عباس في واشنطن وتحذيرات فلسطينية من الرضوخ للضغوط الأمريكية والصهيونية
Mar ١٧, ٢٠١٤ ٠٢:٥٨ UTC
يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وذلك في مسعى من قبل الأخير لإنقاذ جهود وزير خارجيته جون كيري ومعها إنقاذ مسيرة التسوية من الفشل جراء الإصرار الصهيوني لفرض الاملاءات والاشتراطات على الفلسطينيين والتي يزيد من حدتها الانحياز الأمريكي المتواصل للكيان الصهيوني.
اللقاء يأتي بعد فشل اوباما في الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والذي التقاه مطلع الشهر الجاري وفي واشنطن أيضا للغاية ذاتها، لتبقى أعين أوباما ووزير خارجيته في مزيد من الضغوط على الرئيس عباس للقبول بما رفضه نتنياهو لإنقاذ التسوية من الفشل.
بالنسبة لأوباما الذي وعد رئيس نتنياهو في اللقاء الأخير الذي جمعهم باستخلاص قرارات صعبة من الرئيس عباس، فمن المتوقع أن يضغط على عباس لقبول الاتفاق الإطاري وتمديد المفاوضات حتى نهاية عام 2014 في مقابل تجميد الاستيطان والإفراج عن دفعة الأسرى الأخيرة من أسرى ما قبل أوسلو والمتوقع الإفراج عنهم نهاية الشهر الحالي.
وفي المقابل تشير التقديرات إلى أن الرئيس عباس يحمل معه إلى العاصمة الأمريكية رفضا قاطعا لـ"اتفاق الإطار" الذي أعده وزير الخارجية جون كيري، لكنه سيبدي انفتاحا مدروسا على خيارات أمريكية أخرى، مثل تمديد المفاوضات حتى نهاية العام الجاري، في حال توافر خطوات تحظى بشعبية في الشارع الفلسطيني، من قبيل إطلاق سراح أسرى من وزن مروان البرغوثي وأحمد سعدات، والتوقف عن طرح عطاءات جديدة للبناء في المستوطنات.
ويرى متابعون لسير التسوية والتي تعد لقاء عباس اوباما محطة حاسمة فيها للخروج من أجواء التشاؤم حيث ستحتل قضية التمديد للمفاوضات التي تنتهي مهلتها في نيسان/ ابريل المقبل الأولوية لإنقاذ التسوية، يرون أن الرئيس عباس سيعمد إلى التخفيف من حدة الضغوط التي سيتعرض لها من قبل الرئيس اوباما لجهة إبداء مرونة فيما يتعلق بالتمديد للمفاوضات هرباً من «اتفاق الإطار» المقترح الذي يراه الفلسطينيون خطراً استراتيجياً على حقوقهم الوطنية، لكن ربما سيكون عليه مقابل ذلك أن يقبل بدائل أقل ضرراً.
مطالبات فلسطينية بالانسحاب من المفاوضات
ويرفض الفلسطينيون نهج التفاوض مع المحتل والاستمرار في مسيرة التسوية برمتها، والتي يحاول المحتل الصهيوني استغلالها في تلبية اشتراطاته ومتطلباتها الأمنية بشكل يلبي طموحاته في تكريس واقع وجوده على الأرض الفلسطينية وهو ما بدا واضحاً على مدار سنوات التسوية التي مضت، إلى جانب الإصرار على اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة والذي يحمل ما يحمل من مخاطر على قضية اللاجئين احد ركائز القضية الفلسطينية.
وتؤكد كل من حركتا حماس والجهاد الإسلامي، أن غالبية الفصائل الفلسطينية تُجمع على رفض المفاوضات الفلسطينية والاعتراف بيهودية الدولة التي تسعى حكومة الاحتلال لتحقيقه من خلال الضغوط الأمريكية والصهيونية على الرئيس محمود عباس مستغلة الظروف المأساوية التي تعيشها الأمة العربية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام: لا يجوز للرئيس محمود عباس أن يقبل بالضغوطات الأمريكية الصهيونية التي تطرح فكرة يهودية الدولة رغم إصراره في السير بطريق المفاوضات التي ترفضه الجهاد من حيث المبدأ، وأضاف الشيخ عزام، هناك شيء ثابت للفلسطينيين وهو رفض القبول بشروط المحتل، فلا يجوز التفاوض أو مناقشة يهودية الدولة أو طرحها على طاولة التفاوض، ولفت إلى أن القبول بيهودية الدولة تعني نسف كل الثوابت التي ضحى من أجلها شهداء الشعب الفلسطيني ويلغي أي مشروعية لجهاد شعبنا وكفاحه من أجل تحرير المسجد الأقصى المبارك.
من جهته، أكد القيادي في "حماس" صلاح البردويل، أن أي اتفاق بين الرئيس عباس والرئيس الأمريكي أوباما يتم التوقيع عليه وينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني ذرة واحدة لن يكتب له النجاح، وأوضح البردويل، أن 90% من أبناء شعبنا لم يفوضوا عباس للتفاوض باسمهم، بمن فيهم جزء كبير من حركة فتح ولذلك فعباس في واشنطن لا يمثل إلا نفسه والفريق المصاحب له.
وعلى وقع لقاء عباس اوباما، دعت أربع قوى وفصائل فلسطينية إلى الانسحاب الفوري من المفاوضات وإعلان فشلها وإعادة القضية للأمم المتحدة لتطبيق قراراتها، متهمة الولايات المتحدة بالانحياز للاحتلال ومخططاته التوسعية.
وعبرت القوى وهي الجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب الفلسطيني، والمبادرة الوطنية الفلسطينية في بيان مشترك عن رفضهم لخطة الإطار التي يطرحها وزير الخارجية الأمريكي، معتبرة أنها تحمل مخاطر جدية على مستقبل القضية الوطنية.
وأكدت القوى عزمها تنظيم فعاليات ترفض المفاوضات بالتزامن مع اللقاء في واشنطن، وتؤكد على التمسك بالثوابت الوطنية حتى تحقيق تلك الأهداف المقدسة مهما بلغت التضحيات. كما طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في عريضة لها موقعة من أكثر من 80 منظمة أهلية فلسطينية من مختلف القطاعات، الرئيس عباس بالتمسك بالثوابت وحقوق الشعب وعدم الخضوع للضغوط الأمريكية والتمسك بالحقوق الوطنية.