السيد نصرالله: فتوى المرجعية بالعراق حسمت الانتصار على «داعش»
Jul ١١, ٢٠١٧ ١٤:٠٦ UTC
اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بمناسبة تحرير الموصل وآخر المستجدات، ان فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف على وجوب مواجهة تنظيم "داعش" الارهابي شكلت البداية الحاسمة لهذه الانتصارات الكبرى واصفا الانتصار في معركة الموصل بانه انتصار عظيم وكبير جدا.
واوضح السيد نصرالله بانه لا شك ان الانتصار الذي اعلن عنه العبادي بالأمس في مدينة الموصل ومن حوله القادة العسكريون هو انتصار عظيم وكبير جدا ولا شك بذلك وفي سياق تصاعدي لانتصار العراقيين على الارهاب ويعيدنا للايام الاولى للمواجهات القاسية التي حصلت بين القوات العراقية و "داعش" والاكتساح الواسع لـ"داعش" لعدد من المحافظات العرقية حتى أصبحت على مقربة من العاصمة بغداد.
وتابع قائلا : اولا ان المحنة كانت كبيرة جدا على العراقيين الذين وجدوا أنفسهم أمام فتنة، هناك حالة حيرة وذهول واحباط وارتباك ويأس وحجم الذي حصل أكبر من أن يتم استيعابه، وأتت فتوى المرجعية الدينية في النجف، السيد علي السيستاني بوجوب الدفاع والجهاد كفاية على كل قادر على حمل السلاح والقتال ووجوب مواجهة "داعش" بكل قوة، ومن يقتل في هذه المعركة فهو شهيد في سبيل الله. فتوى المرجعية لكل العراقيين هو المفصل الحاسم لهذه الانتصارات الكبرى، هذه الفتوى انهت الارتباك في الموقف.
واستطرد الامين العام لحزب الله قائلا، ان الامر الثاني هو أن الفتوى أيضا حددت العدو بشكل حاسم، وهو "داعش" الذي كان اسمه الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي اشتبه البعض أنها ثورة اسلامية، البعض اعتبرها جزءا من الربيع العربي وصفق لها ودعمها وساندها، الفتوى حددت العدو الذي يجب أن يقاتل وأن من يقتل شهيد في سبيل الله.
واضاف : ان الامر الثالث هو ان المرجعية الدينية حملت المسؤولية للجميع، الفتوى أو النداء التاريخي لم يتوجه فقط الى الشيعة بل الى كل الشعب العراقي بمختلف اطيافه، هذه الفتوى تعبر عن حقيقية الموقف الانساني والاخلاقي والوطني، لذلك كانت المسؤولية على الجميع.
ورابعا الفتوى رفعت سقف المواجهة وحسمت شكلها مع هذا التهديد بعيدا عن اي مفاوضات او رهانات أو بحث عن حلول وتمكنت من استنهاض الشعب العراقي واخرجته من حالة الاحباط واليأس وكانت الاستجابة الشعبي الكبيرة، وأعطت روحا معنوية هائلة لافراد القوات العراقية ودفعت بالالاف من لاعراقيين للالتحاف بجبهات القتال والتطوع مما أدى الى تأسيس حشد شعبي شكل قوة حقيقية للعراق.
واضاف السيد نصر الله القول :عندما نتحدث عن انتصار الموصل والانتصارات السابقة، يجب أن نبدأ من الفتوى الشرعية مثلما يفعل كل القادة العراقيين. كل الاقليات الدينية والسياسية والاحزاب تفاعلت مع الفتوى وحظيت بتأييد عموم رجال الدين في العراق وايران وعلماء الدين السنة والشيعة، التفاعل الشعبي كان عظيما ومباركا. وجاء الموقف الحاسم للجمهورية الاسلامية في ايران الى جانب الحكومة العراقية والفتوى، وحرس الثورة حضروا الى بغددا واستعدوا لتقديم المساعدة، هذا كله حصل ولكن الاهم هو التفاعل الشعبي والعائلات والعشائر من كل المناطق والانتماءات الذين دفعوا الشباب والازواج والاحبة، هنا القوة الحقيقية، هناك من لبى وحمل دمه على كفه هنا القوة الحقيقية والاساسية التي أوجدت التحول وجعلت هذا الموقف يأخذ حقه.
واشار الى ان كان هناك تآمر من بعض القوى الاقليمية والعالمية التي أسست "داعش" ودعمته وسهلت له سيطرته في سوريا ودخول العراق واضاف : هذا كان الوضع الاقليمي والدولي. ماذا فعل العراقيون؟ صنعوا مستقبلهم بأيديهم ولم ينتظروا لا جامعة دول عربية ولا ملوك ورؤساء ولا انتظروا منظمة تعاون اسلامي ولا مجتمع دولي، راهنوا على ارادتهم وتوكلوا على الله، هذه عبرة اساسية فيما جرى في العراق، وتوحدوا حول هذا الخيار وطنيا. رئاسات الحكومة والاحزاب والتيارات والانتماءات العراقية والدينية، ونسجل لعدد من كبار علماء السنة في العراق موقفهم المميز، ببساطة لأن هناك من عمل منذ اللحظة الاولى لتقديم الصراع في العراق على أنه شيعي وسني. الذي عطل هذه الفتنة وقطع الطريق عليها هو الموقف الصادق لعلماء السنة في العراق الذين بينوا البعد الحقيقي لهذه المعركة مع القتلة والتكفيريين الذين سفكوا دماء الجميع.
واشار الى دخول الجميع في الميدان، من القوات المسلحة العراقية التي ينتمي اليها كل العراقيين، وحتى الحشد الشعبي الذي هو حشد وطني وشعبي انتمى اليه الكثيرون منوها بالقول: هذا حضور ميداني جامع في الميدان.، ورابعا هو الثبات في الميدان والشجاعة والبطولات خصوصا في المراحل الاولى، الوضع اللوجستي كان صعب ومتعثر، ورغم الوضع الجغرافي والاحوال الجوية كانت هناك تضحيات جسيمة وعشرات الاف الحاضرين في الميدان والاف الشهداء والجرحى، وصبرهم واخلاصهم وتحمل الشعب العراقي لتبعات هذه المعركة التي كانت في كل مدينة وقرية عراقية، هذا الاحتضان الشعبي للجهاد والقتال والصبر على مدى 3 سنوات من القتال كان عاملا مهما. والعامل الاخير هو عدم الاصغاء الى الخارج. ويجب أن تستفيد منها كل شعوب المنطقة التي تواجه خطرا، هذا الخارج دوره احباط الهمم والعزائم. الامريكيون قالوا نريد أن نساعد وأن القضاء على "داعش" يحتاج الى 30 سنة والاقل 10 سنوات، وذلك يعني أن هناك فكرة للاستفادة من "داعش" لتحقيق مشاريع واهداف معينة لمصلحة الهيمنة الامريكية ومصلحة "اسرائيل".
ولفت الى ان الامريكان تخلوا عن صنيعتهم وهمهم المصالح الكبرى ليكونوا شركاء في النصر الذي بدأت ملامحه تظهر من زنود العراقيين. والمح السيد نصر الله الى ان احترام العراقيين للمرجعية واستعدادهم للتضحية وعملهم في الوقت المناسب شكلت عوامل حاسمة في صنع الانتصارات واضاف : نتوجه بالتهنئة والتبريك الى السيد علي الحسيني السيستاني وجميع المراجع الذي أيدوا هذه الفتوى والمسؤولين العراقيين في مختلف مواقعهم والرئاسات والمسؤوليات المختلفة لاسيما رئيس الحكومة الراقية حيدر العبادي، والى جميع القيادات الدينية والسياسية والاحزاب والقيادات الامنية والحشد الشعبي والضباط والشعب العراقي الصابر، واهالي الجرحى والشهداء، ونبارك لهم هذا النصر الالهي، ولكل من ساند العراق في معركته المصيرية وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية في ايران.
واشار الى انه يجب أن يشعر الجميع في العراق وخارجه أن هذا النصر نصرهم، نصر لكل العراقيين وشعوب المنطقة وكل من يتهددهم الارهاب في كل صباح ومساء على امتداد العالم وقال : تحرير الموصل خطوة عظيمة ومتقدمة على طريق القضاء على "داعش"، لان الموصل باعتبارها أكبر مدينة كان يسيطر عليها "داعش" وكانت تشكل عاصمة دولة الخلافة المزعومة ومنها أعلن قيام المشروع التكفيري، لذلك فان تحرير الموصل انجاز ونتائجه عظيمة لكل العالم.
واعتبر انتصار الموصل بانه انتصار لكل الشعوب العربية والاسلامية في العالم متابعا القول : هذا نصر عظيم وما نرجوه من الاخوة العراقيين والحكومة والاحزاب العراقية، أن لا يكتفوا بانتصار الموصل وان تبقى الاولوية لتطهير بقية الارض العراقية المقدسة من هذا الوجود الارهابي الخبيث الذي لن يسمح للعراقيين أن يفرحوا بانتصارهم. فأمن المدن والاحياء العراقية يتحقق باجتثاث هذا التنظيم الارهابي القاتل المجرم نهائيا.
وراى السيد نصر الله ان هناك من سيحاول اشغال العراقيين بأمور أخرى ولكن الذي سيحصن الانتصار في الموصل هو أن تبقى هذه الاولوية واضاف: العراق وسوريا ولبنان وشعوب المنطقة والدول الخائفة من "داعش" أمام فرصة تاريخية، والذي أمن هذه الفرصة هو تضحيات العراقيين والسوريين ومن وقف الى جانبهم، ويجب الاستفادة من هذه الفرصة وأن لا يترك الحديد ليبرد وأن لا يعطى الفرصة لـ"داعش" لينهض من جديد أو يأتي من يقدم له الدعم. هذا التهديد الذي يشوه صورة الاسلام ويعتدي على الحضارة نحن اليوم أمام فرصة تاريخية للقضاء عليه، ويجب الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية.