الهجمات الفلسطينية مسعى جديد لإحباط مخططات تصفية القضية
Dec ٢٤, ٢٠١٣ ٠٤:٣٠ UTC
-
محاولة تفجير عبوة ناسفة في حافلة إسرائيلية الأحد، قرب تل أبيب
تصاعدت موجة الهجمات الفلسطينية ضد قوات الإحتلال الصهيوني وهو ما وسع من دائرة المخاوف لدى كيان الإحتلال الصهيوني، من أن تؤشر هذه الهجمات إلى موجة جديدة من المواجهة قد تقود إلى إندلاع إنتفاضة فلسطينية ثالثة دافعها وفقاً للفلسطينيين تواصل العدوان الصهيوني غير المسبوق على الفلسطينيين.
وتحديداً في الضفة المحتلة والذي أوقع منذ استئناف المفاوضات في يوليو/تموز الماضي عشرات الضحايا الفلسطينيين إلى جانب عمليات الإعتقال والإستيطان وهدم المنازل التي لم تتوقف، وكذلك الحال فإن هذه الهجمات أيضا تأتي وفقاً للكثيرين في محاولة من قبل الفلسطينيين لإسقاط أي مسعى لفرض حلول تنتقص من الحقوق الفلسطينية. تقول مصادر الاحتلال أن الفلسطينيون يسعون إلى رفع وتيرة هجماتهم ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، حيث أعلنت هذه المصادر عن إصابة مستوطن جراء طعنه على يد فلسطيني قرب رام الله، وكذلك تكرر المشهد ذاته في مدينة القدس المحتلة حيث تعرض جندي للطعن من قبل فلسطيني وأصابه بجروح خطيرة، سبق ذلك محاولة التفجير التي استهدفت حافلة صهيونية على مقربة من تل أبيب والتي اعتبرتها المؤسسة الأمنية الصهيونية دليل جديد على دخول الهجمات الفلسطينية مرحلة جديدة، وهو ما ذهبت إليه فصائل المقاومة الفلسطينية والتي رأت أنها ستكون فاتحة للعمليات داخل الكيان الصهيوني.المقاومة مخططات استباحة الحقوق لن تمر
ووفقاً لمعطيات نشرها جهاز الأمن العام الصهيوني«الشاباك»، بعد ظهر أمس، فإن الهجمات الفلسطينية ضد أهداف صهيونية في الضفة الغربية والقدس ازدادت بوتيرة عالية وذلك بموازاة استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. ونقل موقع معاريف أن المعطيات التي نشرها الشاباك تضمنت أيضا عمليات إلقاء زجاجات حارقة، ومحاولات للمس بالصهاينة، بلغت أوجها في شهر نوفمبر الماضي. ووفقا للمعطيات الصهيونية فإن الهدوء الذي ميز مطلع العام 2013 تحول بشكل تدريجي إلى جو مشحون رافقته عمليات مختلفة، لكن استئناف المفاوضات مع إسرائيل، وفق تفاهمات جون كيري، رفع عدد العمليات بشكل كبير ومتواصل بدءا من شهر أيلول/سبتمبر الذي وقعت فيه 99 عملية. وتتوقع أجهزة الأمن الصهيونية ارتفاع منسوب العمليات وعددها ونوعيتها مع اقتراب شهر ابريل/نيسان القادم مع انتهاء مدة المفاوضات المحددة. ويجمع سياسيون فلسطينيون على أن المقاومة الفلسطينية بكل مكوناتها الشعبية والسياسية والعسكرية ستسعى لإفشال أية حلول«تفاوضية» سواء انتقالية أو نهائية مع الاحتلال، لما تمثله هذه الاتفاقيات، والتي ستكون على شاكلة اتفاق أوسلو من خطورة ينتقص معها من الحقوق والثوابت الفلسطينية. ويرى السياسيون أن ارتفاع وتيرة العمل المقاوم في ظل الجولات المكوكية التفاوضية التي يجرها وزير الخارجية الأمريكية في الضفة وغزة يشير إلى تخوف فلسطيني حقيقي من احتمالية فرض حل انتقالي جديد.
القضية الفلسطينية ومحاولات التصفية
إلى ذلك تواصل الإدارة الأمريكية الدفع باتجاه تصفية القضية الفلسطينية والنيل من حقوق الفلسطينيين تلبية لرغبة المحتل الصهيوني وذلك من خلال ما تقدمت به من مقترحات تبقي السيطرة للإحتلال على الأرض وتمدد المفاوضات تحت إطار ما يسمى بالحل المرحلي، وهو ما يمثل الخطورة الأكبر بالنسبة للفلسطينيين الذين يجمعون على رفض هذه المقترحات كما هو حال المفاوضات، التي منحت قرارات العرب الهزيلة والتي كان آخرها في اجتماع مجلس الجامعة العربية مزيداً من الوقت. ومعها منحت الاحتلال مزيداً من الوقت لتغيير الحقائق على الأرض... حيث قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيقدم الشهر المقبل أو الذي يليه اتفاق إطار بين الفلسطينيين والصهاينة، يشمل الخطوط العريضة لاتفاق سلام نهائي يعالج الملفات النهائية، في محاولة لإجبار الفلسطينيين والصهاينة على توقيعه. وقد يساعده في هذا التوجه الموقف العربي الذي جدد دعمه لإستمرار المفاوضات في إجتماعه مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية الأخير. ويحمل اتفاق الإطار هذه المرة إضافة إلى الترتيبات الأمنية التي تقدم بها كيري وجودا أميركيا مكثفا على حدود الدولة الفلسطينية الشرقية مع الأردن، وأن كيري ناقش ذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن الأخير لم يعترض بحسب كيري الذي قال إن اتفاق الإطار سيشير إلى أسس الحل مثل دولة فلسطينية على حدود 1967، وأخرى يهودية، وأمن الاحتلال.
العيساوي حراً
على صعيد آخر، وفي ما يعيشه الفلسطينيون من أوضاع صعبة، إلا أنهم وفي كل مرة يثبتون قدرتها على الصمود والمواجهة لا بل وحتى هزيمة المحتل حقيقية كرسها هذه المرة الأسير المحرر سامر العيساوي صاحب أطول إضراب عرفته البشرية والذي نجح في انتزاع حريته من بين أنياب المحتل ورغما عن انفه وذلك في رسالة واضحة أن الحرية كما هي الحقوق لاتعطى وإنما تنتزع انتزاعاً. العيساوي وصل إلى بلدته العيسوية القريبة من القدس المحتلة وسط فرحة عارمة خيمت على الفلسطينيين الذي رأوا في خروج العيساوي انتصارا جديدا للإرادة الفلسطينية. وفي أول تصريح له بعد الإفراج عنه قال العيساوي الذي أعيد اعتقاله بعد ثمانية أشهر من الإفراج عنه في إطار صفقة شاليط التي تمت مع حركة حماس، أن خيار المقاومة وخطف الجنود هو الوحيد القادر على الإفراج عن الأسرى، فيما قالت صحيفة يديعوت احرنوت الصهيونية حول أن الأسير العيساوي نفذ إضرابه الشهير لمنع الاحتلال من إعادة اعتقال محرري صفقة شاليط.
كلمات دليلية