صواريخ المقاومة تحبس أنفاس المحتل
Jul ١٢, ٢٠١٤ ٠٣:٠٥ UTC
تدخل المحرقة التي بدأتها حكومة الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة المحاصر والمعزول يومها الخامس حاصدة معها أرواح المزيد من الضحايا الفلسطينيين غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ بعد ان طالت الغارات منازل الامنين والتي باتت الهدف المفضل لطائرات الحرب الصهيونية التي شنت على غزة مئات الغارة واسقطت فوق رؤوس ساكنيها أطناناً من الصواريخ والقنابل.
ولم تفلح كثافة النيران التي تتصاعد وتيرتها يوماً بعد يوم لتطال حتى المساجد والمستشفيات ومقرات ذوي الاحتياجات الخاصة، في وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية التي واصلت دك غالبية المدن المحتلة، وحولتها إلى أشباح بعد ان دخل قرابة خمسة ملايين صهيوني إلى الملاجئ حيث طالت الصواريخ مالم يكن يتوقعه المحتل وصولاً إلى تل أبيب التي قطع فيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وعلى الهواء مباشرة مؤتمر صحفي عقده لكيل المزيد من التهديدات والتوعدات لغزة ومقاومتها، وذلك بعد ان سقطت صواريخ فجر 5 ودوت صافرات الانذار فيها، لترد على نتنياهو وقادته الامنيين ان المقاومة ستبقى حاضرة في كل لحظات المحتل وتفاصيل حياته ما لم يوقف عدوانه ويرحل عن هذه الارض.
وقد فاقم العجز الصهيوني في وقف الصواريخ الفلسطينية من حالة التخبط التي يعيشها الكيان واربك حسابات المؤسسة الامنية والسياسية فيه، والذي وجد نفسه تائهاً بين كم الصواريخ ومدياتها والذي يزداد قوة رغم تصاعد وتيرة الغارات، وهو ما بدا واضحاً من خلال تصريحات قادة المحتل والذين توعدوا غزة بحرب قد تعيد احتلال قطاع غزة، لكن هذه التصريحات سرعان ما تراجعت ليحل محلها مصطلح العمليات البرية المحدود من قبل الجيش، لكن أياً من المستوى السياسي في كيان الاحتلال ممثلاً في الكابينيت الصهيوني والذي اجتمع برئاسة نتنياهو لأكثر من مرة لم يعد يقوى على اتخاذ قرار بالهجوم البري خشية وفقاً للمصادر الصهيونية من الوقوع في شرك ما تخبئه له المقاومة والتي تؤكد انها بانتظار جيش الاحتلال على رمال غزة، ورأت في الهجوم البري فرصتها الذهبية لأر الجنود والافراج عن الأسرى الفلسطينيين.
ويحسب التردد الصهيوني على المستوى السياسي والعسكري هزيمة جديدة للكيان الصهيوني، وانتصار مسبق للمقاومة التي تواصل المواجهة على أكثر من جبهة وصولاً إلى الدخول في اكثر من مرة إلى عمق المحتل والاشتباك معه في داخل حصونه وذلك في إطار ردها وردعها للعدوان على قطاع غزة، وبدا التردد واضحاً على المستوى السياسي والعسكري حيث الاختلاف على جدوى وطبيعة الحرب البرية على قطاع غزة، وذلك على الرغم من مصادقة نتنياهو على قرار تحرك القوات البرية وتوسيع العملية العسكرية في طاع غزة.
ويزعم نتنياهو الذي وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، أن لا حصانة في غزة لشيء مشيراً إلى ان ما اسماه بالعمليات العسكرية ستتواصل إلى حين اعادة الهدود ووقف وصواريخ المقاومة، وفي ذلك يرى كثيرون تراجعاً عن تلك الاهداف التي اعلن عنها الاحتلال قبل العدوان حيث التبجح باستئصال المقاومة واقتلاعها، وهم يرون ان نتنياهو بات واقعاً بين نارين احلاهما مر، اما الانصياع للمقاومة والتراجع او المضي نحو عمل بي في غزة يغرقه في وحلها، وهو ما سيفاقم من المعضلة الامنية لديه اذ انه سيصبح وجيشه في عش الدبابير في اشارة إلى غزة التي باتت هي من تتحكم في المستقبل السياسي لبنيامين نتنياهو العاجز عن فعل شيء في مواجهة مقاومة تؤكد انها لاتزال تملك الكثير من المفاجآت.
ومن شأن هذه المواجهة التي تشير كافة دلالاتها ومؤشراتها إلى انها تصب في صالح المقاومة، ان تؤسس لمرحلة جديدة تكبل يد المحتل وتدفعه إلى اعادة حساباته في كيفية التعاطي مع الفلسطينيين وتحديداً في قطاع غزة فقد بات في جعبتها ما يؤلم المحتل ويسقط كل حساباته ويؤدي بقوة ردعه المتآكلة أصلاً إلى المجهول، وتؤكد المقاومة الفلسطينية أنها مستمرة لليوم الخامس على التوالي منذ بدء العدوان على قطاع غزة في ضرب كل أهداف العدو وبكل قوة.
وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم "في حال استمر الاحتلال في قصف البيوت وقتل المدنيين ولم يوقف عدوانه سيدخل القسام عناصر جديدة في المواجهة لم يعرفها العدو وستفاجئه وستربك حساباته وستجبره على احترام المعادلات الجديدة التي تخطها المقاومة بصواريخها. بدوره أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش أن المعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية ضد العدوان وصواريخ برق 70 وفجر 5 التي تدك مدن العدو الصهيوني (تل ابيب والقدس المحتلة) هي عنوان لمعركة مفتوحة مع الاحتلال الذي يعيش أسوأ مراحله خصوصاً في ظل هوس امني بات يعصف بوجوده الهش اصلاً.