الاحتلال الصهيوني.. بين المقاطعات الأوروبية والتطبيع الخليجي
Feb ٠٣, ٢٠١٤ ٠٤:٣٣ UTC
تتصاعد المخاوف الصهيونية في ظل توالي فصول المقاطعات الدولية لكيان الاحتلال ومؤسساته إثر مواصلة الأخير سياسة الاستيطان والتي يقول المجتمع الدولي إنها تهدد فرص التوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين وحكومة الاحتلال الصهيوني.
فقد أعلنت إدارة اكبر بنكين من كبار البنوك شمال القارة الأوروبية نيتهما فرض مقاطعة على ثلاثة بنوك صهيونية بسبب نشاطاتها في المستوطنات، ووفقاً لموقع "واللا" الصهيوني فإن الحديث يدور عن اكبر ثلاثة بنوك في الدول الاسكندنافية ستفرض مقاطعة على بنوك الاحتلال التي تقدم خدماتها للمستوطنات.
وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية ذكرت أسماء المؤسسات الاقتصادية والدول التي ستقاطع "كيان الاحتلال" وليس فقط بشأن المستوطنات، ومن بين هذه المؤسسات صندوق التقاعد الحكومي في النرويج وشركة القطارات الحكومية في ألمانيا التي انسحبت من إقامة خط سكة حديدية لأنها تمر من الأراضي المحتلة، وشركة المياه الحكومية في هولندا، هذا إلى جانب إعلان وزيرة الخارجية في جنوب أفريقيا أن وزراء الحكومة يقاطعون كيان الاحتلال ويرفضون زيارتها.
عجز صهيوني عن المواجهة
وتقر خارجية الاحتلال بعجزها عن مواجهة موجة المقاطعة الآخذة في الاتساع وفقاً لمصادر صهيونية، مشيرة إلى أنها تستخدم الوسائل السياسية والقضائية لمكافحتها، لكنها تؤكد أنها غير فعالة خصوصاً وان المقاطعات المتتالية تأتي من مؤسسة خاصة تعمل وفقاً للاقتصاد الحر.
وأوضح تقرير لموقع "واينت"، أن وزارة الخارجية تعترف بأن حكومة الاحتلال عاجزة عن مواجهة المقاطعة التي تبادر إليها الشركات الخاصة. ويذكر التقرير أن وزير المالية، يئير لابيد، استعرض في مؤتمر الأمن القومي الذي عقد الأسبوع الماضي نتائج بحث أجري حول المقاطعة، متوقعاً أن تزيد العزلة على كيان الاحتلال في حال فشلت المفاوضات مع الفلسطينيين خصوصاً من قبل الاتحاد الأوروبي الذي قال لابيد، انه إلغاء الشراكة مع الاحتلال يعني خسارة 3.5 مليار شيكل.
الاحتلال والغزل الخليجي
وبينما تتصاعد عزلة المحتل من خلال حملة المقاطعات الأوروبية بغض النظر عن خلفيات وما إذا كانت بمثابة ضغوط للدفع باتجاه التسوية، تمنح بعض الدول العربية وتحديداً الخليجية الفرصة لكيان الاحتلال للخروج من هذه العزلة وهو ما يتضح من خلال الغزل الواضح بين هذه الدول وحكومة الاحتلال التي تستبيح الأرض الفلسطينية.
السعودية والتي يركز عليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جولاته في مسعى منه لإشراكها في الدفع باتجاه التوصل لاتفاق إطار ينتهك الحقوق الفلسطينية، باتت ترى في كيان الاحتلال لاعباً مهماً في الشرق الأوسط، وهو ما نقلته صحيفة يديعوت احرنوت الصهيونية عن الأمير تركي الفيصل بن عبد العزير الذي شغل منصب السفير السعودي في واشنطن سابقاً ورئيس المخابرات السعودية الذي دعا إلى المضي لإنجاح جهود الوزير الأمريكي كيري والتي وصفها بالعمل الرائع.
وكان الأمير السعودي التقى وزيرة العدل في حكومة الاحتلال ومسؤولة ملف المفاوضات في حكومة الاحتلال تسيبي ليفني على هامش المؤتمر الأمني المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية.
بدوره، تحدث وزير الحرب الصهيوني موشيه يعالون بنبرة محاباة للعربية السعودية، وقال إن لكيان الاحتلال ولما اسماه بالمعسكر السني الذي تقوده السعودية يوجد مصالح مشتركة، على حد زعمه.
الإمارات واستعداد للتطبيع
هذا وكان وزير الطاقة الصهيونية سيلفان شالوم قد شارك في مؤتمر الطاقة الذي احتضنته أبو طبي، فيما تحدثت مصادر صحفية صهيونية عن أن رئيس الموساد الصهيوني زار أبو ظبي بعد يومين من عزل الرئيس محمد مرسي في مصر، بالرغم من قرار التوقيف الصادر بحقه على خلفية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح، وهو ما فتح الباب على مصراعيه إلى الجهر بالعلاقات التي بقيت سرية بين كيان الاحتلال والدول الخليجية.
ورجّحت صحيفة "هآرتس" الصهيونية أن تلخص زيارة شالوم لأبو ظبي للإعلان عن افتتاح أول سفارة لكيان الاحتلال الصهيوني في دول الخليج الفارسي، لتكون من نصيب الإمارات العربية، وأوضحت الصحيفة أن "تل أبيب خصصت الأموال اللازمة لفتح ممثلية دبلوماسية لها في الإمارات لتتويج التطبيع المستمر بين الجانبين بصورة سرية منذ سنوات، لتكون هذه السفارة هي الأولى في تاريخ العلاقات الخليجية-الصهيونية. وكان حاكم دبي صرح بأن الإمارات على استعداد للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات جيدة معها في جميع المجالات في حال توقيع معاهدة "سلام".