اليمن.. خطاب عبد الملك الحوثي في مواجهة طغيان الداخل والخارج

ما أن تخمد نيران المواجهات المسلحة في منطقة حتى تشتعل في أخرى. مرة أخرى تعود المواجهات المسلحة إلى خارج العاصمة اليمنية صنعاء، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر مسلحة تابعة لحزب الاصلاح وانصار الله (الحوثيين) في مديرية همدان شمال العاصمة.

الاشتباكات اندلعت بعد قيام مجموعة تابعة للإصلاح بنصب كمين لمجموعة من المواطنين على الخط العام في قاع المنقب في مديرية همدان التابعة للعاصمة صنعاء كانوا في طريقهم لمحافظة المحويت، حيث باشرت تلك العناصر بإطلاق النار عليهم مما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم وجرح اخرين، بحسب ما نشره الموقع الرسمي لأنصار الله.

وتفيد المعلومات الواردة من منطقة الاشباكات بأن القبائل الموالية لانصار الله تمكنوا من بسط سيطرتهم على عدة مناطق داخل المديرية وطردوا المجموعات المسلحة من جميع النقاط التي نصبوها في الطرقات العامة، كما تمكنت القبائل من اسر 15 مسلحاً اغلبهم تابعون لحزب الاصلاح.

وقال مصدر محلي في مديرية "همدان" في تصريح خاص "لاذاعة طهران": ان أنصار الله (الحوثيين) تمكنوا من السيطرة على منطقة "حاز" ومنزل القيادي الإصلاحي محمد قناف قحيط بمديرية همدان وطرد مسلحي حزب الإصلاح من النقاط التي نصبوها على الطريق العام الرابط بين مديريتي همدان وشبام كوكبان عقب مواجهات اندلعت بين الطرفين، وأسفرت عن مقتل وجرح العديد من الطرفين. واضاف المصدر، ان الحوثيين تمكنوا من أسر 15 من مسلحي حزب الإصلاح.

امريكا ومطامعها في اليمن

عبد الملك الحوثي زعيم انصار الله القى كلمة خطابية بمناسبة اربعينية الشهيد الدكتور احمد شرف الدين عضو مؤتمر الحوار الوطني، الذي اغتالته رصاصات الغدر قبيل اختتام مؤتمر الحوار، انتقد فيها بشدة مواقف بعض القوى السياسية التي تعمل على اسلوب المكايدات وزرع الفتن وكيل الاتهامات على القوى الاخرى، محذراً من الاساليب الانتهازية التي تعمل على تمرير الكثير من الاوراق من اجل الالتفاف على ثورة الشعب، مطالباً في الوقت نفسه بالشفافية في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

كما اتهم عبد الملك الحوثي، الولايات المتحدة الامريكية بممارسة الكثير من الاساليب في اليمن منها ما يتعلق بافتعال الازمات الامنية وذلك من اجل تحقيق مصالحها ومطامعها الكبيرة في ثروات اليمن، داعياً الجميع الوقوف صفا واحدا امام العدوان الصهيوامريكي من اجل تحقيق السيادة الوطنية.

دعوة الى التسامح

ودعا عبد الملك بدر الدين الحوثي جميع الاحزاب اليمنية الى الابتعاد عن النزعة الاقصائية، مؤكداً ان اليد ممدودة الى جميع الاطراف وان التفاهم حاضر متى ما وجدت النية لدى الاطراف الاخرى. وقال السيد عبد الملك: ان الواقع يثبت بأن الحكومة فشلت على مختلف المستويات، مضيفاً أن هناك حراكاً ثورياً كان ومازال يؤكد على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تؤدي وظائفها بالشكل الصحيح لما فيه مصلحة الشعب.

وانتقد الحوثي سياسة التنازلات للخارج والتي تقدمها أطراف الحكومة الحالية بغرض تعزيز مواقع تلك الأحزاب في السلطة، متهماً الولايات المتحدة الأمريكية بالسعي للسيطرة على اليمن ونهب ثرواتها عن طريق التدخلات في الشؤون الداخلية لليمن بما في ذلك محاولة التدخل في صياغة الدستور.

القرار السعودي يسيئ للجوار

وحول قرار السعودية بوضع الحوثيين في قائمة الارهاب، قال الحوثي: ان القرار السعودي لا يعتمد على معطيات واقعية، مؤكداً ان أنصار الله لم يحدث من جانبهم ما يؤثر على الموقف السعودي، واعتبر القرار مناقضاً لمبادئ حسن الجوار كما انه يسيئ الى شريحة واسعة وكبيرة من أبناء الشعب اليمني، داعياً الحكومة السعودية الى مراجعة قرارها في هذا الشأن، ومحذرا في ذات الوقت من التوظيف الانتهازي للخطوة السعودية في اطار المعادلات السياسية الداخلية.

رسائل سلام

خطاب عبد الملك الحوثي زعيم انصار الله حمل في طياته عدة رسائل للداخل والخارج تؤكد رؤية انصار الله للدولة المدنية والتسامح.. علي البخيتي عضو المجلس السياسي لانصار الله قال معلقاً على خطاب عبد الملك الحوثي: انه خطاب يحمل رسائل سلام جديرة بالمتابعة، وجديرة كذلك بأن تقرأ بطريقة صحيحة دون تأويل أو تشكيك، خاصة أنها صدرت بعد تغير واضح في موازين القوى الداخلية. واضاف البخيتي: عبد الملك الحوثي يفاجئني يوماً بعد يوم، شاب يصغرني بعامين ولديه كل هذه الامكانات والكاريزما، وأيضاً القوة والصلابة في مواجهة طغاة الداخل وغطرسة وعدوانية الخارج، وفي نفس الوقت رجل سلام بامتياز.

في سياق آخر، أحيا الآلاف بالعاصمة اليمنية صنعاء أربعينية الشهيد البروفيسور أحمد شرف الدين. الفعالية التي أحياها الآلاف في العاصمة صنعاء تخللها العديد من الكلمات والقصائد الشعرية إضافة إلى ترديد شعارات تؤكد على مضيهم في نهج الشهيد، وفي الفعالية القى نجل الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين "هاشم" تطرق فيها إلى خصال وأخلاق وعلم الشهيد، حامداً الله تعالى أن إختار والده واصطفاه شهيداً، ومؤكداً سير إخوانه على نهج والدهم الشهيد أحمد شرف الدين.