الاحتلال يواصل استيطانه ويستبعد القدس من التفاوض
(last modified Sat, 11 Jan 2014 03:38:24 GMT )
Jan ١١, ٢٠١٤ ٠٣:٣٨ UTC
  • وزير الخارجية الصهيوني المتطرف افيغدور ليبرمان
    وزير الخارجية الصهيوني المتطرف افيغدور ليبرمان

تواصل حكومة الاحتلال الصهيوني سياسة الاستيطان التي تلتهم بدورها ما تبقى من أراضي الدولة الفلسطينية الموعودة وذلك على وقع زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي لمواصلة مساعيه للتوصل لاتفاق إطار أبدى وزير الخارجية الصهيوني المتطرف افيغدور ليبرمان دعماً غير مسبوقاً له، وهو الذي كان يبدي معارضة شديدة لأي تسوية مع الجانب الفلسطيني.



لكن يبدو أن للدعم ما وراءه إذ إن الاتفاق الذي يحاول تمريره كيري يلبي في طياته مطالب كيان الاحتلال في مقابل استباحة حقوق الفلسطينيين ومن هنا جاء دعم ليبرمان لجهود كيري وما سمي باتفاق الإطار، فيما قال رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو انه سيرفض إدخال موضع القدس في أي مفاوضات.
 
إستيطان جديد يتهدد الأرض

وقد شكلت المفاوضات ولازالت الغطاء لاستمرار الاستيطان، وهو ما بات واضحاً من خلال الإعلانات المتجددة عن بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة والضفة والتي لن يكون آخرها القرار الصهيوني من خلال وزارة الإسكان الصهيونية بنشر عطاءات لبناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، وذلك قبل أيام قليلة من عودة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي.

ووفقاً لموقع "والاه" الصهيوني فإن حكومة الاحتلال قررت وسط المفاوضات حول ما يسمى "اتفاقية الإطار" التي يسعى للتوصل لها جون كيري، بناء هذه الوحدات الاستيطانية تطبيقاً للتوجهات التي سبق وأعلنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والعديد من وزرائه، حول الاستمرار في البناء الاستيطاني بالرغم من جولات المفاوضات.

وفي تفاصيل المخطط الاستيطاني الجديد، فإن 600 وحدة استيطانية سيتم بناؤها في الحي الاستيطاني "رمات شلومي" في القدس الشرقية، في حين تبنى 800 وحدة استيطانية في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية من بينها مستوطنات تقع خارج التجمعات الاستيطانية الرئيسة.

ودان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، المخطط الاستيطاني الجديد، فيما اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قرارات الاستيطان الأخيرة رسالة لكيري بعدم العودة للمنطقة.
 
قادة الاحتلال ولعبة تبادل الأدوار

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان، إنه يتعيّن على كيان الاحتلال قبول الاقتراح الذي طرحه وزير الخارجية الأمريكي بشأن اتفاق الإطار للمفاوضات مع الفلسطينيين، وذلك في أول تصريح له يدعم رؤية كيري للتسوية بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، وفي تصريحات له وصف ليبرمان مقترح كيري بأنه الأفضل الذي يمكن للاحتلال الحصول عليه، والذي يرتكز على حدود 1967 مع تبادل الأراضي، وعن "كيان الاحتلال كدولة يهودية"، والمستوطنات والترتيبات الأمنية في الضفة الغربية، وموضوع القدس التي ابلغ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وزراء حزبه بأنه لن يوافق على أن يشمل اتفاق الإطار الذي يعكف وزير الخارجية الأمريكي على إعداده أن يشمل أو يتطرق لقضية القدس.

وذكرت صحيفة هآرتس الصهيونية أن نتنياهو أكد أنه لن يوافق على اتفاق إطار يشمل حتى لو بشكل عام إقامة عاصمة فلسطينية في أي منطقة من مناطق القدس وانه سيتمسك بهذا الموقف حتى لو كان الثمن إفشال المفاوضات، وبين دعم ليبرمان واستبعاد نتنياهو تكمن لعبة تبادل الأدوار داخل حكومة الاحتلال إلى جانب تيقن حكومة الاحتلال ان ما تريده وتتطلع عليه يكمن في ما يسميه كيري اتفاق إطار.

مقترحات كيري وتصفية القضية

هذا وشهدت مدينة غزة مسيرة جماهيرية حاشدة بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي بعد صلاة الجمعة، رفضاً لخطة كيري التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية ودعماً للمصالحة الوطنية، وأكد محمد الهندي عضو المكتب السياسي للحركة، أن خطة كيري هي محاولة لإسقاط الحقوق والثوابت الوطنية والفلسطينية.

وأوضح الهندي خلال المسيرة، ان المفاوضين الفلسطينيين والصهاينة والأمريكان يريدون منا أن نتجرع هذا السم من خلال المفاوضات العبثية على حساب الثوابت الوطنية وحقوقنا التي لا يمكن التفريط بها، مؤكداً أنها خطة لإسقاط الحقوق والثوابت.

وأضاف الهندي ان الإدارة الأمريكية تهدف من وراء مساعيها ومقترحاتها الى تعويض "كيان الاحتلال" سياسياً بعد الاتفاق الدولي الأخير حول البرنامج النووي الإيراني، وشدد الهندي على أن البدائل لهذه المفاوضات كثيرة، تبدأ بتحقيق مصالحة حقيقية تستند إلى تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وحماية ثوابته.

وحذر ساسة فلسطينيون من مخاطر المساعي الرامية إلى توصل السلطة الفلسطينية إلى "اتفاق إطار" مع الجانب الصهيوني، لا يلتزم بالحقوق الوطنية الفلسطينية المتمثلة بإنهاء الاحتلال، وحق تقرير المصير بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، وإقرار حل قضية اللاجئين وفق القرار الدولي 194.

كما حذر الساسة خلال جلسة نظمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية في رام الله، من مخاطر العملية التفاوضية، ودعوا إلى توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد القضية، والدعوة إلى عقد مؤتمرات وطنية داخل الوطن المحتل وخارجه، وتفعيل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة بالانضمام إلى الاتفاقات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة.