مفاوضات القاهرة تتجه نحو الانهيار والاحتلال يستبق الفشل
Aug ١٨, ٢٠١٤ ٠١:٢٥ UTC
يبدو أن الأمور في القاهرة لا تتجه نحو التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار دائم على جبهة غزة بعد أن أعادت حكومة الاحتلال المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والصهيوني وبوساطة مصرية إلى مربعها الأول.
المفاوضات تتجه نحو الانهيار بعد عودة الحديث عما أسمته حكومة الاحتلال احتياجاتها الأمنية وفقاً لما جاء على لسان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والذي قال إن أي اتفاق لا يلبي احتياجات الاحتلال ولا يوفر الأمن لمستوطنيه لن يتم التوقيع عليه، وفي هذا حديث صهيوني عن شروط جديدة للكيان لأي اتفاق تتضمن وفقاً لمصادر صهيونية، أولاً لمنع تعاظم قوة المقاومة العسكرية وثانياً لمنعها من تحقيق انجاز سياسي على الأرض.
هذا إضافة إلى الرفض المطلق لإقامة الميناء والمطار والذي زعم وزير الأمن الداخلي الصهيوني يوفال شتاينس أن الموافقة عليهما يمثل فرصة ذهبية لتهريب الصواريخ. ويرى مصدر سياسي صهيوني، انه "ليس من الواضح بعد أن كان سيكون هناك اتفاق أم لا"، مضيفاً وفقاً لما نقلته صحيفة (يديعوت احرونوت): "هناك خياران على جدول الأعمال في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، الأول هو تجدد إطلاق النار وفي هذه الحالة سيكون الرد شديداً من قبل الاحتلال والثاني أن لا يتجدد إطلاق النار وعندها يتم البحث بكيفية التقدم لتسوية الوضع".
ويؤكد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعضو الوفد الموحد في القاهرة ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض الورقة المصرية، وأعاد الوضع إلى المربع الأول، فيما جدد رئيس الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة، عزام الأحمد، التأكيد على أن الفلسطينيين "لن يقبلوا بأي اتفاق هزيل، وأي اتفاق يجب أن يلبي مطالب الشعب الفلسطيني وأهدافه، وفي مقدمتها وقف العدوان، والبدء بعملية إعمار قطاع غزة، وفك الحصار بشكل شامل".
ويرى قيس عبد الكريم عضو الوفد الفلسطيني الموحد أن عودة حكومة الاحتلال من جديد إلى المطالبة بنزع سلاح المقاومة سيفشل المفاوضات، مشيراً إلى أنه لا نتائج حاسمة بشأن المفاوضات الهادفة للتوصل إلى هدنة دائمة في غزة، وبحسب الفلسطينيين فإن العودة على هكذا مطلب كاف لعدم قبول التعديلات الصهيونية على الورقة المصرية ما يعني أن فرص التوصل إلى اتفاق دائم باتت ضئيلة وربما ضئيلة جداً.
وتؤكد حركة حماس أن حكومة الاحتلال وفي ظل المماطلة والتعنت عادت من جديد للمقامرة بمصير مستوطنيها دون أن تدرك أن المقاومة جاهزة للعودة من جديد وفي جعبتها الكثير مما يوجع الاحتلال ويؤرق هدوءه، فعودة المستوطنين إلى بيوتهم لن يكون إلى حين تأذن لهم المقاومة بذلك، وقد أكد المستوطنون على ذلك.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري: "على نتنياهو أن لا ينسى حيفا التي ضربت لأول مرة في هذه المعركة، وعليه أن لا ينسى المئات من جنوده الذين وقعوا بين قتيل وجريح وأسير، مردفاً "نتنياهو هرب من غزة وترك جثثاً لجنوده كما اعترف هو"، مشدداً في الوقت ذاته أنّ حماس لا تتحدث في هذا لأنّ لكل سياق شأنه الخاص.
وحذّر الاحتلال أنّه في حال الاختيار لا الاتفاق، عليه أن يكون جاهزاً لاستحقاقات ذلك، قائلاً "نحن نبحث عن اتفاق من موقع القوة، وحماس جاهزة لكل الخيارات". تأكيدات المقاومة هذه زادت عليها أزمة خروج عشرات الآلاف من المستوطنين في تل أبيب داعين نتنياهو للاستقالة من جهة، ومن جهة أخرى المطالبة بإنهاء الحرب على غزة والتوقيع على اتفاق السلام مع الفلسطينيين، وتساءل عدد من منظمي التظاهرة عما حققه نتنياهو وما جلبه فهو ساهم في انعدام الأمن لدى الصهاينة وأفشل كل المسارات السياسية مع السلطة .
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام صهيونية أن حكومة الاحتلال بدأت بفرض خطوات من جانب واحد لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، وذلك في خطوة استباقية لفشل محادثات القاهرة وتنفيذاً لخطة بديلة كشف عنها النقاب صباح اليوم الاثنين تحمل عنوان "تسوية مقابل دول العالم"، وأعلنت عن تلك التسهيلات بموازاة إطلاق التهديدات لفصائل المقاومة إذا ما استأنفت إطلاق الصواريخ.
وتشير الخطوات الصهيونية إلى أنها تعتزم التنصل من اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد مع فصائل المقاومة ينطوي على أثمان واستحقاقات دولية، واتخذت قراراً بالقيام ببعض التسهيلات لاستخدامها دعائياً في المحافل الدولية والتلويح برد قاس على عمليات المقاومة إذا ما تجدد بعد انتهاء الهدنة المؤقتة. وكان كل من وزير الاقتصاد الصهيوني نفتالي بينت ووزيرة العدل الصهيوني تسيبي ليفني قد دعيا إلى البدء في اتخاذ خطوات احادية في مسعى لسحب البساط من تحت اقدام المقاومة الفلسطينية ومنعها من تحقيق أي انجاز سياسي يتوج انتصارها العسكري في غزة. وكان بنيامين نتنياهو، قال أمس "إذا كانت حماس تعتقد أن بمقدورها التغطية على خسارتها العسكرية من خلال إنجاز سياسي فهي مخطئة، فطالما لم يعد الهدوء فإن حماس ستواصل تلقي الضربات القاسية".
وبينما تتوالى المقترحات والمبادرات استباقاً لعدم انهيار المفاوضات تؤكد المقاومة الفلسطينية انها ليست في عجالة من امرها وأن العدو لن يفلت من جريمته وعليه ان يدفع الثمن في مقابل أي وقف لإطلاق النار وان العودة لسياسة الهدوء مقابل الهدوء لم تعد مقبولة، وبالنسبة للمقاومة فالثمن المطلوب لوقف النار، يتمثل في وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار وإعادة الإعمار في القطاع وحرية الحركة.