الصحف السورية تنتقد الدور السعودي العدواني ضد دمشق
Mar ٠٢, ٢٠١٤ ٠٣:٣٣ UTC
-
الصحف السورية
وجهت الصحف السورية الصادرة اليوم إنتقادات عنيفة للدور السعودي المرتبط بالمشروع الأمريكي العدواني ضد سورية. وأكدت في إفتتاحياتها على أن الواقع الميداني هو الذي يفرض المعادلات السياسية، مشيرة الى ان العدوان على سورية في طريقه الى السقوط النهائي.
سباق محموم
وقالت صحيفة "الثورة" الحكومية: إن الدول الداعمة للإرهاب في سباق محموم مع الزمن لتحقيق بعض الإنجازات على الأرض، عبر عصاباتها الوهابية التكفيرية، في محاولة عبثية لإعادة بعض من توازن القوى.
ورأت الصحيفة، ان المدة التي أعطتها استخبارات تلك الدول باتت قصيرة جدا قبل أن يستشري "تفريخ" الإرهاب في سورية وتمتد أخطاره إلى عقر الدول المتآمرة، وهذا يفسر تكالب الحلف العدواني في إعادة العمل على إنشاء ما يسمى منطقة عازلة، وهذه المرة من الجنوب السوري، لتكون منطلقاً لعدوان جديد ضد دمشق وريفها، وورقة ضغط على الحكومة السورية لتقديم تنازلات في نهجها الوطني الثابت.
وتابعت "الثورة" ان الحلف العدواني يدرك تماماً صعوبة هذا الخيار الذي لم ينجح في المرات السابقة، بسبب قوة الردع الكبيرة التي يمتلكها الجيش السوري، وجاهزيته القصوى لصد أي عدوان جديد، ولذلك يعمل الآن وفق مفهومه "المنفصل عن الواقع" عبر انتهاج أسلوبه القديم الجديد، وهو محاولة الضغط على أصدقاء سورية عسى أن يسهلوا عليه مهمة التنفيذ.
وخلصت الى أنه وفي خضم هذه الأحداث تراهن "عصابات آل سعود" على الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا، ما يدفع بالولايات المتحدة وأتباعها في الغرب لزيادة دعمها لتلك العصابات وارسال المزيد من الأسلحة الفتاكة لها، ولكن تلك العصابات ستدرك عاجلا وليس آجلا بأن ذلك لن يفيدها في شيء أمام صمود الشعب السوري، وإصرار جيشه على مواصلة مهمته الوطنية في التصدي للإرهاب أينما وجد.
المجهر الغربي
بدورها، قالت صحيفة "تشرين" الحكومية: إن آلية التصعيد الحالية في سورية ينظر إليها من منظار ميدان المعترك العسكري الذي يخوضه رجال الجيش العربي السوري بكل بسالة وإقتدار. وكذلك من إزدياد المخاوف بعد فشل الحرب الإرهابية على سورية، بالنظر إلى الاهتزازات المرتدة التي أعرب بعض المراقبين عن مدى خطورتها على العالم الذي بات يخشى حركة ردّة إرهابية متنامية تجاهه، ما حدا بهم إلى إعلان الوقائع صراحة والكشف عمن يقفون خلفها، ويخطط لها منذ بدء الحرب على سورية، وإمعان الجهات الداعمة للإرهاب في زيادة دعمها وتمويلها له.
وأوضحت "تشرين" أن ما خلص إليه منتدى النزاعات الذي أنشأه كروك الضابط السابق في جهاز الأمن الخارجي البريطاني يؤكد أن عائلة آل سعود هي التي عمدت الى تسهيل تدفق المتطرفين لشن هجمات إرهابية في سورية، ودعمتهم تحت مسمى "الجهاد"، وقد أخذت السعودية منذ ثلاثة أعوام على عاتقها مسؤولية تدمير الدولة السورية بتوجيه من الولايات المتحدة.
التآمر الامريكي في جنيف
اما صحيفة "البعث" الناطقة بلسان الحزب الحاكم فركزت على إنجازات الجيش السوري الميدانية كأساس لأي حل في المستقبل القريب. وقالت إن إبراز هذا الواقع كأساس للصراع السياسي في جنيف أو كمقدمة للتفكير فيما بعده، سيوضح إلى حدّ كبير كل ما ينبغي لفهم حركة التحولات الممكنة والثوابت الراسخة في هذا المشهد منذ بداية الحرب على سورية قبل ثلاث سنوات وحتى الآن.
وقالت الصحيفة في مقال سياسي: لا يخفى أنّ توزيع الأدوار المتناقضة ظاهرياً من قبل الولايات المتحدة لأدواتها إنما لإبقائها جميعاً في حالة صراع وقتال، كما يحدث الآن بين داعش وجبهة النصرة وما يسمى بالجيش الحرّ، بما يحقّق هدفها الاستراتيجي، وهو التدخل المباشر في سورية مقدمة لتقسيمها.
يؤكّد ذلك ليس رفض وفد الائتلاف في جنيف لورقة للوفد السوري المتضمّن الثوابت الوطنية وحده، وليس رفض وفد الائتلاف لمناقشة كيفية محاربة الإرهاب كأولوية وطنية ملحّة ومباشرة وحده، وإنما تشكيل الولايات المتحدة ودعمها للجبهة الإسلامية قبل ذلك بما يخلق مزيداً من التناقضات العسكرية الحاملة لإيديولوجيات إرهابية غير وطنية بما يجعلها موضوعياً غير قادرة على حمل أيّ مشروع سياسي مدني.
وخلصت "البعث" الى أن هذا المسار التآمري بُدئ به في العراق، ومن ثمّ في ليبيا، ويعمل عليه في اليمن، وربما فشل في مصر وتونس، ولكنّه مازال مستحيلاً في سورية، لأنّه مكشوف من قبل الشعب السوري.
كلمات دليلية