جنوب مصر يغرق في دماء الحرب الأهلية
Apr ٠٦, ٢٠١٤ ٠٣:٠٧ UTC
شهدت محافظة أسوان الواقعة جنوب مصر، إشتباكات قبائلية عنيفة أدت إلى مقتل 23 شخصاً كمحصلة أولية وإصابة العشرات منهم إصابات خطرة. وبحسب ما ذكرته وزارة الداخلية المصرية في بيان لها فان الاشتباكات بدأت بمشاجرة بين طلبة ينتمون إلى منطقة النوبة وآخرين من قبيلة بني هلال بسبب معاكسة إحدى الفتيات وكتابة كلا الطرفين عبارات مسيئة ضد الطرف الآخر.
وتابعت الوزارة في بيانها، أن الطرفين عقدا الجمعة جلسة عرفية في منطقة غرب السيل حدثت خلالها مشادة تطورت إلى مشاجرة تبادلوا فيها إطلاق الأعيرة النارية، مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين.
والمقلق والمخيف في هذا الحادث، أنه جاء في محافظة أسوان تلك المحافظة السياحية والتي تشتهر بالتعايش السلمي والمودة بين أهلها، وهو ما يتناقض مع عدد القتلى والجرحى جراء اشتباكات ظلت متواصلة بين اهل النوبة وقبيلة الهلايل على مدار يومين، وسط تقاعس أمني، فيما تكشف كمية الأسلحة النارية المستخدمة وأنواعها عن أن حيازة الأسلحة النارية أصبح سهلاً جداً وفي متناول كثيرين.
كما أن فشل الأعراف والمجالس القبلية في احتواء مثل هذه النوعية من النزاعات يُنذر بحرب أهلية، خاصة مع استغلال الحدث سياسياً، فمن المؤكد أن في كلا القبيلتين يوجد مؤيدون ومعارضون للمرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق.
وعلى الرغم من أن وزارة الداخلية قد أكدت في بيانها أن الإشتباكات سببها خلافات بين قبيلتين بسبب معاكسة فتاة تنتمي لقبيلة منهما، إلا أن المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، أكد أن هناك عدة مؤشرات تؤكد تورط عناصر من جماعة الإخوان المسلمين في إشعال الفتنة في أسوان بين قبيلتي "الهلالية"، و"الدابودية" التي تنتمي إلى النوبة.
وأضاف عبر صفحته على "فيس بوك"، انه "جار احتواء الأزمة بعد تدخل عناصر القوات المسلحة بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وسط مؤشرات بتورط عناصر إخوانية في إشعال الفتنة بين القبيلتين".
تلك التصريحات اعتبرها محللون، بأنها استغلال سياسي للحادث وتوظيفها ضد جماعة الإخوان المسلمين، خاصة وأن تصريحات المتحدث العسكري إستبقت تحقيقات النيابة والأجهزة المعنية.
كما ان التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، استنكر تلك التصريحات، ورفضها جملة وتفصيلاً.
النادي النوبي العام، إتهم أجهزة الأمن بأسوان بالتقاعس عن حماية النوبيين من القتل، مؤكداً الاحتفاظ بحق اهل النوبة في الرد المناسب في الوقت المناسب.
فيما طالب مسعد هركي رئيس المؤسسة المصرية النوبية، ورئيس النادي النوبي العام الأسبق، بإقالة مصطفى يسري محافظ أسوان، ومدير أمن المحافظة، وأكد أن غياب الدولة كان سبباً رئيساً في تفاقم الأزمة في أسوان، وازدياد عدد القتلى.
هذا وقد انتشرت قوات مشتركة من الجيش والشرطة بالمنطقة، تزامنا مع الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير الداخلية محمد ابراهيم من أجل احتواء الأزمة هناك.
وحث محلب، أفراد قبيلتي الهلايل والدابودية على تحكيم العقل والحكمة وإيقاف نزيف الدماء من القبيلتين حفاظاً على حرمة الدماء والأنفس.
وقالت مصادر: ان رئيس الوزراء اتخذ عدة قرارات منها، تكليف وزارة الداخلية بتكثيف حملاتها الأمنية لضبط المتهمين والمحرضين في الاحداث، وتشكيل لجنة حكومية للتعويضات، تقوم بحصر الخسائر في الاحداث منذ بدايتها على أن تشمل منازل القبيلتين التي تعرضت للحرق أو الإتلاف، وكذلك تعويض أسر الضحايا والمصابين، عن طريق صندوق محافظة أسوان، فيما تقوم لجنة المصالحات بالمحافظة بدورها بعقد جلسة عاجلة بين القبيلتين لإنهاء الأزمة.