العلامة فضل الله: القضية الفلسطينية دخلت مرحلة التمييع
Dec ٠٥, ٢٠٠٧ ٢٠:٣٠ UTC
قال السيد محمد حسين فضل الله، أن الإدارة الأمريكية ليست جدية في إطلاق عجلة المفاوضات بين العدو والسلطة الفلسطينية، كما أوحت بذلك من خلال مؤتمر أنابوليس
قال السيد محمد حسين فضل الله، أن الإدارة الأمريكية ليست جدية في إطلاق عجلة المفاوضات بين العدو والسلطة الفلسطينية، كما أوحت بذلك من خلال مؤتمر أنابوليس. واضاف السيد فضل الله ان الادارة الاميركية تخضع للإرادة الإسرائيلية، ولذلك سحبت مشروع قرارها المتضمن تطبيقاً لمقررات خريطة الطريق في مجلس الأمن. وشدّد على أن المرحلة هي مرحلة تمييع القضية الفلسطينية، حيث يشترك بذلك أطراف عرب إلى جانب أمريكا وإسرائيل، داعياً العرب إلى أن يتواضعوا، لأن أمريكا لن تسلّفهم شيئاً يعتدّ به لتسويقه في ساحاتهم. كما دعا الفلسطينيين إلى التنبّه إلى أن إسرائيل تحاول استخدام مقررات أنابوليس لإشعال حرب أهلية فلسطينية ـ فلسطينية. واشار سماحته الى نتائج مؤتمر انابوليس قائلاً لقد بدأت الصورة تتضح شيئاً فشيئاً، بحيث إن الإدارة الأمريكية لا تستطيع الإقدام على أية خطوة سياسية تتصل بقضايا المنطقة أو تتعلق بالمسألة الفلسطينية تحديداً إلا بعد مراجعة إسرائيل والاستئناس برأيها، وصولاً إلى الخضوع لما تريده للتأكيد في نهاية المطاف أن الإرادة الإسرائيلية هي فوق الإرادة الأمريكية نفسها. وكذلك مثّل سحب الإدارة الأمريكية لمشروع القرار الأمريكي الذي كان تقدم به سفيرها إلى الأمم المتحدة نزولاً عند الرغبة الإسرائيلية، والذي كان يتضمن تطبيق كل الالتزامات الواردة في خريطة الطريق دليلاً آخر على أن مصلحة إسرائيل في نظر الإدارة الأمريكية لا تعلوها مصلحة. وتابع ان الادارة الاميركية قد شعرت بأن إلزام الكيان الصهيوني بأي شيء يمثّل تقييداً للحركة الصهيونية التي لا تريد لمجلس الأمن أن يضع أية مسارات من شأنها مطالبة لإسرائيل بضرورة أن تكون جدية في أية مفاوضات تجريها مع السلطة الفلسطينية حتى لو كانت شكلية. كما أن ذلك يُظهر بما ليس فيه مجال للشك بأن إدارة الرئيس بوش ليست جديّة في إطلاق عجلة المفاوضات بين حكومة العدو والسلطة الفلسطينية، كما أوحت بذلك من خلال مؤتمر أنابوليس لأن هذه الإدارة تسعى لإبقاء الهامش السياسي كبيراً أمام حكومة العدو لتتنصّل من كل وعودها والتزاماتها، وخصوصاً أنها أمام استحقاق قادم يتمثّل بالتقرير القادم للجنة فينوغراد الذي ينتظر أن ينعكس عليها رغم كل محاولات الترميم الأمريكية والعربية التي أجريت للحفاظ على ماء وجه أولمرت أو لإعادة إحياء شعبيته في كيان العدو. ودعا السيد فضل الله العرب الى ادراك خطورة الاوضاع في المنطقة قائلاً على العرب الذين صوّروا لشعوبهم بأن مؤتمر أنابوليس يمثّل خشبة الخلاص للمسألة الفلسطينية أن يدركوا حجم الخطورة في خضوعهم المطلق للإدارة الأمريكية، وإن هذه الإدارة لن تسلّفهم شيئاً يُعتدّ به، أو تعطيهم ما يمكّنهم من تسويقه داخل دولهم أو في الساحة العربية والإسلامية، وبالتالي فإن عليهم أن يتواضعوا في أحلامهم الوردية، لأن المرحلة ليست مرحلة إدارة للمفاوضات بطريقة جديّة بين العدو والسلطة الفلسطينية، بل هي مرحلة تمييع لهذه المسألة ويشترك في إدارة هذا التمييع أطراف عرب إلى جانب أمريكا وإسرائيل. كما دعا الفلسطينيين الى دراسة الاوضاع بدقة وتأني لأن ما تخطّط له إسرائيل من خلال الفرصة التي أتاحها لها مؤتمر أنابوليس هو حشرالفلسطينيين في الزاوية وتجويعهم ودفعهم لحروب أهلية أو تهيئة الظروف لحرب شاملة ضد هذا الشعب خصوصاً في قطاع غزّة.كلمات دليلية