تتجه الانظار الى منطقة عرسال وجرودها مع اقتراب موعد الحسم العسكري في تلك..." /> تتجه الانظار الى منطقة عرسال وجرودها مع اقتراب موعد الحسم العسكري في تلك..." /> تتجه الانظار الى منطقة عرسال وجرودها مع اقتراب موعد الحسم العسكري في تلك..." /> تتجه الانظار الى منطقة عرسال وجرودها مع اقتراب موعد الحسم العسكري في تلك..." />
معركة جرود عرسال .. انهاء بؤرة ارهابية تهدد الامن اللبناني
(last modified Sun, 23 Jul 2017 09:01:39 GMT )
Jul ٢٣, ٢٠١٧ ٠٩:٠١ UTC
  • صدور قرار بانهاء الوجود الارهابي المسلح في تلك المنطقة
    صدور قرار بانهاء الوجود الارهابي المسلح في تلك المنطقة

تتجه الانظار الى منطقة عرسال وجرودها مع اقتراب موعد الحسم العسكري في تلك المنطقة الحدودية في شمال شرق لبنان والتي تشمل جرود عرسال من الجهة اللبنانية وجزء من جرود فليطة وجرود الجراجير وقارة من الجهة السورية.

 

الكلام عن صدور قرار بانهاء الوجود الارهابي المسلح في تلك المنطقة بدأ مع نشر تقارير صحافية تحدثت عن ان حزب الله يستكمل تحضيراته لخوض معركة تهدف لتحرير الاراضي اللبنانية المحتلة من قبل عدد من الفصائل الارهابية ابرزها داعش وجبهة النصرة والتي تبلغ مساحتها 250 كم مربع. الا ان كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير حول المعركة اعتبر اعلاناً رسمياً لقرار الحزب الحاسم والنهائي.

 

فتحرير هذه الاراضي له اهمية وتأثير كبيرين ليس على لبنان فحسب وانما على تطورات الأزمة السورية كما على وضع المجموعات الارهابية في المنطقة وخاصة مشروع داعش الذي تلقى ضربة كبيرة في العراق ويبدو انها ستستكمل في سوريا.

 

من المفيد الاشارة الى ان عرسال وجرودها شكلت منذ بداية الازمة السورية في العام 2011 اشكالية كبيرة لاسباب عديدة:

 

اولاً: كانت تلك المنطقة ممراً لعبور السيارات المفخخة والانتحاريين الى العمق اللبناني. ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء من المدنيين والعسكريين اللبنانيين.

 

ثانياً: كانت معبراً لتمرير الاسلحة والارهابيين الى الداخل السوري وخاصة الى ريف دمشق وحمص.

 

ثالثاً: حاول المسلحون والقوى المحركة السيطرة على عرسال وجرودها وكامل حدود السلسلة الشرقية اللبنانية وصولاً الى ريف القصير بهدف تشكيل طوق على لبنان وعزله عن سوريا. 

 

رابعاً: اراد المسلحون وخاصة المنتمين الى تنظيم داعش جعل عرسال موطىء قدم ومنطلق من اجل التوسع الى الداخل اللبناني للوصول الى الشمال والسيطرة على ميناء طرابلس لاعتماده كمنفذ للبحر. هذا ما اكدته تقارير امنية واستخباراتية عديدة كما كشفته بكل وضوح التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية اللبنانية مع ارهابيين القي القبض عليهم. فقد تبين ان هذه الفكرة-الحلم كانت حاضرة عند تنظيم داعش الذي كان يسعى للسيطرة على منطقة تمتد من تدمر الى القريتين فعرسال فالشمال اللبناني فالبحر الابيض المتوسط.

 

كل هذه الاسباب والمعطيات جعلت لهذه المنطقة خصوصية كبيرة لناحية تأثيرها على الامن والاستقرار والجغرافيا السياسية للمنطقة اضافة الى تحولها في حال نجاح مشروع داعش بالوصول الى البحر المتوسط الى تهديد للامن الاقليمي والدولي.

 

تعطيل هذا المشروع حصل على مراحل مختلفة. فقد نفذ الجيشان السوري واللبناني وحزب الله سلسلة عمليات ادت الى افشال المشروع واحباطه والى خلق واقع ميداني جديد تمثل بالتقاء الجيشين على طول الحدود اللبنانية السورية. وقد ساهم هذا الامر بتعطيل مسار اغراق المناطق اللبنانية بالعبوات والانتحاريين. خاصة انه تزامن مع سيطرة المقاومة على معاقل اساسية للارهابيين كانوا اقاموا فيها معامل لتصنيع العبوات والاحزمة الناسفة وتحديداً في القصير والقلمون. ثم جاءت الاجراءات الامنية الوقائية المكثفة من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية لتكمل المهمة.

 

في نفس السياق ادى انهيار المسلحين في ريف دمشق والقلمون والزبداني والغوطة الشرقية الى تعطيل عمليات الاستفادة من عرسال كممر للارهابيين والاسلحة الى الداخل السوري.

 

ثم جاء ابعاد داعش عن تدمر والقريتين الى عمق البادية ليقضي نهائياً على حلم تحويل عرسال حلقة اساسية في مشروع وصول التنظيم الارهابي الى البحر المتوسط.

 

الا ان كل هذه الانجازات لا تلغي حقيقة مفادها ان مجرد وجود بؤر مسلحة ارهابية خارجة عن السيطرة والضبط على الاراضي اللبنانية تشكل تهديداً للبنان. وقد اثبتت هذا الامر وقائع المداهمات الاخيرة للجيش اللبناني في مخيمات عرسال وتفجير عدد من الارهابيين انفسهم اثناء المداهمة وقبلها عمليات رأس بعلبك والقاع حيث نفذ انتحاريون عمليات استهدفت مواقع للجيش ووضعت عبوات ناسفة للمواطنين ما يجعل الجهات المعنية غير مطمئنة ومتخوفة من استمرارية وجود هذا التهديد.

 

لذلك يبدو ان هناك نوع من الاجماع على ضرورة معالجة البؤرة المتبقية والتي بمعالجتها يصبح ريفي دمشق وحمص الغربيين خاليين من الارهاب كذلك يتم تحرير كامل المنطقة الحدودية الجردية بين لبنان وسوريا من الوجود الارهابي.

 

هذا الواقع يدفع لطرح تساؤل حول ما اذا كان الحسم العسكري المرتقب للجرود يكفي لاستئصال الحالة الارهابية التي تشكل خطراً على لبنان . يجمع المراقبون والمعنيون على ان هذا الملف لا يمكن اعتباره منتهياً اذا لم ستكمل بمعالجة ملف النازحين.

 

بقاء النازحين في الظروف القاسية التي يعيشونها يشكل بحد ذاته بيئة لاعادة توليد المشاكل والأزمات وبالتالي فان عودتهم بشكل صحيح وسليم هي عنصر اساسي لتأمين الاستقرار في لبنان.

 

وقد جرت مؤخراً تجربة تستحق المتابعة حيث عاد خلال الشهرين الماضيين عدد من النازحين الذين كانوا يقيمون في مخيمات عرسال، الى بلدة عسال الورد وغيرها من بلدات القلمون. وقد تبين ان لا عوائق حقيقية امام عودتهم.

 

كما يمكن الاستفادة من ما جرى في الداخل السوري عندما تم نقل عدد من عوائل المسلحين الى مناطق نفوذهؤلاء.