ايران ترفع شكوى للامم المتحدة احتجاجا على تصريحات تيلرسون
إعتبر سفير ومندوب ايران الدائم بمنظمة الامم المتحدة غلام علي خوشرو تصريحات وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون المبنية على السعي لتمهيد السبيل لتغيير نظام الحكم في ايران، دليلا واضحا علي تدخلات واشنطن، داعيا الى ادانة هذا الموقف دوليا.
جاء ذلك في رسالة وجهها خوشرو يوم الاثنين الى الامين العام المنظمة الامم المتحدة انتونيو غوتيريش، لافتا فيها الى تصريحات وزير الخارجية الامريكي بهذا الصدد في 14 حزيران/ يونيو.
واشار خوشرو، في رسالته الى ما صرح به وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون في شهادته امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي يوم 14 يونيو/حزيران 2017 الذي قال إن "سياسة الولايات المتحدة تجاه ايران ... السعي لدعم عناصر في ايران من اجل الانتقال السلمي للسلطة فيها. نحن على يقين من أن مثل هؤلاء العناصر موجودون هنالك."
واعتبر تصريحات وزير الخارجية الامريكي بانها تكشف عن مخطط ينم عن التدخل والوقاحة ويتعارض مع جميع معايير ومبادئ القانون الدولي وكذلك نص وروح ميثاق الامم المتحدة ويعد سلوكا مرفوضا في العلاقات الدولية.
وأضاف مندوب ايران بالامم المتحدة، أن هذه التصريحات تعد انتهاكا صريحا لاتفاقية الجزائر للعام 1981 وسائر المعاهدات الملزمة للولايات المتحدة بسياسة عدم التدخل المباشر وغير المباشر، السياسي او العسكري، في شؤون ايران الداخلية، والتي تم التاكيد فيها بانه على امريكا ان تتابع وتلتزم مستقبلا ايضا بمثل هذه التعهدات.
وتابعت الرسالة، أن النقطة اللافتة هي أن تصريحات تيلرسون تزامت مع نشر وثائق خرجت اخيرا من السرية تكشف اكثر فاكثر مؤامرات المؤسسات الامريكية للاطاحة برئيس الوزراء المنتخب من قبل الشعب الدكتور محمد مصدق في 19 اب/أغسطس عام 1953 .
واكد مندوب ايران بان الانقلاب المدعوم من قبل جهاز الاستخبارات الامريكي (سي آي أي) (ضد مصدق) قد اغلق الطريق فجاة امام ايران نحو الاستقلال والديمقراطية والتنمية وفرض عهدا من الاستبداد امتد على مدى 25 عاما في البلاد، مازالت جراحها العميقة ماثلة في المجتمع الايراني والضمير الجمعي للايرانيين.
وأضاف أن هذه التصريحات تاتي بالضبط بعد عدة اسابيع من انتخابات حماسية لرئاسة الجمهورية والمجالس البلدية في ايران والتي شارك فيها اكثر من 71 بالمائة من ابناء الشعب الايراني.
واكد خوشرو أن الشعب الايراني اثبتت مرارا بانه هو فقط من يقرر مصيره بنفسه لذا فان محاولات امريكا للتدخل في شؤون ايران الداخلية محكومة بالفشل، وقد تعلم هذا الشعب منذ انتصار الثورة عام 1979 كيف يبقى قويا ومستقلا.
واضاف أن ايران تتوقع من جميع الحكومات ادانة مثل هذه السياسات الفارغة وغير اللائقة وتطلب من الحكومة الامريكية العمل بمسؤولية وأن تثبت التزامها بمبادئ ميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية.
ودعا السفير الايراني لادراج هذه الرسالة كوثيقة في مجلس الامن الدولي وتوزيعها على سائر اعضاء المجلس.