تصاعد الاحتدام بين معارض وموال لبقاء بوتفليقة في الحكم
Dec ١٨, ٢٠١٣ ٠٢:٣١ UTC
أطلق حزب سياسي جزائري موال للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مساع لتكسير حلف سياسي قام ضد ترشح بوتفليقة لولاية رابعة. في غضون ذلك هاجم قياديون في حزب «جبهة التحرير الوطني» صاحب الغالبية، أمينه العام عمار سعداني بسبب دعوته المخابرات إلى «التوقف عن أداء أدوار سياسية».
وجمع حزب «تجمع أمل الجزائر» الذي يقوده وزير النقل عمر غول، المعروف بولائه الشديد للرئيس بوتفليقة، قادة ثلاثة أحزاب بهدف إنشاء ما أسماه «فضاء وطني»، وهي «الحزب الوطني للتضامن والتنمية» و«حركة الشبيبة الديمقراطية» و«الحركة الوطنية من أجل الطبيعة والنمو»، وهي كلها أحزاب مشاركة في مبادرات أطلقها معارضون لاستمرار الرئيس في الحكم، من بينها ما يعرف بـ«مجموعة الـ20» التي طالبت من بوتفليقة «الخروج من الباب الواسع»، بعدم الترشح لولاية رابعة بمناسبة انتخابات الرئاسة التي ستجري في نيسان المقبل.
وجرى اللقاء بالعاصمة أمس (الثلاثاء)، تحت إشراف عمر غول. ويرتقب أن تلتقي القيادات الحزبية الثلاثة من جديد الأسبوع المقبل لبحث التحضير لانتخابات الرئاسة. وذكر مصدر من «التجمع» المعروف اختصاراً بـ«تاج»، لمراسل «إذاعة طهران» أن غول «سيجر رؤساء الأحزاب الثلاثة إلى الانخراط في مشروعنا المتمثل في حشد التأييد لترشح الرئيس لولاية رابعة، لأننا نعتقد مثلما يعتقد غالبية الجزائريين، أن بوتفليقة هو الأصلح لقيادة البلد في المرحلة المقبلة».
وأضاف: سوف يلتحق بالمجموعة أحزاب أخرى في الأيام المقبلة، وتلقينا اتصالات من ناشطين سياسيين يريدون العمل معنا ونحن نرحب بهم. مشيراً إلى أن الرئيس يتابع برنامجاً خاصاً لإعادة الحركة لوظائفه المتأثرة بجلطة دماغية، أصابته نهاية أبريل الماضي. ويقول أنصاره إنه يتعافى وإنه قادر على خوض حملة الرئاسة المقبلة، فيما يذكر معارضوه أنه لو كان بصحة جيدة لسافر إلى جنوب إفريقيا، لحضور تشييع جنازة الزعيم الافريقي الراحل نيلسون مانديلا، الذي كان صديقاً له.
وأصدرت الأحزاب الأربعة بياناً، جاء فيه أن «الفضاء الوطني» الذي تم الاتفاق على إنشائه، «هو فضاء سياسي للتشاور والتعاون بين الأحزاب، من خلال التنسيق في كل ما يهم الوطن والمواطن». وأعلن عن تأسيس «لجنة مشتركة لإعداد ميثاق شرف سياسي قصد المساهمة في أخلقة العمل السياسي». وأضاف البيان ان قادة الأحزاب الثلاثة اتفقوا على «التنسيق لبلورة المواقف المشتركة خلال الاستحقاقات السياسية»، وعلى«إبقاء هذا الفضاء مفتوحاً لكل الأحزاب والهيئات والشخصيات والمنظمات التي تشترك معنا في الاهداف والاهتمامات».
ويعارض ترشح الرئيس حالياً حزبان، أحدهما كبير هو «حركة مجتمع السلم» الاسلامية. والثاني ناشئ يسمى «جيل جديد» يرأسه سفيان جيلالي الذي أعلن ترشحه للانتخابات. ويشكل الحزبان قاطرة ما يعرف بـ«الحلف المعادي لاستمرار بوتفليقة في الحكم»، المتكون من الحزبين الإسلاميين «حركة النهضة» و«حركة الإصلاح الوطني»، والعديد من الأحزاب الصغيرة يرجح انها ستغيَر موقفها بالانضمام إلى «الفضاء الوطني»، لاعتقادها أن «تاج» سيجلب إلى قادتها المناصب الحكومية في حال ترشح بوتفليقة وفاز بولاية رابعة.
وفي سياق متصل، طالب قياديون بـ«جبهة التحرير الوطني» من الرئيس بوتفليقة (من موقعه رئيساً شرفياً للحزب)، التخلص من امينه العام عمار سعداني بحجة أنه «لا يملك الشرعية ولأنه هاجم مؤسسات حساسة في الدولة»، في إشارة إلى تصريحات صحفية لسعداني، فسَر فيها تغييرات أجراها بوتفليقة في أجهزة الأمن، بـ«رغبة الرئيس في إبعاد المخابرات عن أداء أدوار سياسية».
وذكر قياديو الحزب صاحب الغالبية، في بيان، أن سعداني «جعل من الحزب مكاناً تلتقي فيه زمرة الفساد السياسي والمالي». ووقع على البيان وزراء سابقين أهمهم عبد الرحمن بلعياط، رأس معارضي سعداني، وعمار تو وعبد العزيز زياري ورشيد حراوبية.