مبادرة السلطة الفلسطينية تصطدم بتواطؤ أمريكا والاحتلال
Sep ٠٦, ٢٠١٤ ٠٢:٢٦ UTC
تعود محاولات السلطة الفلسطينية لإطلاق مبادرة تعيد حراك التسوية لتصطدم بالتواطؤ الامريكي من جديد فيما يترك الباب مفتوحاً للمحتل الصهيوني لتكريس المزيد من الوقائع على الارض الفلسطينية من خلال التهويد والاستيطان والذي عادت وتيرتهما لتتسارعا بشكل لافت يضرب معه بعرض الحائط كل النداءات والانتقادات الدولية لمخططات الاستيطان الجديد والتي لن يكون آخرها الاعلان الصهيوني عن عطاءات لبناء 283 وحدة استيطانية وسط الضفة الغربية.
وهو مخطط سبقه الاعلان الصهيوني عن مخطط لبناء 2200 وحدة استيطانية شرق مدينة القدس المحتلة، يقول رئيس بلدية الاحتلال فيها نير بركات: انه يهدف لتكريس السيادة الصهيونية على الجزء الشرقي للمدينة وإبقائها موحدة.
وكانت وزارة الحرب الصهيونية أعلنت مؤخراً الاستيلاء على 4 الاف دونم من اراضي الفلسطينيين في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهو ما اعتبر اكبر عملية مصادرة للأرض الفلسطينية منذ الثمانينات.
وتتزامن الاعلانات الاستيطانية الجديدة هذه مع استمرار واشنطن في الانحياز لصالح الكيان الصهيوني رغم تنديدها المعلن بالخطوات الاستيطانية الصهيونية، وهو انحياز يأتي حتى في ظل تسمك السلطة الفلسطينية بالتسوية كخيار وحيد وهو ما يعني صفعة جديدة. فمبادرة التسوية التي اعدتها السلطة الفلسطينية وبدعم من الجامعة العربية اعلنت واشنطن رفضها وفقاً لجهات فلسطينية قالت ان المبادرة تأتي في اطار الخطوات الاحادية وهو ما ترفضه واشنطن.
ووفقاً لمصادر صهيونية، فإن واشنطن بعثت بتطمينات الى تل ابيب بإنها ترفض مبادرة الرئيس محمود عباس التي حملها وفد فلسطيني رفيع الى واشنطن لعرضها والتشاور بشأنها مع الجانب الامريكي، واستناداً للإذاعة الصهيونية فإن واشنطن ابلغت كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأنها تفضل حلولاً عبر التفاوض وليس عبر وضع جداول زمنية غير منطقية حسب تلك المصادر. واوضحت ان كيري أبلغ عريقات بأن واشنطن تخشى رداً صهيونياً متوقعاً غير مدروس من شأنه تعقيد الاوضاع والدفع بها الى مزيد من التدهور فيما الاوضاع الاقليمية لا تسمح بذلك.
الموقف الامريكي هذا كانت ألمحت اليه مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، مشيرة إلى أن واشنطن ستعارض اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي لإقرار المبادرة الفلسطينية التي ترمي إلى إنهاء الاحتلال للضفة الغربية في غضون ثلاث سنوات.
وعرض عريقات على وزير الخارجية الامريكي جون كيري في واشنطن الليلة الماضية الخطة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، وسلم عريقات بعد الاجتماع الذي حضره ايضاً رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، الوزير كيري رسالة من السلطة الفلسطينية تتعلق بوجوب انهاء الاحتلال ضمن سقف زمني محدد وقيام الدولة المستقلة وفق حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام الى جانب الاحتلال والحديث لعريقات، الذي تابع أن الرئيس محمود عباس يرغب من خلال هذه المبادرة إعادة تحريك عملية التسوية على أساسها.
الموقف الامريكي من مبادرة التسوية التي تنوي السلطة الفلسطينية تقديمها لمجلس الامن الدولي والذي بدوره يمنح الفرصة لحكومة الاحتلال لتمرير ما استطاعت من مخططات قضم الارض وقتل أي امكانية لإقامة دولة فلسطينية، يطال غزة في ظل محاولات حثيثة من قبل واشنطن لاصدار قرار من مجلس الامن الدولي بشأن وقف اطلاق النار على جبهة غزة والذي يهدف إلى انتزاع سلاح المقاومة لضمان عدم تكرار المواجهة والمساس بأمن الاحتلال في المستقبل، وهو ما تؤكد المقاومة الفلسطينية على رفضه. وفي أول خطبة له بعد الحرب، أكد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الحركة لا يمكن أن تقبل أو تتعامل مع أي قرار إقليمي أو دولي يمس سلاح المقاومة، وقال هنية "سلاح المقاومة مقدس وإذا أرادوا ان ننزع سلاحنا فنحن نوافق بشرط ان ينزعوا سلاح المحتل وان يخرج المحتل من فلسطين وأرضنا، فطالما هناك احتلال هناك مقاومة وصمود ومن حق الفصائل أن تمتلك ما يمكن لها أن تملكه".
وجدد هنية دعوته للرئيس محمود عباس بضرورة الانضمام إلى وثيقة روما للتمكن من تقديم قادة الاحتلال وجنود جيشه إلى محكمة الجنايات الدولية. هذا وقال عضو الكنيست الصهيوني عن حزب الحركة مئير شطريت، انه في حال قبلت حماس بنزع سلاحها فإنه لن يكون هناك عائق أمام السماح لها بإنشاء ميناء بحري في غزة، وأضاف شطريت، إن بناء الميناء يحتاج من 5 إلى 10 أعوام، ولكن يمكن تدميره في يوم واحد إذا انتهكت حماس الاتفاق.