سيعمق الهوة والشرخ الذي استفاد منه المتطرفون الارهابيون لتجنيد وخداع الشباب المهمشين، ويعزز الارضية لنشر العنف والتطرف، وفضلاً عن ذلك فان تقارير الاجهزة الاستخبارية والامنية الامريكية، والتصريحات السابقة للمسؤولين الامريكيين الحاليين، تؤكد على دور امريكا وحلفائها في تأسيس وتقوية الجماعات المتطرفة مثل "داعش"، قد جرى نسيانها.
واكد بيان الخارجية الايرانية ان قرار حكومة الولايات المتحدة باستهداف الشعب الايراني واساءتها السافرة الى جميع ابناء هذا الشعب العظيم، يدل على زيف الادعاءات القديمة للولايات المتحدة حول الصداقة مع الشعب رغم عدائها للحكومة الايرانية، ومؤشراً على الحقد الذي تكنه مجموعة في الادارة الامريكية والمحافل الداخلية والخارجية المؤثرة تجاه جميع الايرانيين في انحاء العالم، لافتاً الى ان الشعب الايراني لديه حضارة عريقة ودين حافل بالتعاليم الانسانية، ويدعو دوماً الى التعاطي البناء ومقاومة التسلط والخنوع والتطرف والعنف.
كما اكد البيان ان الشعب الايراني تصدى للارهابيين المتطرفين وكان من اوائل ضحايا الارهاب المنظم، كما ان المواطنين الايرانيين الذين اقاموا خارج البلاد كانوا من العلماء وطلاب الجامعات والتجار والمهاجرين والسياح، وعرفوا بانهم من اكثر الجاليات التزاماً بالقوانين والاكثر تعليماً والاكثر نجاحاً، ومن خلال سلوكهم المشرف والسلمي كانوا يمثلون بفخر الثقافة والحضارة الايرانية والاسلامية لدى باقي الشعوب.
واوضح البيان ان حكومة الجمهورية الاسلامية ومن اجل كرامة ومكانة جميع افراد الشعب الايراني العظيم في داخل وخارج البلاد، ومن خلال رصدها الدقيق لنتائج قرار حكومة الولايات المتحدة على المديين القصير والمتوسط بالنسبة للرعايا الايرانيين، فانها ستتخذ الاجراءات القانونية والقنصلية والسياسية الاعتيادية المناسبة، ومع احترامها للشعب الامريكي وتمييزه عن السياسات العدائية للولايات المتحدة ضد رعايا ايران، فانها ستعمل بمبدأ المعاملة بالمثل.
واضاف بيان الخارجية الايرانية: من اجل مراقبة تنفيذ هذا القرار واتخاذ التدابير المناسبة والمتوافقة مع المصالح الوطنية في الظروف الخاصة، فقد تم ايجاد آلية بحضور الاجهزة المعنية في وزارة الخارجية.
واشار البيان الى انه تم اعطاء تعليمات الى جميع الممثليات السياسية والقنصلية للجمهورية الاسلامية الايرانية، بتوفير التسهيلات القنصلية لجميع الرعايا الايرانيين الذين حرموا بموجب الاجراء اللاقانوني للحكومة الامريكية من العودة الى اماكن اقامتهم وعملهم ودراستهم.
واعتبر البيان القرار الاخير للولايات المتحدة بانه يشتمل على توقعات غير مشروعة ومخالفة للمنطق ويتعارض مع القوانين الدولية، وبالنظر الى عدم وجود علاقات بين البلدين فانه لن يكون له تأثير على اداء الحكومة الايرانية، لذلك فان اي سوء استغلال من قبل الولايات المتحدة لهذا الوضع بهدف اطالة اجراءات التمييز والتسبب بمشاكل لرعايا الجمهورية الاسلامية الايرانية يفتقر الى اي مبرر عرفي او قانوني.
واختتم البيان قائلاً: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدرس وتتابع بدقة اي تقاعس ونقض للتعهدات الدولية من جانب الولايات المتحدة وفقاً للاتفاقيات الثنائية والترتيبات متعددة الاطراف، وتحتفظ لنفسها بحق الرد المطلوب.