الصحافة السورية.. تحالف ضد داعش أم ضد دمشق؟
Sep ١٣, ٢٠١٤ ٠٤:٤٦ UTC
-
داعش في سوريا صنيعة أمريكية فحسب
إستأثرت التحركات الإقليمية والدولية لمحاربة تنظيم " داعش " ومحاولة إبعاد دمشق عن تلك الجهود على اهتمام الصحف السورية التي انتقدت دور الأطراف المتزعمة للحملة، ورأت أنها هي من تدعم الإرهاب وسفك دماء المدنيين في سورية والعراق خصوصاً.
أسئلة أولية
وقالت صحيفة (تشرين) في تعليق سياسي: قبل الحديث عن هذا «التحالف» الذي يجري تشكيله بقيادة الولايات المتحدة لابد من طرح أسئلة حول من جاء بالتنظيم وكيف كبر وتسلح ولايزال يمول ويتمدد؟ وتساءلت كيف تقوم واشنطن بمحاربة التنظيم ومن معها اليوم بعد كل الخدمات الكبيرة التي قدموها لدرجة ظهر معها كأنه شركة مساهمة دولية اودعت فيه الكثير من الدول نفسها التي تريد محاربته أسهماً بقصد الاستثمار شأنه شأن التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وخلصت الصحيفة الى انه لو كانت أمريكا وحلفاؤها جادة في محاربة «داعش» والإرهابيين لاستطاعت ذلك بسهولة. وتابعت أن الارهابيين يتحركون تحت أعين واشنطن وأجهزتها، وأرتاله تتنقل ليلاً ونهاراً على امتداد جغرافيا مكشوفة ما يجعل كل التحركات لمحاربة التنظيم مجرد ذريعة لغايات أخرى.
محاربة داعش أم محاربة سورية
أسئلة أكملتها صحيفة (الوطن) الخاصة التي قالت في تعليقها السياسي: هل دمشق هي المسؤولة عن جلب آلاف الإرهابيين بالطائرات من (81) بلداً وفقاً للتقارير الأمريكية؟ وهل هي مسؤولة عن إنتاج الجماعات التكفيرية بكافة أسمائها من "النصرة" إلى "داعش"، وتمويلها، وتدريبها، وتسليحها، وتأمين الخرائط والأهداف لها، وإدارتها؟ وتابعت هل هي مسؤولة عن تدمير بناها التحتية من المشافي، إلى المدارس، إلى الكهرباء، إلى دور العبادة، إلى سرقة المعامل، والنفط، والمحاصيل؟ وهل هي من يقطع الرؤوس، ويصلب الناس، ويصدر الفتاوى التكفيرية ويُسخر بيوت الله لترهيب عباد الله؟ وهل هي من يشتري النفط المسروق من العصابات الإرهابية، ويبيعه في السوق السوداء العالمية ليؤمن تمويلاً لـ"داعش" وغيره من التنظيمات؟ وهل من حق الأمين العام للأمم المتحدة، أو أية شخصية أخرى في العالم أن يحدد شرعية رئيس سوريا، ودوره في حماية شعبه، وبلده وأن يكون حريصاً على سوريا والسوريين أكثر منه.
وخلصت الى انه يجب على العالم بما فيه الأمين العام للأمم المتحدة أن يعرف أن سوريا مستمرة في الدفاع عن شعبها وأرضها ضد إرهابيي العالم الذين أُوتي بهم، وأنها تريد أن يعرف الجميع أن استمرار محاربة الإرهاب دون إشراك دمشق هو وهمٌ كبير، وأن حلاً سياسياً دون قيادة الرئيس بشار الأسد هو سراب أكبر. والمعادلة واضحة للسوريين الذين قدموا آلاف الشهداء، والضحايا لمحاربة هذا الإجرام الدولي والمتعدد الجنسيات، وسيستمرون بذلك حتى تنظيف أرضهم من دنس هؤلاء القتلة والمجرمين.
وإذاً كان من حق السوريين أن يسألوا: فهل ما تعده أمريكا وحلفاؤها هو لمحاربة "داعش" أم لمحاربة سوريا؟.
فانتازيا أوباما
بدورها، إنتقدت صحيفة (الثورة) خطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما حول استراتيجية بلده لمواجهة "داعش". وقالت إن الرئيس الامريكي رفض حتى منح الاوروبيين دور الفتات في حربه المزعومة واعتمد على دول مجهرية في المنطقة. مشيرة في مقال افتتاحي إلى أن الوضع استدعى من أوباما إعادة التفرد الى المنطقة وإخراج أوروبا الى العربات الخلفية، مستعيدة مقاعدها في الزوايا المهملة أو الاحتياطية.
وتابعت أنه وعلى المقلب الآخر كانت أدوات التحالف الأمريكي في المنطقة تتحرك في الهوامش المحدودة التي تركتها فراغات السياسة الأمريكية، لتعيد إنتاج أدوارها الوظيفية، وفقاً لمقتضيات الحضور الأمريكي المباشر في العودة إلى المربع الأول، وما يقتضيه من إحياء للأوراق القديمة بما فيها تلك المحترقة والتي فقدت صلاحية استخدامها منذ وقت طويل، حيث المرتزقة و"فانتازيا أوباما" حصان لعودة الأمريكي وإرهابيي "النصرة" حملة رايته!!
وفي المحصلة لا تفسد الخلافات في الحسابات التفصيلية بين الحلفاء لودّ الدور قضية، إذ تشكل في نهاية المطاف تفاهماً قسرياً لا يحتمل حتى النقاش ولا الجدل في مسلّماته التي افترضت أن العودة الأمريكية تتطلب في الحدّ الأدنى تحجيماً هنا وتدويراً للزوايا هناك، وربما استبعاداً أو تحييداً في مكان آخر بحكم أن ثقل الحضور الأمريكي المباشر يفرض ضغطاً إلزامياً على المساحات الممنوحة للأدوات والحلفاء على حدّ سواء، حيث تبطل الحاجة إلى أدوار، وتقتضي التقليص في أخرى.
كلمات دليلية