اليمن تكتسي بحلة خضراء في ذكرى المولد النبوي الشريف

أضاءت الألعاب النارية ليل الأحد سماء مدينة صعدة شمال اليمن والتي تم إطلاقها من عدة أماكن في المدينة وما جاورها من المديريات إيذاناً ببدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. الشوارع والاحياء تتزين إعلاناً بانطلاق الاحتفال والابتهاج بذكرى المولد النبوي الشريف وتمجيداً لهذه الذكرى العظيمة.

العاصمة صنعاء وصعدة وغيرها من مدن اليمن ازدانت فيها البيوت والسيارات بلون ذكرى المناسبة الذي شكل بحد ذاته لوحة فنية عكست مدى اهتمام أبناء المجتمع بنبيهم. الجميع يبدو على أهبة الاستعداد حيث تشهد الورش المخصصة لتزيين السيارات وكذلك المؤسسات الثقافية والإعلامية ازدحاماً غير مسبوق من قبل أبناء المجتمع الذين تهفوا قلوبهم شوقاً الى هذه الذكرى.

العاصمة اليمنية صنعاء خصصت مدينة الثورة الرياضية (ستاد 22 مايو) بجميع ملحقاته وساحاته الداخلية والخارجية لاستقبال الوفود الذين جاؤوا من مختلف محافظات الجمهورية إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في إحياء المولد النبوي الشريف حيث استمرت الوفود في التوافد حتى وقت متأخر من ليل الاحد. ويؤكد القائمون من لجان تنظيمية ولجان امنية أن العاصمة صنعاء ستشهد اليوم حضور حشود غير مسبوقة تعبر وتؤكد ولاءها للرسول الاعظم وآل بيته الطاهرين.

الاستعدادات في العاصمة صنعاء بدأت منذ اول يوم من شهر ربيع الاول حيث بدأت كواحة خضراء تزينها الملصقات المكتوب عليها عبارات من وحي المناسبة واقيم العديد من الفعاليات احتفاء بقدوم هذه المناسبة.

محمد حيدرة احد المنظمين لمناسبة المولد النبوي الشريف قال في تصريح خاص "لاذاعة طهران" ان هناك العديد من الفقرات الانشادية والشعرية والخطابية وكذا الاوبريات التي سيتم تقديمها بهذه المناسبة، مضيفاً ان احياء المولد النبوي يعكس مدى الوعي المجتمعي وتمسك اليمنين بنهج الرسول وآل بيته عليهم الصلاة والسلام.

من جانبه، قال علي شرف الدين: ان اليمنيين سيبهرون العالم اليوم من خلال الحشود غير المسبوقة التي ستشهدها العاصمة صنعاء وصعدة وغيرها من المدن اليمنية والتي تعكس قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال (الايمان يمان والحكمة يمانية)، مؤكداً ان هذه المناسبة العظيمة يوم ولادة النور تدعونا الى وحدة الصف الاسلامي في مواجهة اعداء الامة، وتلهمنا الكثير من الدروس والعبر المستقاة من سيرة النبي الاعظم وآل بيته الطاهرين، وهي فرصة ايضا للتسامح والتآخي وطمس الاحقاد، مضيفاً ان الامة الاسلامية تعيش اليوم في ظل انحطاط على مختلف المستويات بل ان الامة وصلت للتناحر فيما بينها بسبب عدم ولائها واتباعها للمنهج الذي سار عليه نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسار عليه ائمة آل بيته عليهم الصلاة والسلام.

واوضح شرف الدين، ونحن نحتفل بهذه المناسبة الشريفة يجب ان يعي ويفهم الجميع ان عزة الامة وكرامتها باتباع منهج آل البيت الذي اوصانا به حبيبنا وقدوتنا خاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

زخم إعلامي غير مسبوق

ليست الاستعدادات غير المسبوقة وحدها من جعلت الاحتفال بهذه المناسبة لهذا العام ذو علامة فارقة عن الاعوام السابقة التي شهدت احتفالات متواضعة، فالزخم الاعلامي الذي تناول الحديث حول هذه المناسبة عم مختلف وسائل الاعلام اليمنية، ناهيك عن تغريدات المسؤولين والشخصيات السياسية والاجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي عبرت عن اهمية هذه المناسبة وانعكاسها على الواقع الذي تعيشه اليمن.

إجراءات أمنية مشددة

السلطات الامنية باليمن ممثلة بوزارة الداخلية فرضت اجراءات امنية مشددة وغير مسبوقة وانتشاراً كثيفاً للآليات والاطقم العسكرية في مختلف شوارع العاصمة صنعاء وذلك تحسباً لأي اعمال تفجيرية قد تستهدف المشاركين في هذه الفعالية سيما بعد ان شهد اليومان السابقان سقوط قتلى وجرحى على خلفيه ملصقات المولد النبوي، حيث قتل خمسة اشخاص وجرح اخرون في اشتباكات مسلحة اندلعت بين انصار الله ومجاميع من حزب الاصلاح، في مديرية ضوران آنس بمحافظة ذمار.

وافادت مصادر محلية، أن اشتباكات اندلعت إثر مشادات بين شباب حوثيين وآخرين إصلاحيين، على اللافتات الخاصة بالمولد النبوي الذي يدعو انصار الله للاحتفال بالمناسبة، مشيراً إلى أن مسلحين من حزب الإصلاح قاموا بتمزيق اللافتات، وتطور الشجار بينهما إلى تبادل لإطلاق النار الامر الذي ادى الى مقتل خمسة وجرح اخرين من الطرفين.

تتزامن هذه التطورات مع تمكن اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء المواجهات المسلحة بين انصار الله والجماعات السلفية ايقاف اطلاق النار بين الطرفين في منطقة دماج، وتوقيع وثيقة بين الطرفين قضت بانسحاب المسلحين من الطرفين من المواقع التي يتمترسون فيها وتسلميها للجيش.

وقضى الاتفاق الذي تم برعاية السلطات اليمنية برحيل زعيم التيار السلفي وطلابه من منطقة دماج الى محافظة الحديدة كحل جذري لإيقاف فتيل الحرب التي استمرت قرابة ثلاثة اشهر.