القمة العربية تخيب آمال الفلسطينيين وضغوط أمريكي
(last modified Wed, 26 Mar 2014 02:10:53 GMT )
Mar ٢٦, ٢٠١٤ ٠٢:١٠ UTC
  • القمة العربية تخيب آمال الفلسطينيين وضغوط أمريكي
    القمة العربية تخيب آمال الفلسطينيين وضغوط أمريكي

رغم انخفاض سقف التوقعات، إلا أن الفلسطينيين وكما العادة أصروا على توجيه رسائلهم للقمة العربية الخامسة والعشرين المنعقدة في الكويت أملاً في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ومواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال والتي تتهدد القدس ووجودها وفي المقدمة المسجد الأقصى المبارك المهدد بالتهويد، إلى جانب الضفة التي يستبيحها الاستيطان والجدران,، وكذلك غزة التي يفتك بشعبها الحصار الخانق والذي اشتد وطأة مع إغلاق الأنفاق التي ابتدعها الغزيون للتغلب على تداعيات حصارهم، كل ذلك على وقع تهديدات صهيونية متجددة بالعدوان عليها.



ويدعو الفلسطينيون ورغم انخفاض سقف التوقعات القمة العربية على الأقل بتبني قرار جاد لطي صفحة الحصار الذي يثقل كاهل أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني ويتهدد مرافق حياتهم بكارثة حقيقية أقرتها الكثير من التقارير الدولية، كما يطالب الفلسطينيون وفي ظل الانتهاكات الصهيونية المتواصلة التي تمارس ضدهم بوضع حد لعبثية المفاوضات وسحب ما يسمى بمبادرة التسوية العربية وهو ما طالب به رئيس المجلس التشريعي بالإنابة عن الشيخ احمد بحر.

مندوبو الجامعة العربية الذي استبقوا القمة بتحضير البيان الختامي لها، والذي تضمن من بين ما تضمنه قرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية ومسار التسوية وما يحمله من مشاريع باتت تهدد بتصفية القضية الفلسطينية وفي المقدمة هنا خطة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري التي يقول الفلسطينيون عنها انها وصفة لتصفية قضيتهم، وبشان القضية الفلسطينية قال العرب: أن توافقاً بشان هذا الملف على طاولة القمة العربية التي غاب عنها ثمانية من رؤساء الدول بفعل الخلافات.

لكن السؤال هنا عما يمكن أن يقدمه العرب في قمتهم للقضية الفلسطينية، وماذا عن مسار التسوية وهل ستمضي واشنطن الحاضر الغائب في القمة بمشاريعها مدعومة بدعم عربي أو على الأقل لنقل عجز عربي يمنحها الضوء الأخضر للاستفراد بالفلسطينيين لتمرير مشاريعها التصفوية بحق القضية الفلسطينية والتي تخدم في جميعها كيان الاحتلال.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حاول وفي أكثر من لقاء حث القادة العرب المشاركين في القمة بإصدار قرار يرفض طلب كيان الاحتلال الاعتراف بـ"يهودية الدولة"، لكن ذلك لم يحدث وهو ما اعتبره مراقبون تخل عن الفلسطينيين، وفقدان للعمق العربي الذي تسعى السلطة الفلسطينية إلى ضمانه، فقد حالت الضغوط الأمريكية وفقا لمسؤول عربي دون ذلك، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكية حذر القادة العرب من التطرق ليهودية الدولة في بيانهم الختامي وهو ما كان بالفعل، الأمر الذي يعني أن السلطة الفلسطينية تركت وحيداً في مواجهة المطالب الأمريكية التي تستند إلى مطالب كيان الاحتلال بضرورة الاعتراف بيهوديته للوصول إلى اتفاق تسوية شامل.

وقالت مصادر خاصة: أن الرؤساء العرب والمشاركين سيلتفون على الأمر بعدم إصدار بيان ختامي في نهاية القمة، استجابة للضغط الأمريكي، وللنأي عن أي إحراج قد ينجم عنها تلك الاستجابة العربية للمطلب الأمريكي الصهيوني.

وتحاول الإدارة الأمريكية إقناع السلطة الفلسطينية بالاستجابة إلى الطلب الصهيوني للمضي قدما في مباحثات التسوية، من خلال توقيع اتفاقية الإطار التي أبرمها كيري ويسعى من خلالها إلى تمديد المفاوضات للوصول إلى حل كافة قضايا الوضع النهائي.
 
الموقف العربي لم يكن بالأمر الجديد حيث واصل إفساح المجال للإدارة الأمريكية لتدبير شؤون التسوية بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال وعلى حساب الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، وهو ما قد يمهد معه الطريق لتمديد مهلة المفاوضات التي ستنتهي في ابريل/ نيسان المقبل، واكتفى العرب بالتغطية على عجزهم وغياب أي استراتيجية لديهم بان القضية الفلسطينية التي يتهددها الانقسام كما هي المفاوضات، بالحديث عن شبكة أمان مالية للسلطة الفلسطينية فيما يتطلع الفلسطينيون إلى شبكة أمان لقضيتهم وحقوقهم المهددة.