زيارة انصاري الى لبنان: تأكيد لإستمرارية ايران في نهج الانفتاح
أكد مسؤول العلاقات مع الاحزاب في التيار الوطني الحر بسام الهاشم في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني حسين انصاري لافتة من زوايا عديدة وابرزها التوقيت.
وقال بسام الهاشم: فالزيارة تأتي في اعقاب الانتصارات التي حققتها المقاومة في جرود عرسال وقبل الانتصارات المرتقبة في جرود رأس بعلبك والقاع حيث يخوض الجيش اللبناني معركة تحرير الاراضي التي احتلتها داعش منذ العام 2014.
ووصف الهاشم المرحلة التي تمر بها المنطقة بالمفصلية، والانجازات الميدانية هي مقدمة للحل السياسي في سوريا في الاستانة وجنيف، وإن ايران دولة اساسية في المطبخ الذي يحضرللتسوية في سوريا ولا يمكن فصل الزيارة عن هذه المسارات، بحسب الهاشم.
وعن دلالات الزيارة في الداخل اللبناني فيشير الهاشم الى ان عنوان الزيارة الاساسي هو الانفتاح على كافة المكونات اللبنانية وقد ظهر هذا الامر من خلال المروحة الواسعة من الجهات التي زارها انصاري بما فيها الذين اساؤوا لايران في مراحل سابقة او راهنوا على المجموعات المسلحة من اجل اسقاط دمشق حليفة طهران في المنطقة.
وإعتبر القيادي في التيار الوطني الحر ان لقاء انصاري للوزير وليد جنبلاط واخرين من الذين قاطعوا او انتقدوا طهران في مرحلة سابقة تأتي في سياق اعادة ترتيب الاوراق مع الاطراف اللبنانية كافة في اطار لم الشمل.
واصفا الزيارة بالمباركة وان انصاري وجه خلال لقائه الرئيس عون دعوة له لزيارة طهران وان الرئيس اللبناني سيلبيها في وقت لاحق.
وأكد الهاشم توجيه دعوة الزيارة للرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي هي من وجهة نظر الهاشم تأكيد على الاستمرار في سياسة الانفتاح التي اعتمدتها طهران تجاه مكونات المنطقة الطائفية والقومية.
وأبدى القيادي في التيار الوطني الحر اعجابه الشديد بما يسميه استراتيجية ايران الحريصة على الحفاظ على التنوع ما يضمن اعادة الحقوق لاصحابها مقابل استراتيجية العدو الاسرائيلي القائمة على العمل من اجل تقسيم المنطقة وتفتيتها. استراتيجيتان تعبران عن مشروعين نقيضين في منطقتنا وهما يختصران فلسفة الصراع من اجل فلسطين.
فلسطين حضرت في اللقاءات التي اجراها الدبلوماسي الايراني. المسؤول عن العلاقات مع الاحزاب في التيار الوطني الحر حضر اللقاء مع ممثلي الاحزاب اللبنانية.
ويؤكد الهاشم ان اجواء الانفتاح سادت هذا اللقاء وقد اكد انصاري على المسلمات في السياسة الايرانية وابرزها التوفيق بين كل المكونات والحوار مع كل الدول الا ان في المنطقة من يرفض هذا المنطق. السعودية احد الرافضين. يشير الهاشم الى ان المسؤول الايراني عبر عن اسف بلاده للسياسة التي تعتمدها الرياض تجاه بلاده.
ويضع انصاري السياسة السعودية في سياق السعي الى حل المشاكل الداخلية حول التوريث وانتقال السلطة بالهروب الى الخارج وتوليد الاشكالات معه. لم ينف انصاري وجود ايجابيات في المنطقة الا انه اعتبر ان الوضع دقيق وحساس وان هناك محاذير تتربص بدول المنطقة.
وختم الهاشم حديثه لوكالة انباء الجمهعورية الاسلامية الايرانية بالتأكيد على ايجابية زيارة انصاري فايران ليست بعيدة في سلوكها وادائها السياسي عن المقاومة في لبنان التي تحقق الانتصارات دون السعي لاستثمارها في المصالح الضيقة بل تسعى للشراكة وهذا ما يساهم في فرض المنطق العقلاني في ادارة الأزمات ما يسهل الوصول الى حلول تؤمن مصالح كل الاطراف.