الاحتلال يغلق الاقصى في وجه المصلين تمهيداً لاقتحام المستوطنين
Apr ١٤, ٢٠١٤ ٠٤:٠٤ UTC
-
قوات الاحتلال في المسجد الاقصى
تضيّق حكومة الاحتلال الصهيوني الخناق أكثر على المسجد الأقصى المبارك في ظل احتفالات الجماعات الصهيونية بما أسمته الأعياد واليهودية والتي تحمل معها المزيد من المخاطر التي باتت تتهدد المسجد المبارك في ظل دعوات لتنفيذ عمليات اقتحام جماعية له.
ومع شروع الحديث عن اقامة قرابين تلموذية استعداداً لإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه، والمسجد المبارك ومدينة القدس تعيشان حالة من التوتر، حيث الانتشار المكثف لشرطة الاحتلال وافراد الوحدات الخاصة التي فرضت طوقاً امنياً على المسجد الاقصى واغلقت كافة ابوابه ومنعت المصلين من الوصول إليه، كما عملت على اقتحامه في مسعى لإخراج المرابطين فيه ما أدى إلى وقوع مواجهات ادت إلى اصابة واعتقالات في صفوف المقدسيين.
وتعمل شرطة الاحتلال من خلال اجراءاتها هذه إلى تأمين عمليات الاقتحام التي تنوي الجماعات الصهيونية تنفيذها بمناسبة الاعياد للمسجد المبارك، وقد طالبت هذه الجماعات بإخلاء المصلين المسلمين من الاقصى وباحاته، ليخلو لهم ويمارسوا شعائرهم التلوذية فيه.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، إن هذا العدوان المستمر على المسجد الأقصى وعلى المصلين، يأتي في سياق الحملة المسعورة التي يقودها عتاة اليمين والمستوطنين برعاية الحكومة وجيشها، وبتواطؤ سافر منها لفرض أمر واقع جديد يرمي إلى تهويد مقدساتنا، خاصة المسجد الأقصى، من خلال تقسيمه زمانياً ومكانياً.
وحذر رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية احمد قريع، من تصاعد اقتحامات الجماعات اليهودية والمستوطنين وقيادات سياسية ودينية للمسجد الأقصى المبارك في الأيام المقبلة، في وقت دعت فيه "منظمات الهيكل المزعوم" إلى أسبوع حافل بالنشاطات والفعاليات التي تستهدف الأقصى المبارك على وجه الخصوص، ودعا قريع، دول العالم العربي والإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي للتدخل العاجل لإنقاذ أولى القبلتين من خطر التهويد والاستباحة لساحاته الطاهرة والضغط على حكومة الاحتلال.
وفرضت قوات الاحتلال الصهيوني وبقرار من وزير الحرب اغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية وقطاع غزة ورفعت حالة التأهب إلى الدرجة "ج" وذلك خشية من هجمات خلال الاحتفال بعيد الفصح اليهودي الذي يبدأ اول ايامه اليوم الاثنين، كما منعت قوات الاحتلال ذوي اسرى قطاع غزة عن زيارة ابنائهم في السجون الصهيونية ولمدة اسبوعين، وتأتي الاعياد اليهودية اضافة الى سلسلة الاجراءات التي يستخدمها الاحتلال للتنغيص على حياة الفلسطينيين وتشديد الخناق عليهم، وكان أكبرها الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ثمانية أعوام، وتفرض اوضاعاً مأساوية على الفلسطينيين في الضفة والقطاع.
إلى ذلك تواصل حكومة الاحتلال انتزاع ممتلكات الفلسطينيين ونقلها للمستوطنين، ولم يكن مبنى عائلة الرجبي في مدينة الخليل الواقع جنوب الضفة الغربية المحتلة الا صورة حية لهذه السياسة، فبعد قرار ما يسمى بالمحكمة الصهيونية العليا نقل ملكية المبنى الاثري والاستراتيجي والواقع بين مستوطنة كريات اربع الجاثمة على اراضي الفلسطينيين في المدينة الذي لا يختلف حالها عن حال مدينة القدس المحتلة والحرم الابراهيمي الشريف الذي نالت منه هذه السياسة الصهيونية وعملت على تقسيمه بين الفلسطينيين والجماعات الصهيونية المتطرفة، في اعقاب المجزرة التي ارتكبها المجرم باروخ غولدشتاين بحق المصلين فيه، يقدّم وزير الحرب الصهيوني موشيه هدية العيد للمستوطنين ويترجم القرار ويصادق على السماح للمستوطنين وعائلاتهم بدخول المبنى والسكن فيه.
ويؤكد الفلسطينيون، ان انتزاع مبنى عائلة الرجبي يأتي استكمالاً لعزل الحرم الابراهيمي ومنع الفلسطينيين من الوصول اليه في مقابل تسهيل وصول المستوطنين اليه من خلال ربطه مباشرة مع مستوطنة كريات اربع والتي منها انطلق المجرم غولدشتاين لتنفيذ جريمته بحق المصلين في الحرم.
يأتي هذا بالتزامن مع الاعلان الصهيوني، عن مصادرة 984 دونماً من اراضي مدينة بيت لحم لغرض توسيع مستوطنات نافيه دانييل، اليعيزر وألون شفوت، اضافة الى شرعنة البؤرة الاستيطانية "نتيف هأفوت" التي يسكنها زئيف حافير المعروف بزامبيش وهو سكرتير منظمة "امنة" الاستيطانية ومن قادة المستوطنين، وأقيمت البؤرة عام 2001 على أرض فلسطينية بملكية خاصة وتسكنها اليوم 50 عائلة، بينما انتقل زامبيش للسكن فيها قبل ثلاث سنوات بعد أن غادر مستوطنة كريات أربع.
وكان وزير الحرب الصهيوني موشيه يعالون أعلن عن الأراضي المذكورة كأراضي دولة وتم تسليم انذار لأهالي القرى الفلسطينية المجاورة الاسبوع الفائت واعطيت لهم مهلة 45 يوماً لتقديم الاعتراضات ضد عملية المصادرة التي وصفتها صحيفة هآرتس الصهيونية بأنها الأكبر خلال السنوات الماضية في حين سيبقى داخل هذه الاراضي جيوب من الاراضي الخاصة الفلسطينية التي ستبقى حبيسة داخل المحيط الاستيطاني.
كلمات دليلية