تحرير الجنوب... بداية انتصار الامة وانحسار المشروع الصهيوني في المنطقة
(last modified Tue, 27 May 2014 03:38:06 GMT )
May ٢٧, ٢٠١٤ ٠٣:٣٨ UTC
  • تحرير الجنوب... بداية انتصار الامة وانحسار المشروع الصهيوني في المنطقة

اسس انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان على العدو الصهيوني في الخامس والعشرين من مايو/ ايار من العام 2000 البداية الحقيقية لانحسار المشروع الاستيطاني الصهيوني في المنطقة العربية في مقابل نجاح المقاومة في التأكيد على خياره في مواجهة هذا الكيان.

وسعى الكيان الصهيوني وعلى مدار قيامه إلى ابقاء سطوته على المنطقة من خلال الارهاب الذي يمارسه والدعم الذي يتلقاه من حليفه ممثلا في الادارة الامريكية إلى جانب حالة الوهن التي تعيشها الامة العربية والتي كبلت انظمتها ارادة شعوبها وجعلتها رهينة خوفها مما يسمى بالجيش الذي لا يقهر، إلى أن جاء الانهيار لهذا الجيش وهذه المقولة في ذلك اليوم الذي بزغ فيه فجر من نوع اخر، فجر بطعم الانتصار في مقابل انهزام وانكسار الد الاعداء للعرب والمسلمين ولكل الاحرار في العالم، فقد بدد هذا الفجر معه حالة الانكسار الذي لازم الامتين العربية والاسلامية منذ النكبة والنكسة حين بدأت عصر الهزائم الرسمية العربية على يد المحتل الصهيوني بعد أن كبلت انظمتها الرسمية ارادة شعوبها وأسقط خيار المواجهة مع هذا المحتل، وهو حال استمر إلى أن جاء ذلك الفجر ليزيح ليل تلك الحقبة وليحل محله مشوار الانكسار الصهيوني والتراجع لمشروعه في المنطقة.

انتصرت المقاومة بعد مسيرة طويلة من المواجهة عمدت بدماء الالاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين على مدار ثمانية عشر عاماً من الاحتلال الصهيوني لأجزاء من لبنان، وفر الجيش الذي لا يقهر بعد أن اتخذ من ذاك الليل ملاذا له للهروب امام مقاومة لاحقته حتى النفس الاخير فانقلب خاسئا مكسوراً، ولتسجل المقاومة اولى خطوات الانتصار التي اسست لما بعده انه الاندحار والهروب الصهيوني من لبنان، فكان بمثابة انتصاراً تاريخياً للبنان المقاوم ولامته العربية والاسلامية بكل المقاييس، وتتويجاً لعقود طويلة من الكفاح والمقاومة عاشها أولاً شعب فلسطين، عقود تخللتها انتصارات وانكسارات، آمال عراض وخيبات كبرى، فلا يمكن الفصل بين ما تحقق في 25 أيار عام 2000، وبين ما جرى في المثلث الفلسطيني ومعركتي القسطل وما جرى في غيرها من مواقع المقاومة على امتداد الوطن العربي وعلى مدار إنشاء هذا الكيان، فجاء هذا الانتصار ليضمد جراح الامة المكلومة وليكسر قيدها وليؤكد أنها قادرة على الحاق الهزيمة بأعدائها في حال تعاملت باللغة التي يفهمها واختارت لذلك اقصر الطرق, المواجهة والمواجهة وحدها .

فقد أسس ذلك الانتصار لانتصارات المقاومة في فلسطين في تأكيد على العلاقة التفاعلية بين مقاومة فلسطين ومقاومة لبنان، لذلك جاء أيضاً الانقضاض الصهيوني على المدن، والمخيمات عام 2002 في الضفة الغربية انتقاماً للهزيمة الصهيونية في لبنان، وحربا استباقية للحيلولة دون تكرار ما جرى في لبنان على ارض فلسطين، لكنها المقاومة توقع من جديد وبالدماء على انتصارات تلاحقت فكان الاندحار الصهيوني الثاني من غزة لتلحق به انتصارات اخرى في العام 2006 خلال حرب تموز على لبنان وفي الحربين التي شنت على غزة في العام 2008 و2012.

ويؤكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام أن ذكرى انتصار المقاومة الاسلامية في الجنوب اللبناني على الاحتلال الصهيوني رغم قلة إمكانيات المقاومة أثبت أن الشعوب التي تتسلح بالإرادة من الصعب هزيمتها، وشدد الشيخ عزام في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن انتصار الجنوب أكد من جديد أن الخيار الأنجع في مواجهة الغطرسة الصهيونية واحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية هي المقاومة التي هزمت "إسرائيل" في جنوب لبنان والمقاومة التي أجبرت المحتل على الاندحار من غزة وهي التي أسقطت مقولة الجيش الذي لا يُقهر بضرباتها الموجعة . ولفت  الشيخ عزام إلى أن الشعب الفلسطيني استفاد كثيراً من انتصار الجنوب اللبناني حيث ازدادت إرادته قوة وبعد الانتصار بأشهر قليلة انتفض الفلسطينيون في وجه الاحتلال فيما عرف بعد ذلك بانتفاضة الأقصى المباركة"، مبيناً، أن الشعب والمقاومة الفلسطينية استفادوا كثيراً من الانتصار الذي حققته المقاومة جنوب لبنان كما أنه يشجع الجميع على تبني إستراتيجية  دائمة للمقاومة من أجل استرداد الحقوق المسلوبة، وأشار عضو المكتب السياسي للجهاد إلى أن ما حصل في الجنوب ألهم الفلسطينيين كثيراً وكان له صدى كبير فيما حصل بعد ذلك من تحقيق المقاومة لانتصار جزئي في غزة حينما انسحبت حكومة الاحتلال عام 2005.

ويؤكد المراقبون أن انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان تأكيد على ان نهج المقاومة المتمسك بالمبادئ والذي لا يفرط بحقوق شعبه هو المنتصر أخيرا على كافة القوى والجيوش المعادية، واثبت انه يمكن تحرير أرض عربية، دون قيد أو شرط، ودون التوقيع على اتفاقية مع العدو تحفظ له بعض الامتيازات، فبعد تحرير الجنوب، انسحب العدو من قطاع غزة عام 2005، وفكك مستوطناته المقامة على اراضي فلسطينية، وذلك لأول مرة في تاريخ الكيان، واعتبر قطاع غزة "كيان معادي" أي لا تربطه فيه اي اتفاقية "سلام".

اذن كان انتصار المقاومة اللبنانية على المحتل الصهيوني من خلال اندحاره عن الارض اللبنانية بعد احتلال استمر 18 عاماً بعيداً عن أي اتفاقات او اشتراطات، البداية الحقيقية لمرحلة الانتصارات العربية في مقابل تراجع المشروع الصهيوني على الارض العربية الذي يعيش حالة من الهزائم منذ ذلك التاريخ الذي أكدت فيه المقاومة على صوابية خيارها والذي جسدته واقعاً على الارض في وقت أثبت فيه جميع الخيارات التسووية الاخرى فشلها فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.