رصاص القناصة "الامريكيين" يثير الرعب في مدينة الصدر
(last modified Sat, 19 Apr 2008 08:45:00 GMT )
Apr ١٩, ٢٠٠٨ ٠٨:٤٥ UTC
  • الرصاص يطال الجميع
    الرصاص يطال الجميع

يواجه المدنيون العالقون في المواجهات في مدينة الصدر الشيعية شرق بغداد تهديدا جديدا هو رصاص القنص الذي اكد بعضهم ان جنودا اميركيين يقفون وراءه بينما رأت القيادة الاميركية انه اتهام "غير معقول"

يواجه المدنيون العالقون في المواجهات في مدينة الصدر الشيعية شرق بغداد تهديدا جديدا هو رصاص القنص الذي اكد بعضهم ان جنودا اميركيين يقفون وراءه بينما رأت القيادة الاميركية انه اتهام "غير معقول". وترتسم على وجه الطفل علي مرتضى الذي يرقد داخل احد مستشفيات مدينة الصدر (شرق بغداد) ابتسامة رغم الآلام التي تسببها اصابته برصاصة مصدرها مجهول وانبوب بلاستيكي يخرج من انفه ويعيق تنفسه. ومرتضى الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات يحيط ضماد ببطنه، اثر اصابته امام منزله في هذه المدينة التي تشكل معقل جيش المهدي التابع للتيار الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر. وقد جرح مرتضى كغيره من كثيرين من الاطفال والفتية الذين اصيبوا برصاص في البطن والساقين اطلق من اسطح مبان اصيبت بدمار خلال المواجهات الدائرة منذ اكثر من اسبوعين في المدينة التي تضم اكثر من مليوني نسمة. وتدور هذه المواجهات منذ اطلاق عملية "صولة الفرسان" في البصرة، بين الجيش الاميركي وقوات عراقية من جهة وجيش المهدي من جهة اخرى. واندلعت الاشتباكات في اطار عملية عسكرية اشرف عليها في البداية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في البصرة في 25 اذار/مارس لملاحقة "المجرمين" وبينهم عناصر من ميليشيا جيش المهدي، وامتدت لاحقا الى بغداد ومدن جنوبية اخرى. وانشغل عدد من الاطباء بمتابعة حالة مرتضى، بينما يرقد جرحى آخرون بالرصاص في المستشفى. وقال ثروت عباس (26 عاما) الذي اصيب برصاصتين في بطنة وفخذه الايسر، "كانت هناك اشتباكات عنيفة في محلتنا توقفت بعد حين فخرجت من البيت لاستدعاء اخي الاصغر فاصبت فجأة برصاصة في بطني وساقي". وقتل نحو 321 شخصا واصيب مئات اخرين بجروح، خلال الاشتباكات المتقطعة في مدينة الصدر منذ 25 اذار/مارس، حسب حصيلة استنادا الى مصادر امنية وطبية. ووصل مئات اخرون مثل مرتضى الى مستشفيات مدينة الصدر، اثر اصابتهم برصاص لم تعرف مصادره، ما دفع اقارب هؤلاء وقادة محليين الى صب كامل غضبهم على الجنود الاميركيين الذين ينتشرون في مدينتهم. واتهمت والدة مرتضى "القناص الاميركي" باطلاق الرصاص على ولدها الوحيد. وقالت وهي تقف قرب سرير ولدها "من يطلق النار على ابني؟ محلتنا متوترة والجنود الاميركيين ينتشرون حولنا". من جهته، قال عباس "لا اعرف من اصابني بالرصاص لكنني واثق انه جندي اميركي". واضاف وهو يشير الى نافذة قريبة "حتى المستشفى لم يسلم من رصاصهم، فقد اصابت رصاصة هذا الشباك القريب من سريري"، في اشارة الى استهداف المستشفى برصاص جنود اميركيين. لكن القوات الاميركية تنفي هذه الاتهامات. وقال الكولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم القوات الاميركية في بغداد "ليس هناك جندي اميركي يستهدف المدنيين الابرياء من اي سن (...) نحن لا نفعل ذلك". واضاف ان "الاتهامات باننا نستهدف المراهقين الابرياء والاطفال والنساء والرجال غير معقولة. ابلغ الام التي جرح ابنها ان قلوبنا معها لكن ابنها لم يستهدف من قبل قناص اميركي". لكن النائب عن التيار الصدري فلاح شنشل اكد ان "القناصة الاميركيين ينتشرون على سطوح المباني"، موضحا انه "من الصعب التنقل الان (في المدينة) وخصوصا في المساء". وتبدو آثار رصاص على المنازل والمباني والسيارات بما فيها مقر التيار الصدري في المدينة بينما تعرضت احدى سيارات اسعاف الجرحى التابعة لمستشفى الصدر لعشرات العيارات النارية. من جهته، اكد الطبيب علاء حيدر من مستشفى الصدر ان "عددا كبيرا من الاشخاص اصيب برصاص يبدو انه رصاص قناص"، موضحا ان بين العيارات النارية "رصاص اميركي". واضاف ان "الرصاص العشوائي يصيب اي مكان (في الجسم) لكن هؤلاء الناس اصيبوا بمناطق محددة في البطن والساق". وتابع "خلال العمليات الجراحية عثرنا على رصاص داخل اجسامهم بينها رصاصات اميركية. نستطيع تمييز الرصاص الاميركي من الرصاص العراقي".