الإعلام المصري يفشل في تحريض المصريين ضد المقاومة الفلسطينية
(last modified Sat, 19 Jul 2014 02:36:44 GMT )
Jul ١٩, ٢٠١٤ ٠٢:٣٦ UTC
  • احد المتظاهرين المصريين الذين نزلوا لشوارع القاهرة
    احد المتظاهرين المصريين الذين نزلوا لشوارع القاهرة

يقود الإعلام الفضائي المصري- الخاص - وبعض الصحف المصرية، حملة تشويه غير مسبوقة، ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك بالتزامن مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ووجهت وسائل اعلام مصرية أسلحتها التحريضية ضد"حماس"، بهدف توجيه الرأى العام المصري، ضدها وترسّيخ صورة في أذهان الشعب المصري لحماس

، بصفتها إمتدادا لجماعة الإخوان المسلمين، ولحركات الإسلام السياسي، لا كحركة مقاومة، حتى لا يتضامن المصريون مع أشقاءهم الفلسطينيين فى غزة.

واشتعل التحريض الإعلامي، ضد "حماس" بشكل غير مسبوق، ولم يحدث حتى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك نفسه، بهذا المستوى، لدرجة وصلت إلى أن إحدى المذيعات، خلال برنامجها، الذي يُبث على فضائية خاصة، قالت: "الشعب المصري لن يقبل من قواته المسلحة إلا ضرب بؤر الإرهاب في غزة، وتدمير حماس بعمليات عسكرية"، مضيفة "نحن كمصريين لن ننسى حين اعتدت حماس على السيادة المصرية، وشاركت في اقتحام السجون، وساعدت فى قتل الأبرياء أيام ثورة 25 يناير"، وأشادت القناة الثانية للاحتلال بما قالته تلك المذيعة المصرية!.

ومن ضمن أساليب التحريض ضد حماس، حمل أعلاميون حماس مسؤولية دماء الشهداءالفلسطينيين، الذين سقطوا جراء القصف الصهيوني لقطاع غزة، معتبرين أن حماس تغامر بأرواح الفلسطينيين، لتحقيق ما وصفوه بمصالح إستراتيجية، مبررين ذلك برفض حماس لحلول التهدئة التي عرضتها السلطة المصرية، على شكل مبادرة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
 
وكما هو واضح من حملات الإعلاميين ضد حماس، فإن الإعلاميين ربطوا بين حماس والأحداث التي تشهدها مصر منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من يوليو العام الماضي، وربط الإعلاميون بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين، واعتبروها ذراعا لجماعة الإخوان، التي تقود التظاهرات الإحتجاجية ضد النظام الحالي، وهو بالطبع ما يشكل قلقا لرجال الأعمال مالكي تلك الفضائيات التحريضية، التي قادت حملات التحريض ضد جماعة الأخوان المسلمين، وكان لها دورا فعالا في حشد الجماهير لإسقاط الرئيس المصري محمد مرسي.

ولكن كما يقول المثل (انقلب السحر على الساحر) فقد جاءت تلك الحملة الإعلامية التحريضية ضد" حماس" بنتائج عكسية تماما، فبدلا من أن ينقلب المصريون ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس، انقلبوا ضد إعلامهم، وشن نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك وتويتر" حملات ضد هؤلاء الإعلاميين وقنواتهم الفضائية المملوكة لرجال أعمال ينتمون لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، واتهموهم بالعمل لمصلحة الكيان الصهيوني، على حساب المقاومة، وهناك من رأى أن ما يفعله الاعلاميون من حملات تحريض ضد المقاومة الفلسطينية، يضر بالأمن القومي المصري، حيثُ تعتبر غزة  عمقا إستراتيجيا لسيناء بوابة مصر الشرقية.

ولم تؤثر تلك الحملات التحريضية ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس، عند المصريين، بل زادتهم تعاطفا وتضامنا مع  المقاومة الإسلامية، ومنذ أن بدأ العدوان الصهيوني على غزة، يخرج المصريون في مسيرات إحتجاجية للتنديد بالعدوان الصهيوني، معلنين تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني وتأييدهم للمقاومة.

وامتدت المسيرات الشعبية لتصل لمنزل السفير الصهيوني بمنطقة المعادي بالقاهرة، وبهتافات رجت الشوارع المحيطة بمنزل السفير الصهيوني، ردد المتظاهرون شعارات تؤيد المقاومة الفلسطينية، وتطالب بطرد السفير الصهيوني من القاهرة، ويحرص المتظاهرون على حرق علم الكيان الصهيوني في كل مسيرة يقومون بها للتنديد بالعدوان الصهيوني على الفلسطينيين في غزة.

سياسيون عبروا عن استياءهم من حملات التحريض الإعلامية التي تتعرض لها حماس، وقال الناشط السياسي عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية في تصريحات صحفية له، أنه يشعر بالخجل لأن مثل هذا النوع من الإعلام ينتمي للدولة المصرية. ووجه "حمزاوي" رسالة للإعلاميين المحرضين، قائلا لهم: ما تفعلونه الآن لا يمكن وصفه إلا بــ"الخيانة" - حسب تصريحاته-.