غزة تتمسك بحقوقها وكيان الاحتلال يواصل إطفاء حرائقه
(last modified Sat, 16 Aug 2014 06:05:59 GMT )
Aug ١٦, ٢٠١٤ ٠٦:٠٥ UTC
  • العدوان الصهيوني على قطاع غزة
    العدوان الصهيوني على قطاع غزة

تواصل غزة لملمة جراحها وحصي ما أمكن من أعداد الشهداء الذين تمكنت الأطقم الطبية الفلسطينية خلال فترات التهدئة من انتشالهم من تحت أنقاض بيوتهم.



وتقول احدث تقارير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ان عددهم وصل إلى 1980 شهيداً بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف ومئة جريح، كل ذلك وسط حالة من الترقب والانتظار لما ستؤول إليه الأوضاع في أعقاب انتهاء مهلة الأيام الخمسة التي تم التوافق عليها في أعقاب المهلة التي مضت الأربعاء الماضية والتي في ساعاتها الأخيرة كانت المفاوضات تتجه نحو الانفجار في ظل التعنت والمماطلة الصهيونية الرامية إلى سحب كل انجاز سياسي يمكن للفلسطينيين تحقيقه يضاف إلى انجازهم الميداني الذي حققوه على الأرض في مواجهة جيش ادعى أنه لا يقهر.

ويستعد الفلسطينيون الأحد المقبل لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة مع الجانب الصهيوني برعاية مصرية في مسعى للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على جبهة غزة التي تبقى وفقاً للفلسطينيين مهددة بالانفجار ما لم تستجب حكومة الاحتلال لمطالبهم وتعيد لهم حقوقهم، ومن هنا كان الإجماع الفلسطيني على رفضهم لأي اتفاق هزيل والتأكيد على أنهم يفضلون العودة بلا اتفاق على أي أمر لا يلبي التطلعات الفلسطينية ويهدر التضحيات التي قدمها الفلسطينيون في غزة، وهو ما بات محل إجماع من قبل كل الفلسطينيين.

ويؤكد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة عزام الأحمد أن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال لوقف إطلاق النار ستبدأ صباح الأحد والاثنين، سعياً للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار ورفع الحصار وحل القضايا الأخرى المتعلقة بقطاع غزة. وأوضح الأحمد أن الكثير من النقاط قطعنا شوطاً بعيداً فيها، لافتاً إلى أن قضايا الاسرى وتبادل جثامين الشهداء وترتيبات تتعلق بالميناء والمطار تحتاج لبعض الكلمات الضرورية، حتى نستطيع أن نقول إن الاتفاق اكتمل ويؤدي الغرض بوقف اطلاق النار، ووقف العدوان، ورفع الحصار بالمعابر البرية التي تربط غزة بكيان الاحتلال، والسماح بتنقل الافراد والبضائع بالاتجاهين من الضفة إلى غزة وبالعكس.

في المقابل واصل المجلس الوزاري الصهيوني المصغر "الكابينيت" للمرة الثانية قبل توجه الوفد الصهيوني من القاهرة والموافقة على تمديد الهدنة، وسط تسريبات عن التوصل الى تفاهمات حول بعض البنود والاختلاف على بنود أخرى، أهمها رفض حماس تسليم جثتي الضابط والجندي وفقاً لما نشره موقع القناة العاشرة للتلفزيون الصهيوني والتي بدورها ذكرت ان المؤسسة الامنية وجيش الاحتلال يعارضان اي اتفاق مع فصائل المقاومة الفلسطينية لا يعيد جثتي الجنديين الموجودتين لدى المقاومة.

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة قولها ان الفجوات بين الطرفين كبيرة للغاية وان تل ابيب لن تتنازل عن مطالبها الامنية وان وفدها سيذهب الى القاهرة ليلة السبت بمطالب محددة ويرى مصدر سياسي صهيوني ان انجاز الاتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة ليس قريباً، موضحاً ان الطاقم الصهيوني المفاوض تلقى تعليمات من المستوى السياسي تقضي بوجوب الحفاظ على المصالح الامنية الصهيونية شرطاً للتوصل الى تفاهمات. ودعا رئيس حزب البيت اليهودي الوزير نفتالي بينت الى انهاء العدوان بشكل احادي الجانب تزامناً مع ادخال تسهيلات على الحصار المفروض على قطاع غزة وذلك من خلال فتح المعابر وتوسيع منطقة صيد الاسماك.

وتتواصل السجالات والاتهامات والانتقادات والتي وصلت حتى الجمهور الصهيوني وطالت جيش الاحتلال التي تقول مصادر صهيونية إن الجمهور بدأ يفقد الثقة بالجيش بعد حرب غزة والتي حملت معها مزيداً من انعدام الأمن بعد الإخفاقات التي مني بها جيش الاحتلال في غزة ويسعى نتنياهو والذي كان إلى جانب وزير الحرب موشيه يعالون ورئيس أركان جيشه بيني جانتس في فوهة هذه الانتقادات يسعى إلى ما سمي إطفاء الحرائق المشتعلة داخل الكيان الصهيوني وعلى كافة المستويات في أعقاب حرب غزة وفشلها في تحقيق الأمن للصهاينة، فنتنياهو الذي تؤكد تقارير صهيونية على فشله في إدارة المواجهة وصولاً حتى الفشل في إدارة المعركة التفاوضية مع المقاومة الفلسطينية، يسعى إلى ترميم قدرته على الإمساك بزمام الأمور سواء داخل الكابينت او امام جمهوره ويرى انه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، بوساطة مصر، فإن العدوان على غزة سيستمر، وفي محاولة لإرضاء المستوطنين الذين تظاهروا بالآلاف في تل أبيب مطالبين بالأمن، قال نتنياهو إنه لن يسمح باستمرار "تقطير" الصواريخ.

وفي سياق متصل وبينما تؤكد المقاومة الفلسطينية استعدادها لحرب استنزاف طويلة مع جيش الاحتلال على تخوم غزة، أوضح المحلل السياسي في القناة الصهيوني العاشرة، الون بن ديفيد أن القيادة السياسية في "كيان الاحتلال" تخشى الانجرار للمعركة البرية، وهم يهددون فقط باستخدام سلاح الجو في حال فشلت المفاوضات، كما أنهم يخشون من عودة سقوط الصواريخ على المستوطنات الصهيونية.