إهتمامات الصحافة اليمنية

أولت الصحف اليمنية الصادرة يومنا هذا الأربعاء إهتماماً واسعاً بمختلف القضايا المحلية خاصة على صعيد مؤتمر الحوار الوطني حيث توصلت مختلف المكونات السياسية الى التوقيع على وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية والإتفاق على شكل الدولة باستثناء بعض المكونات السياسية الأخرى.

 إنجاز تاريخي
البداية من صحيفة (الجمهورية) الرسمية التي قالت إن أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك إعتبر توقيع المكونات السياسية على وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية بأنه إنجاز تاريخي بكل معنى الكلمة ومعالجة حقيقية كون القضية الجنوبية هي مدخل لمعالجة القضية اليمنية إجمالاً باتجاه الدولة المدنية الحديثة، دولة المؤسسات والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية. وأضاف بن مبارك إن القضية الجنوبية شكلت رافعة حقيقية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في إطار مؤتمر الحوار الوطني، حيث تضمنت الوثيقة مجموعة من العناصر التي تحدثت حول معالجة الماضي وآلياتها وتكلمت عن المبادئ الـ11الرئيسية للدولة اليمنية الحديثة ومعالجة القضية الجنوبية من حيث المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية في السلطة.
 
إنتصار للقضية الجنوبية
في نفس السياق نقلت صحيفة (الثورة) الرسمية عن مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر الذي قال إن وثيقة اتفاق الحل العادل للقضية الجنوبية التي وقعتها المكونات في اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية تشكل إنتصاراً للقضية الجنوبية ولليمنيين جميعاً وتمهد لتأسيس دولة موحدة على أساس اتحادي وديموقراطي جديد وفق مبادئ دولة الحق والقانون والمواطنة المتساوية، عبر وضع هيكل وعقد اجتماعي جديدين يرسيان وحدة الدولة الإتحادية الجديدة وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها.

إعتراف كامل بالأخطاء
من جهتها قالت صحيفة (المصدر أون لاين)إن مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر طمأن اليمنيين الجنوبيين فيما يتعلق بالقضية الجنوبية قائلاً: إن الوثيقة التي وقعت عليها معظم الأطراف السياسية «تلتزم بحل للقضية الجنوبية في إطار دولة اتحادية». وقال بنعمر خلال مؤتمر صحفي «أطمئن الجنوبيين في هذه اللحظة التاريخية أن الوثيقة تلتزم حل القضية الجنوبية حلاً شاملاً وعادلاً في إطار دولة اتحادية جديدة تشكل قطيعة كاملة مع تاريخ الصراعات والاضطهاد وإساءة استخدام السلطة والتحكم في الثروة»، موضحاً أن الوثيقة تتضمن اعترافاً كاملاً بالأخطاء المؤلمة والمظالم التي ارتكبت في الجنوب.

الإشتراكي يبدي الموافقة بشروط
 فيما ركزت صحيفة (مأرب برس) على اعتراض بعض القوى السياسية حول الوثيقة، حيث قالت الصحيفة إن الحزب الإشتراكي اليمني ألمح عن موافقة مبدئية على وثيقة مخرجات اللجنة المصغرة للقضية الجنوبية التي نصت على ستة أقاليم شريطة أن يتم عرض خياري الحل (الإقليمان والستة الأقاليم) في دعوة منه لتصويت مؤتمر الحوار على أحد الخيارين، حيث قال بيان صادر عن الاجتماع المشترك للمكتب السياسي والأمانة العامة للحزب الإشتراكي: إن الحزب الإشتراكي يحدد موقفه في الوثيقة سالفة الذكر بحسب إحتوائها للموضوع الأساس الذي تمسك به وهو ضرورة عرض مشروعي الحل بالرؤيتين (الإقليمان والستة الأقاليم) على مؤتمر الحوار الوطني، مع ضرورة أن تكون الرؤية الأخرى التي تتحدث عن ستة أقاليم مكتوبة بحيثيات واضحة كما هو الحال بالنسبة لمشروع الإشتراكي.

ليست إلا مقترحات
صحيفة (أخبار اليوم) نقلت عن الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي قال إن الوثيقة هي مجرد مقترحات مقدمة من اللجنة المصغرة الخاصة بالقضية الجنوبية، وليست الوثيقة النهائية الصادرة عن مؤتمر الحوار الوطني. وأكد الدكتور ياسين في مداخلة ان هناك تضخيماً لهذه الوثيقة، هذه مجرد مقترحات مقدمة من اللجنة المصغرة الخاصة بحل القضية الجنوبية، وهي ليست الوثيقة النهائية الصادرة عن مؤتمر الحوار الوطني، لكن -للأسف- الإعلام ضخم هذه المسألة وأظهرها كما لو كانت الوثيقة النهائية.

الإتعاظ مما يجري في السودان
دعا الأديب والمفكر اليمني الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح دعاة الانفصال في اليمن إلى الإتعاظ مما يحدث الآن في جنوب السودان المنفصل منذ عامين فقط عن كيانه الكبير. وقال المقالح إن من يريد تقسيم وطنه والعودة به إلى عصر الدويلات والسلطنات، عليه أن يتعظ بالتجربة السودانية التي تؤكد الآن بكل وضوح أن ما حدث من فصل جنوب السودان عن شماله كان خطأ استراتيجياً فادحاً، سيظل يعاني منه السودان وجنوبه، لعشرات وربما مئات السنين. وشدد المقالح على ضرورة تصحيح الإختلالات التي رافقت الوحدة والإلتزام بمفهوم المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، معتبراً الوحدة الهدف الوطني الإستراتيجي لكل أبناء اليمن على اختلاف انتماءاتهم، وهي صمام الأمان السياسي والإقتصادي والإجتماعي لليمنيين. كان هذا أبرز ما تناولته صحيفة (الصحوة) الصادرة عن حزب التجمع اليمني للاصلاح.