لبنان..شغور رئاسي وتمديد للبرلمان واحباط هجوم خطير في البقاع
(last modified Sat, 19 Jul 2014 04:50:49 GMT )
Jul ١٩, ٢٠١٤ ٠٤:٥٠ UTC
  • البرلمان اللبناني
    البرلمان اللبناني

تعقيدات السياسة اللبنانية تزداد يوما بعد يوم كلما ازداد تعقيد المشهد في المنطقة وفيما الاحداث الدموية في غزة وآلة القتل الصهونية بحق الفلسطينيين تستحوذ على الاحداث في المنطقة فإن لبنان لفترة ما يقارب الشهرين بدون رئيس للجمهورية

(57 يوماً)  يضاف اليه التعطيل من اطراف سياسية عدة وسط وضع اقتصادي خانق وازمة موظفين بات الاضراب والاعتصام وسيلة الضغط الوحيدة لديهم.

الشغور الرئاسي ھو واحد من الحجج والأسباب التي أعطيت لتبرير التمديد للمجلس النيابي. فانتخاب مجلس نيابي جديد يجعل الحكومة "مستقيلة حكما" ولكن من دون أن تكون ھناك إمكانية لتشكيل حكومة جديدة، إذ ليس ھناك رئيس يجري استشارات نيابية ويسمّي رئيسا للحكومة. وھذا ما يجعل أن الفراغ الرئاسي سينتج فراغا حكوميا فيما لو حصلت الانتخابات النيابية.

تتفاوت آراء المرجعيات الدستورية والقانونية في ما خص المفاعيل الدستورية التي تنتج عن إجراء انتخابات نيابية جديدة مثل بدء ولاية جديدة لمجلس النواب واعتبار الحكومة مستقيلة حكما استنادا للدستور ووجوب إجراء استشارات نيابية ملزمة لتشكيل حكومة جديدة. وفي ھذا المجال يبرز رأيان: -الأول يرى أن الحكومة التي تعتبر مستقيلة بعد بدء ولاية مجلسية جديدة قادرة على إجراء الاستشارات النيابية الملزمة وھي في فترة تصريف الأعمال، لأنھا تكون مستمرة في ممارسة صلاحيات رئيس الجمھورية وذلك تفاديا لتعطيل الحياة الدستورية. -الثاني يرى استحالة الدعوة الى استشارات نيابية لتسمية رئيس الحكومة في ظل غياب رئيس الجمھورية، لأن الرئيس ھو الذي يسمي رئيس الحكومة بناء على نتيجة ھذه الاستشارات.

سياسياً لم تثمر اللقاءات بين ممثلي حركة امل و«المستقبل» جديداً رغم الجهود الجنبلاطية، اذ تمسك كل فريق بموقفه، وهذا ما ادى الى تصاعد السجال وبالتالي استمرار الشلل في المؤسسات، مما سينعكس على الحكومة واستمرار تعطيل عمل مجلس الوزراء في ظل عدم حصول اي تقدم ايضا على صعيد ملف تفرغ اساتذة الجامعة اللبنانية وسلسلة الرتب والرواتب، وبالتالي مقاطعة الاساتذة لتصحيح الامتحانات الرسمية وضياع العام الدراسي على الطلاب. كما ان جهود جنبلاط لعقد لقاء بين الرئيس بري والرئيس السنيورة باءت بالفشل.

الى هذا لم يأت خطاب سعد الحريري الرمضاني، إلى جمهوره اللبناني، عبر الشاشة، من مدينة جدة السعودية، بأية مبادرة تضع لبنان على سكة إنهاء الشغور الرئاسي، لا بل إنه كان حاسماً، من خلال «خريطة الطريق» التي أعلنها ليؤكد أن لا انتخابات نيابية اذا لم تسبقها انتخابات رئاسية، واضعاً أي مشروع لفتح صناديق الاقتراع النيابية قبل الرئاسية، في خانة «دخول لبنان في سيناريو انهيار تام للدولة وقد شكل كلامه هذا رداً غير مباشر على مبادرة العماد ميشال عون الأخيرة بدعوته للاستعداد لاحتمال الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، ودعوته أيضا لانتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب على مرحلتين، «مسيحية» تفرز مرشحين مارونيين، و«وطنية» تحدد هوية الرئيس المقبل.

وفيما كان الحريري يتوجه بخطابه عبر الشاشة لأكثر من 16 ألف شخص في مآدب رمضانية أقامها «المستقبل» في 11 منطقة لبنانية في وقت واحد، بينها منطقة البقاع الشمالي، كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـصحيفة «السفير» أن منطقة البقاع نجت ليل أمس الاول ومعها كل لبنان من مخطط إجرامي خطير، كان من شأنه أن يقحم لبنان في أتون مذهبي خطير.

وقالت المصادر إن جهازاً أمنياً لبنانياً رسمياً تبلغ من الأمريكيين قبل عشرة أيام معلومات موثقة تفيد أن مجموعات من المعارضة السورية المسلحة تقدر بأقل من ألفي عنصر، ستطلق عملية عسكرية عشية إحياء إحدى ليالي القدر (ليلة أمس) وصولا الى بلدة نحلة البقاعية وبلدات أخرى، وذلك بهدفين اثنين: أولهما ارتكاب مجزرة كبيرة جدا تؤدي الى استدراج طائفي للرد في منطقة أخرى، وثانيهما خطف عشرات الرجال والشبان من هذه البلدة ومن بلدات أخرى، بهدف مقايضتهم بموقوفين في سجن روميه.

وأشارت المصادر الى أن التنظيمات الإرهابية التكفيرية وضعت نصب عينيها هدفاً مركزياً يتمثل في الإفراج عن موقوفين في سجن روميه، سواء عبر إطلاق عملية فرار واسعة تترافق مع تفجير انتحاري ضخم أو من خلال عملية احتجاز رهائن.

يذكر أن العمليات العسكرية تواصلت، أمس، في جرود القلمون وتمكن الجيش السوري و«حزب الله» من وضع اليد على نقطة استراتيجية كانت تشكل إحدى أكبر نقاط التجمع للمجموعات المسلحة التي كانت تنوي تنفيذ عملية (ليلة القدر).

امنياً ايضاً أصداء الاشتباكات العنيفة لم تفارق بلدة عرسال وباقي قرى البقاع الشمالي طيلة الايام الماضية، واستخدمت فيھا الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، فضالاً عن عشرات الغارات التي نفذتھا الطائرات الحربية السورية.

وأفادت مصادر حزب الله أن مقاتلي الحزب تمكنوا من السيطرة على عدد من التلال والمرتفعات الاستراتيجية في المنطقة، ولا سيما "قرن الصياد سالمة" و"قرن شعبة الحمراء"، وھما يتحكمان بمعبرين غير شرعيين يربطان فليطا ببلدة عرسال، وأن المعارك تتركز حاليا في المعرة والبحصاص وعنيفق. وقالت المصادر إن المعركة الحالية تھدف الى حماية خاصرة المقاومة البقاعية وصولا الى إقفال جبھة القلمون نھائياً.