المبادرة المصرية محاولة للإيقاع بالمقاومة
https://parstoday.ir/ar/news/my_reporters-i107735-المبادرة_المصرية_محاولة_للإيقاع_بالمقاومة
جاءت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار على جبهة لتشكل مخرجاً لحكومة الاحتلال الصهيوني التي تعيش مأزقاً غير مسبوق بعد ان أتت المقاومة الفلسطينية على ما تبقى من قوة ردع لجيشها في ظل العجز عن مواجهة الصواريخ الفلسطينية.

(last modified 2020-07-13T05:28:27+00:00 )
Jul ١٦, ٢٠١٤ ٠٣:٣٨ UTC
  • الصواريخ الفلسطينية زرعت الرعب في قلوب الصهاينة
    الصواريخ الفلسطينية زرعت الرعب في قلوب الصهاينة

جاءت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار على جبهة لتشكل مخرجاً لحكومة الاحتلال الصهيوني التي تعيش مأزقاً غير مسبوق بعد ان أتت المقاومة الفلسطينية على ما تبقى من قوة ردع لجيشها في ظل العجز عن مواجهة الصواريخ الفلسطينية.

الصواريخ التي باتت تغطي كافة مناطق الاحتلال دون أن تتمكن من وقفها رغم سيل الغارات المكثفة وغير المسبوقة والتي استهدفت قطاع غزة من شماله حتى جنوبه منذ السابع من الشهر الجاري اول أيام العدوان الصهيوني الذي بدأ على غزة تحت اسم عملية الجرف الصامد والذي ارتد على صاحبه ليجرف معه صواريخ غزة صوب مدن الاحتلال ومستوطناته وصولاً إلى جبل الكرمل وتل أبيب وحيفا وديمونة حيث المفاعل النووي الصهيوني.

بالنسبة لحكومة الاحتلال سارعت إلى الموافقة على المبادرة المصرية بعد أن رأت فيها مخرجها الوحيد من أزمتها إلى حد ان هناك من رأى في المبادرة محاولة للإيقاع بالمقاومة الفلسطينية في مقابل تحقيق الاحتلال انتصاراً عجزت عن تحقيقه ترسانته العسكرية على مدار ايام العدوان المستمر والمتواصل وبضراوة تأخذ مزيداً من التصعيد. فمن وجهة نظره ستتيح هذه المبادرة موضع البحث نزع سلاح غزة فوق الارض وتحت الارض وبإشراف دولي وهو ما اعلن عنه نتنياهو صراحة، مشيراً إلى أن القبول بالمبادرة المصرية جاء بعد وعود مصرية لنزع سلاح غزة، وهو ما يعني قلع اظافر غزة وتركها بلا أسنان لتصبح تحت رحمة المحتل وآلته العسكرية.

وعلى ضوء ذلك اجمعت فصائل المقاومة الفلسطينية على رفضها لهذه المبادرة باعتبارها لا تلبي طموحاته ولا تحمي الشعب الفلسطيني، فبالنسبة لحركة حماس، يقول النائب عنها في المجلس التشريعي، مشير المصري، إن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة بغزة "مرفوضة شكلاً ومضموناً"، مشيراً إلى أن الجانب المصري لم يجرِ أي اتصال مع حركة "حماس" بشأن تلك المبادرة، التي رأى فيها "خدمة مجانية للاحتلال، كما أنها تنقذ نتنياهو، من ورطته أمام قدرة المقاومة في ضرب عمق الكيان".

وشدد المصري على أن أي اتفاقية جديدة لـ"التهدئة"، لا بد أن تكون مرتبطة بشروط واستحقاقات، ومنها "وقف العدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح معبر رفح، والتزام الاحتلال بصفقة تبادل الأسرى التي أطلق عليها اسم (صفقة شاليط)".

وفي حركة الجهاد الاسلامي فقد ابلغت بدورها الجانب المصري رسمياً بعدم قبول مبادرة التهدئة على اعتبار أنها لا تلبي حاجات الشعب الفلسطيني ولا تلبي شروط المقاومة. وقالت في بيان لها أن "هذه المبادرة غير ملزمة لها، وأن "سرايا القدس" ستواصل عملياتها، جنباً إلى جنب مع كل الفصائل والأجنحة العسكرية غلى حين تحقيق شروط المقاومة.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن المبادرة المصرية ما هي إلا محاولة لفرض المزيد من القيود على المقاومة. واعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان موافقة المحتل على المبادرة ما هي إلا مناورة خبيثة للظهور وكأن غزة هي من ترفض الهدوء ما يعني منح المحتل الشرعية لمواصلة استهداف القطاع.

على الارض تواصل العدوان وربما بوتيرة أشد، رغم مسارعة المحتل القبول بالمبادرة المصرية ومزاعمه بوقف اطلاق نار استمر ست ساعات، فقد رفعت سلسلة الغارات التي استهدفت غزة في تاسع ايام العدوان حصيلة الضحايا إلى أكثر من مئتي شهيد ومئات الجرحى، هذا إلى جانب استهداف مئات المنازل منها 35 منزلاً سوتها غارات الاحتلال بالأرض الليلة الماضية لوحدها والتي اطلق عليها الفلسطينيون ليلة هدم المنازل، ومن بين المنازل التي تم تدميرها منازل لقيادات في حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

وجاء تصاعد العدوان الصهيوني هذا على ما يبدو في مسعى للضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بالمبادرة المصرية من خلال وضعها أمام خيارين إما حرب يرى أنها باتت تحظى بشرعية لسنها على غزة بعد قبولها بالمبادرة المصرية ورفضها من قبل الفصائل الفلسطينية او التراجع والقبول بالمبادرة المصرية، وهو ما يفسره تصاعد وتيرة التهديدات التي اعقبت رفض المقاومة لوقف اطلاق النار.

وقالت اذاعة جيش الاحتلال ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون قررا استئناف الهجمات ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بعد توقف دام 6 ساعات على حد زعمهم، وأن هذا القرار جاء بعد مواصلة الفلسطينيين اطلاق الصواريخ مشيرة في الوقت ذاته الى ان الاستعدادات للعملية البرية في اوجها وان الجيش سيضرب فصائل غزة بشدة اكبر.

وهددت وزيرة القضاء الصهيونية، تسيبي ليفني، حركة حماس بتوجيه ضربة عسكرية شديدة للغاية، فيما قال وزير الخارجية الصهيونية المتطرف أفيغدور ليبرمان ان الوقت بات ملائماً لإعادة احتلال غزة.

هذا فيما واصل المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الامنية والسياسية اجتماعاته وهذه المرة على وقع مزيد من الخلافات بين قادة الاحتلال بشأن التعاطي مع جبهة غزة والتي ازدادت تعقيداً بعد رفض المقاومة المبادرة المصرية، وقد بلغت الخلافات ذروتها بعد ان اقدم نتنياهو على اقالة نائب وزير الحرب داني دانون والذي قال نتنياهو انه يحاول جر حكومته نحو مزيد الانزلاق في وحل غزة، وهي اقالة اعتبرتها حركة حماس انتصاراً جديداً للمقاومة، مشيرة إلى ان دانون لن يكون الاخير وان المقاومة ستطيح بقادة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو.