الصحف السورية: جنيف فرصة لإيصال الصوت السوري وفضح المعارضة
Jan ٢٦, ٢٠١٤ ٠٣:٠٥ UTC
سيطرت مفاوضات جنيف -2 وأداء المعارضة المستند الى دعم إقليمي أمريكي مباشر على تعليقات وإفتتاحيات الصحف السورية، التي رأت أن تلك المعارضة تنفذ أجندة نشر الإرهاب والتشرذم على الاراضي السورية، مؤكدة أن مستقبل سوريا يصنعه أبناؤها الصامدين على أرضها.
جنيف والشرعية الدولية
وقالت صحيفة "البعث" الناطقة بلسان الحزب الحاكم: إن صوت الوفد السوري في جنيف ينبض بمشاعر الناس، يتصلّب في وجه العدوان، يلتئم شملنا أكثر من أي وقت في تضامننا مع وفدنا حتى النصر.
وتابعت في مقال إفتتاحي كتبه السفير السوري لدى الجامعة العربية يوسف أحمد، إن اجتياح حصون الشرعية الدولية، والقانون الدولي، سواء أكان ذلك في جنيف، أو نيويورك، لن يترك ملاذاً لمظلوم، ولا مرجعاً لمحق مهما أعطي المجتاح من طرف اللسان حلاوة لتخدير المشاعر، أو تمرير المظالم، وإن ازدواجية المعايير في التشدّد مع الضحية، والميوعة مع الجلاد أصبحت قاعدة ونهجا تسدّد الهجمات الواحدة تلو الأخرى من كل إرهاب العالم لسوريا وأراضيها وحقوقها، ولا تُسدى حتى النصيحة مما يسمّى بالشرعية الدولية لمن يتولى ذلك أو يقوم به بالكفّ عنه.
وتساءل الكاتب هل ينظر العرب والغرب وأمريكا إلى أنفسهم مرة واحدة واستثنائية أيضاً بالقدر نفسه من الاهتمام والاحترام؟ هلا حاولتم أن تعيدوا أمتكم العربية محطاً للاعتبار، لا مصدراً للعبر؟ هلا تكلمتم وتضامنتم مع بعضكم وأنفسكم بقدر ما تتكلمون وتتضامنون مع الغرب والشرق والشمال والجنوب؟.. ويجيب أشك في ذلك ولي عذري فهذا ضد طبيعة الأشياء.
وخلصت الصحيفة الى أنه ليس للسوريين في هذه المعركة الشرسة خيار.. إما أن نتابع الشوط حتى النصر ولسوف نفعل، أو ننكفئ ونتراجع، وعندئذ يتقدم العدوان ويجتاحنا الإرهاب.. وهيهات أن نفعل ذلك.
وفد الائتلاف وأمريكا
أما صحيفة "الثورة" الحكومية فشنت في مقالها الإفتتاحي هجوما شرسا على المفاوض المعارض السوري. وقال رئيس التحرير علي قاسم في مقاله: إن وفد الائتلاف المعارض معذور لأنه لم يلقن.. من قبل مرافقه الاميركي الذي اوصله الى "جنيف" الا بضع ردود على بضع حالات واحتمالات لمواقف قد تفرض عليه.. او قد تستحضرها طبيعة الحوار. وتابع، إن احد تلك الردود.. عليك بمقولة جنيف1.. نتمسك بتطبيق جنيف1.. واياك ان تذكر بنودها الستة كاملة بند واحد ردده ثم ردده.. هيئة انتقالية.. واياكم مناقشة وقف الارهاب.. فهو سر بقائكم.
وتابعت الصحيفة إن "المعارض" يعرف حجم ومقدار ذاته.. فهو يطالب دون رغبة بالدخول بنقاش الاخذ والرد.. لأنه لا يملك أي شيء على الارض ولا "يموّن" وان ادعى ذلك على أي من المجموعات المسلحة على الارض.. لذلك يريد القفز مباشرة على ركام الدمار.. وجثث الشعب السوري.. وجنود الجيش العربي السوري.. الى مقاليد الحكم مباشرة.. ومن ثم "بيحلها الف حلال".. دخل ذلك المعارض العميل دون ان يدرك ان في جنيف ستكون نهايته.
وقالت الصحيفة: إن الوفد السوري المفاوض في المقابل يحمل قضية شعب بآلامه وآماله ودم شهداء سقطوا ضحية اجرام الارهاب.. مفاوض يحمل وطنه في قلبه... وعين كل فرد سوري شاخصة اليه.. وكل القلوب تصلي له في مهمته، مفاوض مؤتمن على سيادة واستقلال سوريا.. معاهدا الشعب على الا يسمح للاجنبي او لعميله.. ومن خان الوطن ان يتدخل بشؤون سوريا.. او يرسم مستقبلها.. او ان يحدد من يقودها.. لان الشعب هو السيد الحر في ذلك.. وصناديق الاقتراع الفيصل الاول والاخير.
المحور الاهم
بدوها صحيفة "تشرين" الحكومية قالت: إن جلوس الوفد السوري المفاوض في مواجهة دول القتل في المؤتمر جاء إنطلاقا من حرص على الدماء النازفة ولو كان ذلك على حساب مشاعر السوريين الذين أكتووا بنار الإرهاب والفقد.
وتابعت في مقال إفتتاحي كتبته الدكتورة رغداء مارديني رئيسة التحرير، إن جنيف كانت فرصة للسوريين للوصول إعلاميا الى الرأي العام الغربي الذي حجبته مرارا دول الحضارات المزيفة.كما شكل الفرصة الاولى لإيصال الصوت السوري الى المحافل الدولية عبر مواكبة إعلامية قسرية لتغطيته في إفتتاحه وأيامه ونقاشاته القادمة.
وخلصت "تشرين" الى أن الاعلام الغربي رأى بأمّ عينه ما جرى في جنيف، من حالة التشرذم اللامحدودة التي تتخبّط فيها ما تسمى"معارضة" سمّت نفسها "ممثلة" للشعب السوري، ورأى كذلك أن دوافعهم الشخصية لا يمكن لها أن تكون بديلا من الدولة السورية التي ضحت بالكثير لحماية سيادتها ومصالح شعبها.
وقالت الصحيفة: إن هذا المؤتمر يشكل فرصة لإختيار التفاهمات الدولية، بما فيها التفاهمات الروسية - الأمريكية، ومدى قدرة الائتلاف على تنفيذها، فإما الحل بما يرضي الثوابت السورية، وإما الحل في أطر المواجهة الحاسمة، بعد أن نجحت الدبلوماسية السورية في لفت أنظار العالم.