ظريف يؤكد ان الضغط على إيران يأتي بنتيجة معاكسة
-
ايران جاهزة لأي احتمال ومنها تخلي أمريكا عن الاتفاق النووي
اكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن استخدام سبل الإكراه والضغط على إيران لا يجدي ثماراً بل يؤدي الى نتيجةٍ معاكسة، وقال أن صمود الإيرانيين أوصل الإدارة الأمريكية وتحديداً إدارة الرئيس السابق باراك أوباما للتفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي.
وفي حوار مع قناة الميادين دعا ظريف جيران إيران في المنطقة ألا تستمد أمنها من مصادر خارجية، موجهاً الكلام إلى الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية حول "ضرورة العمل معاً والتعاون بهدف ضمان السلام في المنطقة وإحلاله في البحرين واليمن والسماح للشعب السوري باتّخاذ خياراته الخاصة وأن يقرّر مصيره، مضيفاً "أعتقد أن مثال لبنان حيث الشعب اللبناني سُمح له أن يتّخذ قراره هو مثال يبرهن عن نجاحه".
أما في ما يخص التهديدات الصهيونية لإيران فرأى ظريف أن "إسرائيل" تسعى من خلال إثارة موضوع الإتفاق النووي وتقديم إيران بوصفها تهديداً أمنياً على مرّ السنوات الماضية، "تحاول إيجاد غشاوة تمكّنها من مواصلة ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين"، إلا أن مسار الإتّفاق النووي "أدى الى إفشال تلك المحاولات، وحالياً نتنياهو يستخدم كل المحاولات بما في ذلك إستخدام التاريخ"، علماً أن إيران "طالما احترمت أتباع النبي موسى عليه السلام، وفي إيران توجد فئة كبيرة من اليهود ولديهم حتى من يمثّلهم في برلماننا، وبالتالي تصريحات نتنياهو هي تصريحات واهية".
وبعد سؤاله عن احتمال أن تتخلى إدارة ترامب عن الإتفاق النووي، رأى ظريف أن الإتّفاق هو اتّفاق متعدّد الأطراف، لقي الدعم من جانب مجلس الأمن، وهو "اتّفاق الجميع، الكل يعتقد ما عدا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أنه أفضل ضمانة للأمن والسلام والإستقرار الإقليمي".
وتعتبر إيران أن السبب الذي حدا بواشنطن إلى المشاركة في المفاوضات، لم يكن طموحها بمصادقة إيران وفق ظريف، الذي أكد أن إدارة أوباما اختبرت كل الخيارات ضد بلاده لتأتي النتيجة معاكسة تماماً، حيث عززت طهران قدراتها على مستوى برنامجها النووي السلمي.
وأردف ظريف "من المهم بالنسبة للإدارة الجديدة وأعتقد أنها عاجلاً أم آجلاً ستتيقّن أن الخيار الأمثل هو تطبيق ما جاء في الإتّفاق النووي"، نافياً وجود ما أشيع عن اتصالات جرت بينه وبين الخارجية الأمريكية، مشيراً إلى أن الاتصالات القائمة مرتبطة بقنوات الاتصال المفتوحة في إطار تطبيق الإتّفاق النووي مع الأمريكيين والأوروبيين والروس والصينيين، وتحديداً في إطار ما يسمى بالهيئة المشتركة.
وزير الخارجية الإيراني قال إن بلاده ستكون جاهزة لأي احتمال ومنها تخلي الإدارة الأمريكية عن الاتفاق النووي، قائلاً إنه "عندما يفقد الاتفاق مغزاه تبقى لنا إمكانية العودة لتفعيل برنامجنا بطريقة مسرعة، لكن ذلك ليس الخيار الذي نبتغيه، لكنّه مطروح".
وبعد سؤاله عن موقف إيران من إمكانية قيام حلف عسكري بين دول الخليج الفارسي وإسرائيل لمواجهة إيران، أجاب ظريف "سيكون من المؤسف أن نرى بلداناً إسلامية تصطف الى جانب بلدان أخرى تروّج لعداوة بين البلدان الإسلامية، فإيران صديقة العالم الإسلامي وهي في قلب العالم الإسلامي ونحن مستعدّون للتعامل معهم في إطار مستند الى الإحترام المتبادل، وإذا ما عدتم الى صفحات التاريخ لم نقم بدعم أو ارتكاب أي عملية عدائية ضد أي من الجيران وكنّا قد سبقنا مجلس التعاون الخليجي للتنديد باجتياح صدّام حسين للكويت، ولكنّهم دعموه في 8 سنوات حربٍ على إيران".
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية أكد وزير الخارجية الإيراني إن طهران "تساعد كل من يحارب الإرهاب، مساعدتنا في سوريا جاءت في إطار محاربة داعش وجبهة النصرة والمنظّمات النظيرة، وذلك يستند الى ركائز سياستنا الخارجية"، مضيفاً القضاء على داعش في حاجة لجهد عالمي منسق. أما حول ما يثار عن تباين في وجهات النظر بين إيران والحكومة السورية وروسيا رأى ظريف أنه أمر طبيعي "لكن ما يوحّد إيران وروسيا وسوريا هو يقيننا بأن المنظّمات الإرهابية تشكّل تهديداً بالنسبة للبلدان الثلاثة والعالم برمّته، وكذلك نشترك في وجهات النظر حول الحل السياسيّ السريع للأزمة السورية باستثناء الإرهابيين".
وقال وزير الخارجية الايرانيّ إنّ "تركيا جارة مهمة لبلاده وإنه تربطهما علاقة صداقة ولكن عليها منع المنظمات الإرهابية من التمويل والحصول على العتيد والعتاد"، مشيراً إلى أنّ "أنقرة طرف أساسيّ وفاعل في المنطقة".
وفي الختام اعتبر ظريف أن الانقسام بين السنّة والشيعة "لا يخدم مصلحة أي جهة إلا الكيان الصهيوني، حاثاً المسلمين العودة إلى "الكثير من المبادئ التي توحّدنا وأن يعملوا على تعزيزيها بدلاً من أن يصرّوا على بعض الإختلافات التي يمكن تشويهها من جانب الديماغوجيين بهدف تقسيمنا وسفك دمائنا".