قائد أفريكوم في الجزائر: القوات الأمريكية لن تتدخل في ليبيا
(last modified Sat, 30 Aug 2014 03:08:09 GMT )
Aug ٣٠, ٢٠١٤ ٠٣:٠٨ UTC
  • قائد أفريكوم الجنرال ديفيد رودريغيز
    قائد أفريكوم الجنرال ديفيد رودريغيز

أنهى مسؤول القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا "أفريكوم"، الجنرال ديفيد رودريغيز، مساء الخميس، زيارته للجزائر، بعد أن بحث مع المسؤولين السياسيين والعسكريين المحليين طلباً لتدريب القوات الجزائرية ودعمها بعتاد متخصص والإضطرابات بليبيا والوضع الأمني المتوتر بمالي.



وقال رودريغيز في لقاء مع صحافيين، بمقر السفارة الأمريكية بالجزائر، حضره مراسل "إذاعة طهران"، إن تدخلاً عسكرياً أمريكيا لحسم الصراع في ليبيا "غير وارد تماماً، خاصة إذا لم نتلق طلباً من مسؤولي البلد بهذا الشأن. وفي كل الأحوال نحن نفضَل المشاركة مع دول الجوار، في تنمية قدرات قوات الأمن الليبية لتؤدي بنفسها دورها في حماية البلد من المخاطر".

وسئل الضابط الأمريكي الكبير عن تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا 2011 والدور الذي لعبته قواته في الإطاحة بنظام العقيد معمَر القذافي، فقال: "تدخل ناتو في ليبيا كان قراراً اتخذته قيادته، أما الولايات المتحدة الأمريكية فتفضَل المساعدة على تعزيز قدرات القوات الليبية وتقوية مؤسسات البلد وهيئاته، بهدف إقامة سلطة مدنية يكون العسكر تحت مراقبتها". وأضاف: "نحن لا نتدخل عسكرياً أبداً في أي بلد بدون طلب قادته، وفي ليبيا تم تشكيل مجلس النواب وهناك جهود تُبذل من الدول المجاورة من بينها الجزائر لتستعيد ليبيا استقرارها، ونحن ندعم هذه الجهود".

وبخصوص الجدل الذي  تثير اخبار غير مؤكدة، حول مشاركة الجيش الجزائري في عمليات عسكرية ضد الإرهاب في بلدان حدودية مع الجزائر تشهد تهديداً إرهابياً، مثل تونس وليبيا ومالي، قال رودريغيز: "السلطات الجزائرية تقول إن دستور البلد يمنع جيشها من إرسال قوات خارج الحدود، ونحن نحترم هذه الإرادة". مشيراً إلى أن مباحثاته مع رئيس الوزراء تناولت هذا الموضوع. يشار إلى أن قائد "أفريكوم" وصل إلى الجزائر صباح الأربعاء قادماً من تونس، وقد بدأ جولته المغاربية من المملكة المغربية.

وحول سؤال يتعلَق بالقمة الامريكية الأفريقية التي عقدت بواشنطن في 4 أغسطس (آب) الجاري، وأسباب اقتصار أشغالها على محاربة الارهاب في القارة السمراء، ذكر المسؤول العسكري الأمريكي أن القمة "بحثت أيضا قضايا التنمية، لقناعتنا أن تحسين الظروف الاقتصادية لسكان البلدان الأفريقية التي تواجه الإرهاب، أفضل طريقة للقضاء عليه وقطع الشرايين التي يتغذى منها".

وقالت مصادر مطلعة على لقاء رودريغز مع مسؤولي وزارة الدفاع الجزائرية، إنه تعاطى معهم في طلب قديم رفعته الحكومة الجزائرية إلى الولايات المتحدة، يتعلق برفع قدرة التحكم والسيطرة على الاتصالات، ومطالب أخرى ذات طابع استخباراتي والتزويد بطائرات استطلاع. وهناك مطالب متصلة بالتصدي للعبوات الناسفة وببرامج للتدريب. وأفادت المصادر أن رودريغيز أظهر إرادة في تلبية هذه المطالب. يشار إلى أن الحكومة الأمريكية أظهرت، في وقت سابق، بطأ في التعاطي مع مطلب جزائري يعود إلى مطلع الـ2000، مرتبط بشراء عتاد للرؤية الليلية وعربات عسكرية ذات صلة بمحاربة الإرهاب.

ونقل عن رودريغز قوله لمسؤولين جزائريين أن القيادة الامريكية لأفريقيا، "لا يهمها إقامة قواعد عسكرية في أي بلد بأفريقيا، كما صرفنا النظر عن مشروع نقل مقر القيادة من ألمانيا إلى أفريقيا، على عكس ما تكتبه الصحافة".

وكان مسؤولون من "أفريكوم" صرحوا  لوفد صحفي جزائري، زارهم نهاية العام الماضي بمقر القيادة بألمانيا، بأن وزارة الدفاع الجزائرية تطلب عربات مصفحة مضادة للعبوات الناسفة، زيادة على برنامج لتفكيك القنابل التقليدية، بينما تطرح موريتانيا مطالب أخرى تتعلق بدمج قدراتها الاستخباراتية. وأنهم يشتغلون في ليبيا على تعزيز قدرات الحكومة المحلية على التصدي للإرهاب، وأنهم على استعداد لإسناد القوات المالية في حربها ضد "القاعدة" وفروعه بالساحل الافريقي.

وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، بأن رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح "أجرى مباحثات مع الجنرال ديفيد رودريغز تناولت واقع التعاون العسكري الثنائي وسبل تعزيزه، وكذا المسائل ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بالوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل والجوار، من أجل إيجاد أفضل الطرق لتنسيق الأعمال، خاصة في مجال تبادل الاستعلام والخبرات في إطار مكافحة الارهاب".