اليمن.. علي محسن الأحمر يقود حرب سابعة ضد أنصار الله

ثلاثة أشهر ورحى الحرب الطاحنة بين أنصار الله والجماعات التكفيرية تدور في غير واحدة من مناطق شمال اليمن، حيث انقدحت شرارة الحرب في منطقة دماج بمحافظة صعدة وامتد لهيبها الى محافظات عمران والجوف وحجة وبعض المناطق خارج العاصمة صنعاء ولم تفلح جهود الوساطة القائمة عبر لجان رئاسية في اخماد الحرب بصورة تامة.

 وكلما انطفئت في منطقة، إشتعلت في اخرى بسبب قوى محلية ودول شقيقة على رأسها المملكة العربية السعودية التي تعمل جاهدة على اذكاء الصراع، بحسب مراقبين في الشأن اليمني.

مشائخ بيت الاحمر وحزب الاصلاح والجنرال علي محسن الاحمر ابرز المتهمين لدى انصار الله بدعم الجماعات التكفيرية.

السيد علي البخيتي المتحدث باسم أنصار الله في مؤتمر الحوار، قال في تصريح خاص "لاذاعة طهران": ان الجنرال علي محسن الأحمر تمرد على توجيهات رئيس الجمهورية ووزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد، وقام بتوجيه بعض الألوية القريبة منه والتي كانت تتبع الفرقة الأولى مدرع المنحلة بالتدخل في "الحرب السابعة" لصالح أولاد الأحمر وإخوان اليمن "حزب للإصلاح".

وأضاف البخيتي، ان لديهم معلومات مؤكدة أن مستشار الرئيس اللواء علي محسن الأحمر يمارس ضغوطاً هائلة على الرئيس هادي لكي يأمر الجيش بالتدخل في الحرب. وقال البخيتي: ان "الرئيس هادي رفض ذلك وأكد أنه لن يسمح بأن ينجر الجيش الى أي صراعات وحروب داخلية مجدداً، وهذا ما دفع الأحمر الى توجيه بعض الألوية بالتدخل في الحرب عبر فتح مخازنها وارسال الجنود الى الجبهات". وتابع البخيتي، ان علي محسن وجه اللواء 115 المتمركز في مديرية الحزم بمحافظة الجوف بتزويد "إخوان اليمن" (حزب الإصلاح) في المنطقة بمجموعة من المدافع والرشاشات الثقيلة.

وأكد البخيتي، "لاذاعة طهران" أن مصادرهم أكدت تسلم (الاصلاح) للأسلحة التي خرجت من المعسكر باتجاه اليتمة، مضيفاً ان حميد القشيبي قائد أحد الألوية المتمركزة في عمران حاول امداد حسين الأحمر –بأوامر من علي محسن-  بـ ١٠ أطقم وسبع دبابات و٣ مدرعات و٣ بوابير محملة جند.

مصادر خاصة  كشفت "لاذاعة طهران" بان العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 والذي يعمل لحساب الجنرال علي محسن الاحمر قام بإرسال 400 جندي بلباس مدني إلى مدينة حوث في محافظة عمران بعد تلقيهم خطابات تحريضية في مقر اللواء 310.

وذكرت المصادر أن هؤلاء الجنود الذين يقودهم القشيبي يقومون بإطلاق صواريخ الكاتيوشا من خارج منطقة الخمري الى المناطق المحاذية للجبل الأسود، وأضافت المصادر ان القشيبي أرسل 7 دبابات و3 ناقلات جند وعربتان بي ام بي و10 أطقم عسكرية محملة بالجنود لتعزيز ميليشيات أولاد الأحمر في تلك المناطق، مضيفاً أنه يتم تجهيز مجاميع من الجنود في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء ومن ثم يرسلونهم بلباس مدني الى جبهات القتال في بلاد حاشد بعمران.

مراقبون في الشأن اليمني اكدوا ان هذه التعزيزات العسكرية والتي تأتي بعد أن تم الإعلان عن وقف إطلاق النار في بلاد حاشد التابعة لمحافظة عمران بأنها تدل وبشكل فاضح على تورط القيادات العسكرية التي شاركت سابقاً في حروب النظام على أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، مستغلة مكانتها في السلطة ومستفيدة من مقدرات الدولة لضرب الشعب، الامر الذي يضع الحكومة الحالية أمام خيارين إما الإعتراف بتواطئها مع تلك العصابات أو انها مختطفة من قبل تلك القيادات وعصابات التكفير، وأن لا دور لها الا التغطية على الجرائم والفوضى والاغتيالات والحروب التي ترتكبها تلك القوى الشريرة بحق اليمنيين.

في سياق متصل، افاد شهود عيان بمنطقة خيوان بمحافظة عمران بتجدد المواجهات بين انصار الله والقبائل الموالية لبيت الاحمر والتي تقف الى جانب العناصر التكفيرية، وان معارك عنيفة تدور بين الطرفين بمختلف الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرق الهدنة عقب الاتفاق الذي تم بحضور اللجنة الرئاسية.

الجدير ذكره هنا بأنه تم شن ست حروب ضد "الحوثيين" في شمال اليمن منذ العام 2004 وحتى العام 2009 من قبل النظام السابق ونفس القوى التي تقوم اليوم بشن حرب ضد انصار الله، وشاركت السعودية بشكل مباشر في الحرب السادسة.

وتدور المواجهات في وقت تشهد التسوية السياسية القائمة على مبادرة مجلس التعاون تعثراً واضحاً بسبب كثرة الملفات المطروحة على طاولة الحوار، والتي تحول دون توصل المتحاورين الى توافق كامل على الوثيقة التي ينتظر صدورها عن مؤتمر الحوار.

اذاً يبدو ان وصول المواجهات الى مشارف العاصمة اليمنية صنعاء يهدد بتحول الصراع الى حرب طائفية شاملة قد تأتي على ما تبقى من مظاهر ومقدرات الدولة وتقود البلد الى متاهة يصعب الخروج منها.