نتنياهو في خطابه الأممي يحاول التغطية على إجرامه
Sep ٣٠, ٢٠١٤ ٠٤:٣٧ UTC
-
نتنياهو وعد جبهته الداخلية برد ساحق على ما جاء في خطاب عباس
قرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تصعيد لهجته ضد ما وصفه بـ"الإسلام المتطرف" الذي قال انه يتمثل بالجمهورية الاسلامية في ايران وحركة حماس وذلك في مسعى للتغطية على انكشاف عورته امام المجتمع الدولي في اعقاب جرائمه في غزة ووقوفه في وجه امكانية التقدم باتجاه تحريك المفاوضات وتحقيق التسوية مع الفلسطينيين والتي طرق ابو مازن ابوابها من جديد من خلال مبادرته السياسية التي تتطلع لإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية.
فنتنياهو الذي وعد جبهته الداخلية التي لا تزال تعصف بها تداعيات الفشل على جبهة غزة، وعدها برد ساحق على ما جاء في خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، حاول القاء الكرة في ملعب الفلسطينيين بوصفهم قتلة ودعاة تحريض ومتطرفين، فهاجم حماس واتهمها بقتل الفلسطينيين من خلال استخدامهم كـ"دروع بشرية" وزعم انها الاخطر من داعش، واعتبر إن "حكومته" تواجه نوعين من التحدي في قطاع غزة وهي المقاومة والدعاية، فالمقاومة تحتمي بمدارس الامم المتحدة وتخبئ الصواريخ بداخلها، حسب زعمه.
وحمل نتنياهو على الرئيس عباس الذي اتهم الاحتلال بارتكاب جرائم حرب في غزة، فعرض صورة لأطفال فلسطينيين إلى جانب راجمات صواريخ لحماس. وقال لأبي مازن: «جرائم الحرب الحقيقية التي ينبغي التحقيق فيها هي تلك التي ينفذها شركاؤك في حكومة الوحدة»، حسب قوله، ومضى نتنياهو نحو الجمهورية الاسلامية في ايران محذراً العالم من الوقوع فيما وصفه "بالفخ الايراني"، وقال "ان ايران أخطر دولة في العالم لسعيها لامتلاك القنابل الذرية، ومن اجل السلام مع الفلسطينيين يجب تفكيك ايران من اي سلاح ذري واشراك الدول العربية في العملية السياسية"، على حد تعبيره.
واختتم نتنياهو مزاعمه بالحديث عن التسويات التي يريدها، قائلاً : «في كل اتفاق سلام، يتطلب تسوية إقليمية، سوف أصر على أن تكون حكومتنا مؤهلة للدفاع عن نفسها امام كل خطر. وبرغم كل ما جرى، كثيرون لا يأخذون ادعاءاتنا الأمنية بجدية. ولكني آخذها كرئيس حكومة، تقع على كاهلي مسؤولية ضمان مستقبل الشعب اليهودي ودولته. لن أنحرف عن هذه المسؤولية، ومع مقاربة جديدة من جيراننا، نستطيع أن نتوصل إلى السلام رغم التحديات»، على حد قوله.
الفلسطينيون اعتبروا خطاب نتنياهو لم يتعدى كونه محاولة للخروج من حالة العزلة التي يعيشها الكيان الصهيوني. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة تعقيبا على مزاعم نتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه جاهز لتسوية تاريخية. واضاف أبو ردينة إن الحل يجب أن يكون وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، الذي منح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة. وقال أبو ردينة إن هذا الأمر يجب أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مشددا على أن ذلك يتطلب وقفا فوريا للاستيطان ورفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف نشاطات المتطرفين في الأماكن المقدسة.
كما ردت حركة حماس على مزاعم وادعاءات نتنياهو التي اراد من خلالها تبرير جرائمة بحق غزة ومواطنيها. وقالت الحركة على لسان القيادي فيها يحيى العبادسة أن خطاب نتنياهو مجموعة من الأكاذيب كشفتها وقائع العدوان الأخير على غزة وما ارتكبه من جرائم حرب واستهداف لمؤسسات دولية وخيرية. وأوضح العبادسة أن نتنياهو يريد خلط الأوراق واستغلال ما يجري في المنطقة العربية من اضطرابات وقلاقل لدخول الحلف الدولي الذي يحارب داعش.
وقال العبادسة: "إن حركة حماس حركة تحرر وطني فلسطيني أرضها محتلة وشعبها مستباح فهي تقاتل من أجل تحرير الأرض والدفاع عن الشعب، والإرهاب يتمثل في رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يمثل أبشع احتلال في تاريخ البشرية. فمنذ عام 1948 حتى الآن وهو يشن الحروب ضد شعبٍ أعزل".
كلمات دليلية