نكبة 48 في ذكراها.. إصرار على العودة رغم قسوة الأوضاع
May ١٤, ٢٠١٤ ٠١:٥٥ UTC
-
تهجير الفلسطينيين في عام 48
يحيي الفلسطينيون الذكرى السادسة والستين للنكبة التي ألمت بهم عام 48 بعد ان باغتتهم عصابات القتل الصهيونية في ظل تواطئ بريطاني وصمت دولي كان بمثابة ضوء اخضر لارتكاب الجريمة لتحقيق وعدهم بإيجاد وطن قومي لليهود على أرض فلسطين في مقابل طرد وتهجير ما أمكن من اصحاب الارض، حيث كانت البداية الحقيقية للمأساة الفلسطينية.
ففي الخامس عشر من مايو آيار من العام 48 داهمت عصابات القتل الصهيوني الفلسطينيين الامنيين في قراهم ومدنهم، فيما بدا وكأنه ترجمة لوعد بلفورد المشؤوم والذي صدر في العام 1917 بمنح اليهود وطن قومي لهم في فلسطين، في ذاك التاريخ استفاق الفلسطينيون على مشاهد الموت والدمار والترحال التي خلفتها المجازر التي ارتكبت بحق أصحاب الأرض من قبل هذه العصابات التي لم ترحم صغيراً ولم تبق على كبير ليقع عشرات الآلاف من الفلسطينيين بين شهيد وجريح ومن نجا وجد نفسه تائهاً في أصقاع الأرض لينتهي به المطاف في خيمة لا تقيه من حر ولا برد، وليتحول الفلسطيني من مواطن إلى لاجئ ينتظر بطاقة التموين على ابواب مقرات الامم المتحدة، فيما يمسي بدول الطوق إلى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة قبل ان يكمل المحتل جريمته باحتلالهما في العام 67.
تقول التقارير حينها وبعيداً عن أعداد الشهداء التي خلفتها عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب التي ارتكبت بحق أصحاب الأرض من الفلسطينيين أن عصابات القتل الصهيونية، طردت ما يربو على 750 ألف فلسطيني تحولوا إلى لاجئين، وهدمت أكثر من 500 قرية ودمرت ما أمكن من المدن الرئيسة التي سعت حكومات الاحتلال المتعاقبة على مدار سنوات النكبة إلى تحويلها إلى مدن يهودية عبر طمس معالمها وتهجير ساكنيها، إلى جانب هدم معظم معالم مجتمعات الفلسطينيين السياسية والاقتصادية والحضارية، لكن وفي كل عام تكبر الارقام وتزداد قسوة الاوضاع التي يعيشها اولئك اللاجئين. ووفقاً لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ارتفعت أرقامهم بعد ستة عقود لتصل إلى 5.3 مليون لاجئ، وهو ما يمثل العدد الاكبر من اللاجئين في العالم، فيما يقول الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، إن عدد اللاجئين أكبر من العدد الذي ذكرته "أونروا". وقال الجهاز في إحصائية صدرت بمناسبة ذكرى النكبة السادسة والستين، إنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية العام الماضي 2013، وصل إلى 5.9 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد اللاجئين 7.2 مليون لاجئ وذلك بحلول نهاية عام 2020".
ومنذ العام الاول للنكبة، والفلسطينيون يداومون على أحياء الذكرى من خلال التأكيد على التمسك بحق العودة ورفض كافة محاولات إسقاط هذا الحق من خلال مخططات التوطين التي يجري الحديث عنها بين الحين والآخر، ليسقطوا من جديد مقولة المحتل الكبار يموتون والصغار ينسون وهي المقولة التي أطلقتها رئيس حكومة الاحتلال حين ذلك جولدمائير، لكن الكبار حتى وإن ماتوا بقيت الراية يستلمها جيل وراء جيل وبقيت الحكاية يرددها الصغير بعد الكبير ولتتوارث الأجيال حكاية شعب قتل وطرد وشرّد ولازالت محاولة إسقاط حقه في العودة قائمة، لكنهم يؤكدون وفي كل مرة أن حق العودة مقدس لا يملك احد التنازل عنه، فهو حق لا يسقط بالتقادم فحق وراءه مطالب لن يسقط مهما طالت السنون. هكذا هو لسان حال الفلسطينيين من حضر النكبة ولازالت مشاهدها ماثلة أمامه أو من استمع لتفاصيلها من جده وأبيه وكأنه يراها أمامه. ويؤكد الفلسطينيون أن النكبة ستبقى الجرح الغائر في ضمير الأمة، واحد أهم عوامل ضعف المسلمين ما لم يتم إزالتها من الذاكرة من خلال عودة الحق لأصحابه. ويؤكد الشيخ طارق قعدان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، في ذكرى النكبة الـ66، أن النكبة تستصرخ المظلومين بأنه لا معنى لحياتكم بدون استرداد كامل الحقوق التي سلبت منكم والوقوف على حقوقكم، وأنه لا معنى للحياة بدون استرداد ما سلبه العدو الصهيوني وعودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها عام 1948 من قبل العصابات الصهيونية المدعومة من بريطانيا آنذاك.
وفي الداخل المحتل، حيث مسرح النكبة ومشاهد الجريمة لا زالت ماثلة، قال النائب العربي في الكنيست الصهيوني جمال زحالقة إن احياء الذكرى تأكيد جديد على أن الفلسطينيين سيبقون متشبثين بحقوقهم ودليل على أن المشروع الصهيوني مهما بلغ من قوة سيبقى ضعيفاً، ولا يمكن أن يبقى في المنطقة مستقراً، فهو يعاني من أزمة هوية وأزمة حضارة، وأزمة مصير وأزمة وجود، وبقاؤه يعني أنه باق ضد طبيعة الأشياء. وأضاف زحالقة "أن "العودة حق والنضال لأجلها واجب، وأن الجيل الشاب لا يقل تمسكاً بالحق عن أجدادهم، لا بل هو أكثر إصراراً على تصحيح الغبن التاريخي الذي لحق بشعب فلسطين، وشدد زحالقة على أن "لا سلام أو مصالحة بدون عودة اللاجئين إلى ديارهم"، بدوره قال عضو الكنيست العربي محمد بركة، لقد خرج علينا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة بإعلانه أن هذا البلد هو لليهود وحدهم ولكن عليه أن يسأل حجارة القرى المهجرة وتلك التي دمرتها عصاباتهم عن هوية هذا الوطن".
كلمات دليلية