«السيسي» يُغازل واشنطن ويتجه نحو موسكو

حظيت الزيارة التي قام بها وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسيي، بصحبة وزير الخارجية نبيل فهمي لروسيا يوم الأربعاء الماضي، والتي استمرت ليومين، حظيت باهتمام إعلامي عالمي ومحلي، لكونها تأتي في ظل تغيرات سياسية مقبلة عليها مصر، تتعلق بالإنتخابات الرئاسية المقبلة.

وتعتبر زيارة المشير السيسي إلى روسيا، أول زيارة خارجية له بعد أحداث 30 يونيو 2013، وتأتي الزيارة رداً على الزيارة التي قام بها كل من وزيري الدفاع والخارجية الروسيين سيرغي شويغو وسيرغي لافروف للقاهرة يوم 14 نوفمبر 2013، والتي كانت أول زيارة لمسؤولين روس رفيعي المستوى، والتي أثارت قلق العديد من الدول الغربية، خاصة أمريكا حول التوجهات الجديدة للسياسة المصرية.

ويرى محللون، أن السيسي برحلته إلى موسكو، يفتح أفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والعسكري بين مصر وروسيا، وأنه بذلك يُغازل واشنطن التي أعلنت رسمياً في 10أكتوبر تجميد جزء من مساعدتها لمصر.

وزودت الولايات المتحدة الجيش المصري مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات منذ التوقيع في عام 1979 على اتفاق كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني، بهدف ضمان تطبيق الاتفاق وإعطائها الأولوية في عبور قناة السويس ودعم أكبر بلد عربي لدوره الفاعل في "الحرب على الإرهاب" التي تخوضها واشنطن.

وعلى الرغم مما نشرته وسائل الإعلام المصرية والعربية والدولية، عن زيارة السيسي لروسيا، وأن الجانبين المصري والروسي اتفقا على تعاون عسكري بينهما، من خلال صفقة أسلحة روسية تقدر بأكثر من ملياري دولار لتسليح الجيش المصري بأحدث الأسلحة الروسية، إلا أن مراقبين في القاهرة، يرون أن زيارة السيسي لموسكو تهدف إلى كسب تأييد روسيا لترشح السيسي للرئاسة، خاصة في ظل تذبذب الموقف الأمريكي والخليجي، تجاه دعم السيسي لرئاسة مصر، وهو ما يوضح اهتمام وسائل الاعلام المصرية بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعم خلالها بشكل صريح ترشح السيسي لرئاسة مصر، حيث أعرب بوتين عن تمنياته للمشير عبد الفتاح السيسي بالنجاح في الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر.

كما يرى المحللون أيضا، أن السيسي يسعى جاهداً لتحقيق آمال مؤيديه الذين يرون أن مواقفه تتشابه بمواقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في إشارة منهم إلى الصراع الذي كان بين عبد الناصر وجماعة الاخوان المسلمين في أوائل الخمسينيات، وأن السيسي أعاد أمجاد الزعيم عبد الناصر في الإتجاه نحو روسيا، وتحول مصر تدريجياً عن تحالفها الإستراتيجي مع أمريكا.

الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال: إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لروسيا، تؤكد أن مصر تتجه نحو الانفتاح في سياستها الخارجية على القوى الدولية الأخرى غير الولايات المتحدة الأمريكية.