"هارفي" الرهيب يضرب تكساس.. وإعلان الطوارئ
بدأ الإعصار العنيف "هارفي"، مساء الجمعة، باجتياح سواحل تكساس إثر دخوله البر الأميركي من نقطة تبعد حوالى 50 كلم شرقي مدينة كوربوس كريستي، فيما حذرت دائرة الأرصاد الجوية الأميركية من خطر تسببه بـ"فيضانات كارثية".
وقبيل وصوله إلى السواحل الأميركية ازداد "هارفي" قوة ليصبح إعصارا من الدرجة الرابعة (على سلم تصاعدي من خمس درجات) ترافقه رياح تبلغ سرعتها 215 كلم/ساعة.
وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، أن الإعصار "هارفي" تسبب حتى ظهر الجمعة في تعطيل إنتاج 22 في المئة من النفط (377 ألف برميل في اليوم) بخليج المكسيك وإنه أوقف إنتاج 4.4 في المئة من المصافي.
وأظهرت بعض أنماط الطقس أن الإعصار سيضرب أولا منطقة قرب مدينة كوربس كريستي في تكساس وسيصاحبه أمطار غزيرة على امتداد الساحل بوسط الولاية وأنه سيعود على الأرجح لخليج المكسيك قبل أن يتجه مجددا إلى هيوستن.
وأوقفت بعض شركات النفط الصخري البرية عملياتها كإجراء احترازي تحسبا لسيول متوقعة.
وكانت محطات الوقود والسلع الغذائية بالمنطقة مزدحمة مع إقدام السكان على ملء سياراتهم وخزاناتهم بالمؤن تحسبا لأي نقص عقب العاصفة.
ويتوقع أن تهطل أمطارا يبلغ منسوبها 97 سنتيمترا على أجزاء من ولاية تكساس وربما ترتفع مستويات البحر لما يصل إلى 3.7 متر.
كما قد تهطل على ولاية لويزيانا أمطار منسوبها بين 25 و38 سنتيمترا وسط تحذيرات من حدوث فيضانات في لويزيانا وشمال المكسيك.
ودفع اقتراب العاصفة السكان إلى إجلاء المناطق الواقعة في مساره في جنوب تكساس وبدأ سكان بمناطق ساحلية بوسط الولاية في ترك المنطقة طواعية.
كما أدت الأحوال الجوية السيئة إلى إلغاء أو تأخر 40 رحلة على الأقل من وإلى المطارات الرئيسية في تكساس الجمعة وفقا لموقع (فلايتاوير.كوم) الذي يتابع الحركة الجوية.
وأعلنت ولايتا تكساس ولويزيانا حالة الطوارئ لإتاحة المجال أمام استخدام مواردهما في التحضير لمواجهة العاصفة.
وأغلق ميناء هيوستن وهو أكثر موانئ البتروكيماويات ازدحاما بالولايات المتحدة أرصفته عند الظهر وكان أوقف في وقت سابق حركة دخول وخروج السفن.
والخطر الاكبر لا يتمثل بالإعصار نفسه بل بكمية المتساقطات الضخمة، التي يتوقع أن يتسبب بها، والتي تخشى السلطات أن تؤدي إلى فيضانات كارثية.
ويكتم ملايين المواطنين أنفاسهم خشية ما قد يخلفه الإعصار من أضرار في الأيام القادمة وسط توقعات بحدوث فيضانات يسببها هطول مستمر للأمطار .
وقال خبراء الأرصاد إن الإعصار سيكون أشرس ما شهدته الولايات المتحدة خلال أكثر من 12 عاما، ووصفوه "بالعاصفة المهددة للحياة" والتي تشكل "خطرا كبيرا" وأنه سيتوغل في تكساس على مسافة تزيد عن 161 كيلومترا عن الساحل، ويسبب فيضانات في العديد من المقاطعات.