طفولة غزة تحترق بنار الحصار وتداعياته
(last modified Sat, 29 Mar 2014 00:15:38 GMT )
Mar ٢٩, ٢٠١٤ ٠٠:١٥ UTC
  • تتكرر حوادث الحريق في غزة بسبب انقطاع التيار المتكرر
    تتكرر حوادث الحريق في غزة بسبب انقطاع التيار المتكرر

تحترق الطفولة في غزة بنار الصمت العربي تجاه جريمة الحصار التي تحصد المزيد من أرواح الأطفال هنا، والتي لن يكون أخرها الطفلتان غنا وملك شيخ العيد واللتان انضمتا على قائمة طويلة لما بات يعرف في غزة بضحايا الحصار.



فالطفلتان نامتا تلك الليلة في منزلهما الواقع في مدينة رفح أقصى الجنوب من قطاع غزة المحاصر والمعزول، دون أن تدركا أن نومهم هذه المرة سيكون على الأبد، بعد أن أتت على أجسادهم الغضة، نيران شمعة أنارها والديهما للاهتداء بها في الظلام الموحش الذي يلف بيتهما بفعل انقطاع التيار الكهربائي كما هو حال بيوت الغزيين عموماً، حيث أزمة الكهرباء والوقود التي تتوالى فصولها ولا من مجيب رغم الدعوات والاستغاثات.

فالحصار والممتد منذ أكثر من سبع سنوات وصفه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) فيليبو غراندي، بالغير الشرعي، داعياً الاحتلال الصهيوني ومصر على حد سواء إلى رفعه، بعد أن بات يثقل كاهل الغزيين ويمتد ليصل إلى أدق تفاصيل حياتهم، وهي دعوة عجز عنها العرب الذي اجتمعوا قبل أيام في قمتهم الخامسة والعشرين في الكويت ولم يقووا حتى عن مطالبة جادة وحقيقية بإنهاء معاناة أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرين في غزة، وهي دعوة كررتها الأمم المتحدة على لسان فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، والذي جدد المطالبة لمصر وكيان الاحتلال بضرورة تخفيف الحصار المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة.

مطالبة غراندي بفتح معبر رفح البري للتخفيف من معاناة الغزيين أثارت انتقاد الخارجية المصرية لكنها لاقت تثمين من قبل حركة حماس الحاكمة في غزة والتي يخيم التوتر على العلاقة بينها وبين الجار الأقرب لغزة، وبالنسبة لحماس فالحصار والتضييق لن ينالا من غزة ومقاومتها، وإزاء الصمت والعجز هذا تجد حكومة الاحتلال فرصتها نحو تشديد الحصار ومنع حتى الوقوف على تفاصيل تداعياته، ومن هنا كان الرفض الصهيوني لدخول وفد البرلمان الأوروبي الرسمي إلى قطاع غزة.

وقال بيان للبرلمان الأوروبي أن حكومة الاحتلال منعت دخول الوفد البرلمان الأوروبي الرسمي الذي يضم العضو البريطاني كريس ديفيز والعضو الألماني نوربرت نيزر والعضو الفرنسي كيل نيلسن، إلى غزة للاطلاع على ما يخلفه الحصار من كوارث على حياة الفلسطينيين هنا، واعتبر البيان أن إغلاق الاحتلال للقطاع يعد خرقاً للقانون الدولي.

وبينما بررت حكومة الاحتلال كما هي عادتها في تبرير جرائمها، منعها لدخول الوفد الأوروبي بان زيارته لا علاقة لها بالأوضاع الإنسانية، رأى الفلسطينيون في المنع محاولة صهيونية لحجب حقيقية ما يحدث في القطاع وما يتعرض له الغزيين من كارثة.

وقال المحامي راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: ان المنع استمرار لفصول جريمة الحصار، واصفاً ما يحدث في القطاع بأنه أكبر كارثة تحصل من صنع الإنسان في القرن الواحد والعشرين.

فصول الجريمة الصهيونية في غزة لا تتوقف عند حد، بدءاً بالحصار وما يخلفه من تداعيات وأزمات لا تكاد تنتهي مروراً بالتهديدات والتوعدات المتواصلة والمستمرة والمطالبة في بعضها بإعادة احتلاله من جديد، لكن السؤال هنا إلى متى سيصبر الفلسطينيون في غزة على ما يتعرضون له من حصار صهيوني خانق، أم ان لصبرهم حدود؟!.

على صعيد آخر، طالب خبراء المجتمع الدولي بوقف الحفريات الصهيونية المستمرة والمتواصلة في القدس المحتلة والتي تهدف إلى تغيير طابع المدينة وتزييف تاريخها، وهو ما أشار إليه تقرير أوروبي، قال أان ما يحدث في القدس مس يحمل طابعا دينيا بحقوق الفلسطينيين في القدس الشرقية، محذراً من تغيير الوضع الراهن في ساحة الحرم القدسي، حسبما يطالب بذلك مجموعات يهودية مختلفة.

ولم تسعف القمة العربية التي اختتمت أعمالها في الكويت بإعلان لم يرتق إلى مستوى التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية وفي المقدمة ما تعيشه مدينة القدس من محاولات تهويد وطمس للمعالم باتت تنذر بتغييب المسجد الأقصى المبارك عن الوجود ليبقى لسان حال الفلسطينيين ياليتها لم تعقد أصلا. فما أن لملم المجتمعون هناك أوراقهم واختتموا قمتهم، حتى أعلنت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الصهيونية استعدادها لمناقشة ما أسمته الاعتراضات المقدمة على المخطط الصهيوني الرامي لبناء كنيس يطلق عليه اسم "جوهرة اسرائيل" داخل البلدة القديمة والذي يبعد مائتي متر عن المسجد الأقصى ويقع بالجانب الغربي منه، وهو مخطط ينص على ترميم كنيس يهودي قديم، أقيم أصلاً على أنقاض مصلى إسلامي، وفي حال مصادقة اللوائية على المخطط فان خطوات التنفيذ سيبدأ على ارض الواقع ليضع اللمسات الأولى للكنيس الثالث من نوعه خلال السنوات الأخيرة، بعد "كنيس الخراب"، وكنيس "خيمة اسحق" والتي في جميعها أقيمت على أنقاض أوقاف إسلامية خالصة.

واعتبر رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، أن مخطط بناء كنيس "جوهرة إسرائيل" يعتبر كارثة تهدد مستقبل المسجد الأقصى، والذي تعمل حكومة الاحتلال على تطويقه بالاستيطان والكنس لفرض أمر واقع جديد يتجلى بتهويد المدينة بالكامل.

وجاء الإعلان الصهيوني عن الاستعداد لبناء الكنيس متزامناً مع مطالبة حاخامات وأكاديميون صهاينة، في رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بتخصيص مكان لائق على حد تعبيرهم، في ساحات الأقصى ليتسنى لهم بناء كنيس حتى يتمكن اليهود من تأدية الصلوات وطقوسهم التلموذية.