الادارة الامريكية فقدت مصداقيتها بنقضها التعهدات الدولية
أكد الرئيس الايراني حسن روحاني الاربعاء أن ايران تحترم الاتفاق النووي الموقع مع القوى الكبرى، لكنه حذر من انها سترد بحزم في حال تم انتهاك هذا الاتفاق.
وفي خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة، قال روحاني إن منهج وسلوك الشعب الايراني قائم على الاعتدال، ولن يرضخ للغة التهديد من قبل أي كان، مضيفاً أن امريكا باتت تفقد ثقة الاخرين بها ومصداقيتها العالمية بنقضها للتعهدات الدولية.
وبيّن روحاني أن إيران في الخط المتقدم لمكافحة الارهاب على أسس انسانية وليست طائفية أو عرقية، كما أكد إستمرار طهران في دعم المظلومين ولاسيما الشعب الفلسطيني المضطهد الذي يقاوم المحتل الصهيوني.
وقال الرئيس الايراني ان امريكا باتت تفقد ثقة الاخرين بها ومصداقيتها العالمية بنقضها للتعهدات الدولية وان هؤلاء الذين يتصورون انهم قادرون على احتواء الاخرين بافقار الشعوب، يرتكبون خطأ فادحا.
واضاف الرئيس روحاني في كلمة القاها ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) في الجمعية العامة للامم المتحدة "ان ما سمعناه يوم امس من الرئيس الامريكي وخطابه الجاهل والقبيح والحاقد والمليء بالمعلومات الخاطئة والاتهامات ضد الشعب الايراني في هذا المكان المحترم، لايشكل اساءة للامم المتحدة - التي تأسست للسلام بين الشعوب- فحسب بل يتعارض مع ما تطالب به الشعوب من هذا الاجتماع الذي يعقد لاتحاد الدول من اجل مواجهة الحرب والارهاب.
وقال رئيس الجمهورية "انني اذ اغتنم تواجدي على هذا المنبر لاعلن وباعلى صوت للعالم ان الاعتدال هو نهج وديدن الشعب الايراني العظيم، نهجنا هو الاعتدال وليس العزلة، الاعتدال وليس التجاهل، الاعتدال وليس العنف والعدوان".
واوضح "ان خطة العمل المشترك الشاملة هي حصيلة عامين من المفاوضات المكثفة وان ما تمخض عنها حظي بدعم مجلس الامن والمجتمع الدولي وبات جزءا من القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن. ان خطة العمل المشترك الشاملة لا تخص بلد دون غيره بل انها وثيقة دولية تتعلق بالمجتمع الدولي كله".
وتابع الرئيس روحاني ان هذه الوثيقة استطاعت حل القضية النووية من جهة وفتحت صفحة التعاون والتعاطي العالمي من جهة اخرى. ان هذا التعاطي الثنائي قائم على المشاركة والبناء .. نحن في جهة منه والعالم من جهته الاخرى. نحن فتحنا ابواب التعاون والتعاطي . وقعنا العشرات من العقود مع الدول المتقدمة في الشرق والغرب ويؤسفنا ان البعض حرم نفسه من الامكانية التي توفرت. لجأت الى العقوبات واليوم اذ يراودها الشعور بالغبن تظن انه تم خداعها. فيما اننا لم ننخدع ولانخدع الاخرين. نحن من عينّا مستوى برنامجنا النووي وحصلنا على قوة الردع النووية ليس بالسلاح النووي بل بالعلم والاهم من كل ذلك بمقاومة شعبنا. وهنا يكمن ابداعنا وفننا . كانوا يريدون سلب السلاح النووي منا الذي لم يكن لدينا من الاساس ونحن لم نكن نخشى ان يسلبوا منا شيئا لم نكن نمتلكه ولم نكن ندعي حيازته. لايمكن ان نقبل ابدا ان يقوم الكيان الصهيوني الذي يهدد المنطقة والعالم بالسلاح النووي ولايلتزم باي من القوانين الدولية بنصح الشعوب الداعية للسلام.
وقال ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي التي طرحت مبادرة الاتحاد العالمي لمواجهة العنف والتطرف وترى ان الحوار القائم على الربح-ربح هو السبيل الامثل لتسوية الازمات العالمية والاقليمية. نحن نؤكد على ترسيخ الاواصر مع دول الجوار والمنطقة وتعزيز التعاون مع الدول الصديقة. هذا هو خيارنا الواعي وان تجاوز التهديدات الخطرة والتطورات المعقدة في المرحلة الانتقالية لايتحقق الا من خلال توثيق التواصل والتشاور ومأسسة الحوار من قبل الحكومات والشعوب.
وشدد بالقول "اعلن من على هذا المنبر ان قدراتنا الدفاعية بما فيها الصاروخية، لها بعد دفاعي وردعي محض وللحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والحيلولة دون اي مغامرة حمقاء. ان سكان مدننا المختلفة كانوا وعلى مر سني الحرب المفروضة الثمان ضحايا صواريخ صدام بعيدة المدى ونحن لانسمح ابدا بتكرار المطامح الكارثية".
وقال الرئيس روحاني ان انعدام الاستقرار والنزعات العنيفة في منطقتنا زادت حدة بتدخل القوى الخارجية وهي ذات القوى التي تعمل اليوم على اتهامنا بانعدام الامن وذلك بهدف المزيد من التدخل وبيع المزيد من اسلحتها الفتاكة. انني اعلن بكل صراحة ان التدخل الاجنبي ومحاولة تقرير مصير شعوب المنطقة لن يؤدي الا الى اتساع نطاق الازمات. ان الازمات في سوريا واليمن والبحرين ليس لها اى حل عسكري وانها ستنتهي بوقف العنف وقبول اراء الشعب.
وقال رئيس الجمهورية " ان الحكومة الامريكية لابد ان توضح لشعبها الاسباب التي تقف وراء انفاقها مئات ميليارات الدولارات لقتل الشعوب وتدمير البنى التحتية ونشر الارهاب والتطرف بدلا من المساهمة في الامن والاستقرار".
واوضح رئيس الجمهورية ان الاقتصاد الايراني اثبت خلال الاعوام الاربعة الاخيرة انه يتمتع بطاقات وامكانيات فريدة للتنمية. ان العقوبات الاقتصادية ليس لم تكن قادرة على وقف ايران عن الحركة فحسب بل ساهمت في ارساء اسس الانتاج الوطني ايضا. ان الاقتصاد الايراني تمكن خلال العام الماضي من تحقيق اعلى مستوى من النمو على الصعيد العالمي. ان سياستنا الاستراتيجية لبلوغ هذا النمو الدائم والمتعادل قائمة على التعاون البناء والشامل مع العالم. نحن نعتقد ان التنمية والامن يرتبطان ببعضهما البعض وان المصالح المشتركة من شانها ان تضمن الامن الاقليمي والعالمي.
واضاف ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ولما تمتلكه من مصادر غنية للنفط والغاز من شأنها ان تساهم في ضمان امن الطاقة على الصعيد العالمي ويمكنها من خلال الاستثمار المشترك في البنى التحتية للنقل البحري والبري والسككي ان تعمل على الارتقاء بمستوى طاقة ممرات الترانزيت الدولية. ان تعزيز البنى الاقتصادية في حقول الغاز وشبكات الكهرباء والنقل البري والسككي وفر امكانية الانتاج الرخيص من اجل خوض الاسواق الوطنية والاقليمية .
وشدد بالقول ان سياستنا قائمة على تحسين اجواء العمل ودعم حقوق الملكية الفكرية وتعديل قوانين الاستثمار ومكافحة تبييض الاموال وتوفير الاجواء المناسبة لاستثمار الشركات المعرفية وتلك العاملة في المجالات التقنية والاقتصادية.
وخلص الرئيس روحاني كلمته بالقول ان الشعب الايراني عازم على بناء ايران حرة ومتطورة ومؤمن بالمساهمة في التنمية الاقليمية على اساس الاخلاق واحترام الحقوق الدولية ومن هذا المنطلق اصالة عن نفسي ونيابة عن الشعب الايراني، ادعو كل من يتطلع الى تحقيق السلام والامن والتطور في ظل تعاون الشعوب، الى المجيء الى ايران والمساهمة في بناء مستقبل مفعم بالامل.