السعودية... اشتباكات دامية في «العوامية» ونزوح جماعي من المدينة
-
مواطنون سعوديون يرفعون علامة النصر في العوامية
تصاعدت الأحداث الدامية في مدينة العوامية بمحافظة القطيف، شرقي السعودية، وسط تقارير عن حركة نزوح جماعي، وفرار المئات من سكان المدينة، وتضارب في أعداد ضحايا الاشتباكات الدائرة بين الأمن السعودي ومسلحين.
وتفرض السلطات السعودية، تعتيما كبيرا على العمليات الجارية في المدينة، منذ أسابيع، لاسيما مع استخدام القوات الخاصة سلاح المدفعية، لقصف مواقع، داخل حي "المسورة" بالمدينة، الذي يتحصن به عشرات المسلحين، ويعتقد امتلاكهم قذائف صاروخية من طراز "RPG"، وعبوات ناسفة وألغام أرضية، وفق وسائل إعلام سعودية.
ويقول مراسل "بي بي سي"، إن الاضطرابات في الأسابيع الأخيرة دخلت مرحلة جديدة أكثر خطورة.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مسؤولين كنديين شعورهم بالقلق إزاء التقارير التي تفيد باستخدام السلطات السعودية عربات مدرعة كندية الصنع في عمليات أمنية في "العوامية".
وتركز قوات الأمن السعودية على الحي القديم من البلدة، حيث يختبئ معارضون، وقد قتل في الاشتباكات الأخيرة عدد من أفراد الشرطة، ومسلحين.
وقالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية في تقرير موسع لها حول الأحوال الإنسانية لسكان المدينة المحاصرين والمنتمين إلى الطائفة الشيعية، إن اشتباكات عنيفة تحدث داخل المدينة التاريخية التي يمتد عمرها إلى أكثر من 400 عام وينحدر منها المعارض السعودي الشيعي "نمر النمر"، والذي أعدم مطلع العام الماضي.
وتحدث حقوقيون سعوديون، عن أن أحداث بلدة "العوامية" تسببت في أكبر موجة نزوح من المنطقة الواقعة شرقي المملكة.
وقال علي الدبيسي، رئيس المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان، إن "الأمر خرج عن نطاق التحمل مع التصعيد العسكري وتغير نوعية السلاح المستخدم وزيادة كمياته والاستهداف لكل ما يتحرك على الأرض كل ذلك أرعب الناس".
وأشارت المنظمة السعودية الأوروبية، إلى "وجود ما يقارب 79 جريحا و12 شهيدا سقطوا برصاص عشوائي أطلقته قوات الأمن السعودية، والإطلاق المتواصل للقذائف حيث أطلقت القوات في 3 أغسطس/ آب ما يقارب 20 قذيفة".
ويقول سكان محليون إن ما لا يقل عن 25 شخصا استشهدوا جراء قصف المدينة ونيران القناصة.
واتهم نشطاء قوات الأمن السعودي، بإجبار مئات السكان على الخروج من "العوامية" بإطلاق النار عشوائياً على محال تجارية ومنازل وسيارات. وانتقد مغردون ما قالوا إنه حرب على المدينة وأهلها.
وظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير مأوى للأسر النازحة، ورد عدد من الأشخاص بفتح بيوتهم، بينما عرض آخرون دفع مبالغ مقابل توفير أماكن إقامة مؤقتة خارج العوامية.
ولا توجد أرقام أو بيانات رسمية سعودية بشأن من سقطوا من أهل المدينة خلال العمليات سواء من المدنيين أو المسلحين، ولا يوجد في هذا السياق إلا بعض التغريدات لناشطين وعدد من أهالي «العوامية» دون إمكانية التأكد من مصدر مستقل بشأن الأعداد.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد أصدرت بياناً ذكرت فيه أن ما تقوم به السلطات السعودية في منطقة العوامية يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان، مطالبةً إياها بوقف أعمال الهدم الفورية في حي "المسورة" الذي يمتد عمره إلى أكثر من 400 عام.