من مشاهد القتل في غزة
https://parstoday.ir/ar/news/my_reporters-i108908
مع استمرار الهدنة التي تم التوافق عليها برعاية مصرية على جبهة غزة بعد ما يقرب من شهر على المحرقة الصهيونية التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر والمعزول، تتكشف مشاهد جديدة من الفظاعات التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال هذه المحرقة.
(last modified 2020-07-13T05:28:27+00:00 )
Aug ١٠, ٢٠١٤ ٠١:٥٥ UTC
  • العدوان الصهيوني على قطاع غزة
    العدوان الصهيوني على قطاع غزة

مع استمرار الهدنة التي تم التوافق عليها برعاية مصرية على جبهة غزة بعد ما يقرب من شهر على المحرقة الصهيونية التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر والمعزول، تتكشف مشاهد جديدة من الفظاعات التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال هذه المحرقة.



ويروي المواطنون هنا قصص جديدة عن الموت الذي لاحقهم في كل مكان، ليحمل كل صاروخ او قذيفة عشرات القصص عن الاجرام الذي طال الفلسطينيين وعائلاتهم، والتي تعرض الكثير من هذه العائلات للإبادة كما حدث مع عائلة كوارع وابو جامع وصيام والبيومي والحاج وغيرها الكثير من العوائل.

عائلة ابو محمد النيرب واحدة من بين هذه العوائل، فقد ازيلت من قائمة السجلات المدنية بفعل آلة الحقد الصهيونية احدى تلك القصص التي كانت ولا تزال نبراس الانتقام القادم وعنوان جديد لثأر المقامة الفلسطينية. ابو محمد النيرب (58 عاماً) وزجته سهيلا لم ينجبا حتى سن متأخرة فأخذوا يحفرون بالصخر، ويسابقون الزمن، ويختصروا المسافات حتى يزينوا حياتهم بمن يحمل اسمهم من بعدهم، بعد 25 عاماً من الصبر والتصبر رزق ابو محمد وزجته بثلاثة أبناء ذكور وهم (محمود، ومحمد، ومؤمن)، تزينت حياة ابو محمد وزوجته بعد 25 عاماً من عدم الإنجاب، الا أن صواريخ الحقد الصهيونية التي دمرت الأخضر واليابس استكثرت على أبو محمد فرحته فقتلته هو وحلمه، وقتلت ام محمد وفلذات كبدها الثلاثة لتصبح العائلة وكأنها لم تكون، فقد باغت صاروخ حربي حاقد منزل عائلة النيرب دون إذن او تحذير لحول احلام العائلة الى أشلاء، ليرقدوا بجوار ربهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وحال عائلتهم لا تقوى الا على قول :"حسبنا الله ونعم الوكيل".

قصة اخرى عاشتها عائلة الطفل محمد بدران ذو التسعة أعوام، الناجي من قصف صهيوني لبيت عائلته في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، وهي أحد الشواهد الحية لبقايا طفل ووطن يتعرض بين الفينة والأخرى لأبشع أنواع الجرائم التي جعلت من أطفال غزة حقلا لتجارب أسلحة فتاكة تبقى آثارها ونتائجها عميقة في ذاكرة الأحياء منهم ونصف الأموات.

الثلاثون من شهر يوليو الماضي..التاسعة صباحا.. سيظل محفورا في تاريخ عائلة "بدران" البسيطة المكونة من تسعة أفراد، حيث باغتهم صاروخ صهيوني وهم نيام جميعا، ليستقر في غرفة نوم أطفالهم وتشاء الأقدار أن يصاب سبعة منهم بجراح مختلفة، أقساها كان الطفل محمد، الذي فقد بصره ونطقه وشوهت معالم وجهه البريئة. والدة محمد تؤكد أن أطفالها جميعا كانوا نياما عندما باغتتهم قذيفة صهيونية فأصابت سبعة من أبنائها بجراح مختلفة ولكن أخطرها كانت من نصيب محمد.

وتضيف باكية "لقد كان طفلي محمد كالوردة، متميزا جدا وعلى درجة عالية من الذكاء".. متسائلة عن الذنب الذي اقترفه هذا الطفل والذي أدى إلى تشويه وجهه وفقدان بصره ونطقه. ووجهت أم محمد نداء لذوي القلوب الرحيمة بمساعدتها في علاج طفلها وذلك في ظل أن الأطباء أخبروها بأن علاجا لحالته قد يتوفر في الخارج ولكن من الصعب أن يتوفر في غزة في ظل الإمكانات المعدومة والمنهارة. وتضيف الأم المكلومة أن جهودها تتوزع بين محمد وابنتيها "إيمان.. 17 عاما" و "حنان.. 14 عاما"، اللتين أصيبتا أيضا جراء عملية القصف، حيث تعاني إيمان من تهتك شديد في عظام إحدى قدميها فيما تعاني حنان من كسور شديدة في إحدى يديها مع مشكلة في الأعصاب من الممكن أن تؤثر على حركتها مستقبلا.

ويؤكد شهود عيان بعد يوم على توقف المدافع وغارات الطائرات تفاصيل جديد عن الاجرام الصهيوني الذي لاحقهم والذي يهدف فقط للقتل وإراقة ما امكن من دماء الفلسطينيين، على أن جنود الاحتلال ارتكبوا جرائم حرب خلال العدوان الأخيرة، وقالوا في شهادات موثقة لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" إن قوات الاحتلال في بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس أطلقت النار فقتلت مدنيين في انتهاك واضح لقوانين الحرب، في عدة وقائع بين 23 و25 تموز (يوليو) 2014.

ووصف سبعة فلسطينيين لـ"هيومن رايتس ووتش" كانوا قد فروا من خزاعة المخاطر الجسيمة التي واجهت المدنيين عند محاولتهم الفرار من البلدة، قرب الحدود الشرقية للقطاع في تلك المنطقة. وشملت تلك المخاطر القصف المتكرر الذي أصاب منشآت مدنية، ومنع أو غياب سبل الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية، والتهديد بالاعتداء من جانب قوات الاحتلال عندما حاولوا مغادرة المنطقة.

وشهدت خزاعة، التي يسكنها قرابة الـ10 آلاف نسمة، مجزرة خلال الاجتياح البري الصهيوني للمنطقة في 23 تموز (يوليو) بحسب تقارير لوسائل إعلام إخبارية صهيونية. وقالت المنظمة: "إن تحذير العائلات بضرورة الفرار لا يجعلهم أهدافاً مشروعة لمجرد عجزهم عن الفرار، والاعتداء العمدي عليهم هو جريمة حرب". وحققت هيومن رايتس ووتش في عدة وقائع بين 23 و25 تموز (يوليو) حين قامت قوات صهيونية، بحسب سكان محليين، بفتح النار على مدنيين يحاولون الفرار من خزاعة، ولم يكن ثمة وجود لمقاتلين فلسطينيين في ذلك الوقت، ولا كانت تجري معارك بالنيران.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة شهداء العدوان على قطاع غزة والذي بدأ في السابع من الشهر الماضي بلغت 1958 شهيدا و9763 جريحا، ومن بين الشهداء 449 طفلا و 243 امرأة و 79 مسنا.. موضحة أن من بين الجرحى 2877 طفلا، و 1853 سيدة و 374 مسنا. وأشارت الوزارة إلى أن 153 من بين جرحى العدوان تحت العناية المكثفة، ما قد يرفع أعداد الشهداء، تبقى المعاناة الأشد إيلاما هي لمن بقي حيا من هؤلاء الأطفال الجرحى والتي تلوح الإعاقة أمام ناظرهم فيما تبقى الإمكانات في مشافي غزة ومؤسساتها محدودة ولا ترقى إلى مواجهة الفيض الكبير من ضحايا جرائم الاحتلال والتي لن تتوقف تفاصيل هذا الاجرام زوال غبار المعارك.