إدخال الأغذية إلى مخيم اليرموك.. هل بدأ مشوار حل الأزمة؟
(last modified Sun, 02 Feb 2014 04:23:04 GMT )
Feb ٠٢, ٢٠١٤ ٠٤:٢٣ UTC
  • طوابير تنتظر دورها للحصول على السلة الغذائية في اليرموك
    طوابير تنتظر دورها للحصول على السلة الغذائية في اليرموك

أخيراً دخلت المساعدات الغذائية الى مخيم اليرموك. جهد كبير بذلته الفصائل الفلسطينية بالتعاون مع اللجنة الشعبية الفلسطينية للمصالحة وتسهيلات كبيرة من الحكومة السورية، والحصيلة إدخال أكثر من 2500 سلة غذائية خلال ثلاثة أيام فقط، وإخراج نحو 200 حالة من المرضى وكبار السن والأطفال.



الخطوة تتواصل يوميا ويبدو أن زخم إدخال المساعدات يدفع القائمين على العملية على الضخ بمزيد من الأغذية الى داخل المخيم للقضاء نهائيا على ظاهرة الجوع التي فرضها إقحام المخيمات الفلسطينية في أتون الأزمة السورية ورفض المسلحين حتى اللحظة الانسحاب من المخيم وإتاحة المجال أمام عودة أهله إليه.

وتيرة عالية بإدخال الأغذية

ويقول محمود الخطيب المسؤول في اللجنة الشعبية للمصالحة الوطنية: إن العمل يجري بوتيرة عالية وإدخال تلك الكميات أثر بوضوح على الحالة الغذائية داخل اليرموك وباتجاه الضغط على المجموعات المسلحة للانسحاب عن المخيم وتركه لأهله، ويضيف أن العمل سيتواصل يوميا طالما أتاحت الحالة الأمنية ذلك، مشيرا الى تعرض عمليات إدخال الأغذية الى محاولات تشويش عبر إطلاق النار وافتعال معارك مع اللجان الشعبية الفلسطينية التي التزمت بالهدوء من أجل إتاحة الفرصة لإيصال الغذاء إلى أهله.

وتضم سلة الأغذية كميات من السكر والأرز والعدس والحلاوة والزيت والمعلبات، وهي تكفي لأسبوعين للعائلة التي تضم خمسة أفراد.

خطوة لحل أزمة اليرموك

بدوره، يقول غازي دبور القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة: إن العرقلة دوما تأتي من قبل المجموعات المسلحة، ويضيف إن المطلوب اليوم من تلك المجموعات الالتزام بالانسحاب من داخل اليرموك وتسليم المخيم لأهله. ويتابع لقد شاهد أهالي المخيم عن قرب من هي الجهة التي تقف في وجه إدخال الغذاء والدواء لهم، وبالتالي لابد من التحرك بعد عملية إدخال الأغذية باتجاه إنهاء هذا الجرح النازف وطرد المسلحين الغرباء تنفيذا للمبادرة التي وافقت عليها الأطراف جميعا، والانتقال إلى مرحلة ثانية تتضمن تسوية أوضاع المسلحين الفلسطينيين وتهيئة الأوضاع لرفع الحواجز والألغام والدشم تمهيدا لعودة المخيم إلى أهله وطي صفحة مؤلمة في حياة الفلسطينيين.

ويشر "دبور" إلى الدور الكبير الذي لعبته الحكومة السورية من خلال تسهيل إدخال تلك المساعدات من جهة والسماح بإخراج الحالات المرضية الحرجة وكبار السن، ودعمها المطلق للفلسطينيين في محنتهم جراء إخراجهم بالقوة من المخيم.

ارتياح شعبي

الصورة داخل اليرموك كانت مفجعة: طوابير طويلة جدا من النساء والرجال والأطفال الجوعى ينتظرون دورهم بالحصول على الغذاء وفق جداول وضعت لكل من يقطن اليرموك.

إحدى السيدات الواقفة بدورها للحصول على سلتها الغذائية تقول: إنها تعتمد هي وزوجها على الأعشاب وما بقي لديهم من طعام قليل، وتشير إلى  ندرة الغذاء في الداخل وغلاء الأسعار عشرات الأضعاف إن وجد وهو ما لا يتوفر للسواد الأعظم ممن بقي داخل اليرموك.

رجل أخر يؤكد انه كان يطبخ التوابل بالماء ليصنع منها الحساء.

وقال فؤاد العمر، وهو عضو في لجنة المصالحة الشعبية ويقيم داخل اليرموك، إن الناس ضاقت ذرعا بالحالة المعيشية القاسية، داعيا إلى تسريع الحل عبر إعادة الحياة الطبيعية إلى اليرموك بعد إخلائه من السلاح والمسلحين. ويرى الرجل إن الطريق بات مهيئا إلى تطبيق المبادرة المتفق عليها من الجميع باستثناء بعض  المسلحين الواجب خروجهم من اليرموك.

حالة الارتياح لدى أهالي المخيم بدت واضحة وهم يستلمون المساعدات الغذائية، وأكثر من ذلك في إخراج الحالات المريضة الى المراكز الصحية ومستشفات العاصمة السورية.

إخراج المرضى

ويقول أحمد الذي حمل طفلته الصغيرة بين يديه: إن ابنته عمرها 3 سنوات وقد أصيبت بحالة من الجفاف الحاد جراء نقص الغذاء والسوائل داخل المخيم. ويضيف الشاب وقد غطت الدموع وجهه تأثرا أن الرعاية الصحية معدومة بالكامل داخل المخيم، واستقباله من الأطباء على مدخل اليرموك الذين قرروا تحويل الطفلة عاجلا إلى المستشفى أنقذها أملا بطي الصفحة السوداء وإنهاء أزمة اليرموك.

بدورها تقول الحاجة سعاد: إنها مصابة بالسكر منذ عشر سنوات تقريبا لكن حالتها بدأت بالتدهور منذ أربعة أشهر جراء نقص الغذاء وضعف الرعاية الصحية. وتتابع السيدة التي أحالها الأطباء إلى المستشفى بعدما تقرحت قدميها جراء السكر إنها ولدت اليوم من جديد آملة بألا تعود إلى المخيم إلا وقد حلت الأزمة فيه بصورة نهائية.

كلمات دليلية