مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار في غزة بين المواجهة والفشل
Sep ٢٢, ٢٠١٤ ٠٦:٤٥ UTC
تبدأ في القاهرة المفاوضات التكميلية لتثبيت وقف اطلاق النار على جبهة غزة، وسط تأكيد فلسطيني على ضرورة تحقيق مطالب الفلسطينيين بعد التضحيات الجسام التي قدموها خلال الحرب الصهيونية التي استمرت واحداً وخمسين يوماً قبل أن تفلح القاهرة في التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار ينتهي في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
وقال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، إن الحركة لا تريد حرباً أخرى مع "كيان الاحتلال"، إلا أنه أشار إلى أن مزيداً من القتال سيصبح أمراً لا مفر منه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء إغلاق المعابر الحدودية لقطاع غزة مع مصر و "الاحتلال".
وحذر أبو مرزوق من أن الفشل في التفاوض على اتفاق غزة الجديد ورفع الحصار من الممكن أن يؤدي إلى حرب أخرى، وأضاف: "لا نريد هذا، وأعتقد أن الصهاينة لا يريدون أن يروا هذه الحرب مرة أخرى".
ويؤكد النائب عن حركة حماس مشير المصري أن المفاوضات القادمة غير المباشرة مع الاحتلال لن تكون مقتصرة على تثبيت التهدئة، بل لصناعة اتفاق جديد عنوانه صفقة "وفاء الأحرار2" على أيدي المقاومة.
في المقابل يبدي الجانب الصهيوني تشاؤماً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق طويل الامد مع الفلسطينيين في ظل تمسكهم بإقامة الميناء والمطار وإطلاق سراح اسرى اعيد اعتقالهم من صفقة التبادل مع الجندي جلعاد شاليط او ما يسميها الفلسطينيون بصفقة وفاء الاحرار. وقال وزير الاستخبارات الصهيوني "يوفال شتاينتس" ان الامل ضعيف في التوصل إلى "حل طويل الامد" بين حكومته والفلسطينيين بشأن قطاع غزة، خلال مفاوضات تثبيت التهدئة في غزة المقرر أن تستأنف خلال الاسبوع في القاهرة. وقال الوزير في تصريح للاذاعة الصهيونية العامة "ان مباحثات القاهرة لا توحي بآمال كبيرة طالما ان حماس لا تقبل نزع السلاح "، كما تطالب حكومة الاحتلال التي تسعى إلى رهن إعادة اعمار غزة بنزع سلاح المقاومة، الأمر الذي يرفض الوفد الفلسطيني مجرد نقاشه.
هذا وكان تظاهر مئات الصهاينة من سكان مستوطنات «غلاف غزة» للمطالبة بالتوصل إلى تسوية سياسية مع قطاع غزة تضمن الهدوء لمستوطنات الجنوب لفترة طويلة. وقالت "الحركة من أجل مستقبل النقب الغربي" إن «هدف المظاهرة هو دعوة الحكومة لتوفير الهدوء لمنطقة الجنوب من خلال تسوية سياسية تضع حداً للوضع الذي لا يحتمل». واتهم المشاركون الحكومة الصهيونية بأنها تخلت عن سكان الجنوب، مشددين على أن الحل لا يمكن أن يتحقق عسكرياً داعين الحكومة إلى المبادرة للتوصل لاتفاق يضمن الهدوء لسنوات طويلة.
واعلن مسؤولون مصريون وفلسطينيون، استئناف المفاوضات منتصف الاسبوع الجاري في القاهرة لتثبيت الهدنة في غزة، في حين اكد مسؤول صهيوني تنظيم هذه المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصرية في القاهرة. وكان اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة وقع بوساطة مصرية بين الفلسطينيين والصهاينة في 26 آب، بعد 51 يوماً من القتال الذي خلف أكثر من 2100 شهيد جلهم من المدنيين و73 جندياً صهيونياً، ونص الاتفاق في حينه على وقف فوري لاطلاق النار بالتزامن مع فتح للمعابر بما يسهل عملية ادخال المواد الاغاثية وبدء اعادة الاعمار، فيما تم تأجيل المواضيع الاكثر حساسية (ميناء وتجديد مطار غزة وتبادل الاسرى والجثث) إلى ما بعد شهر من تاريخ وقف اطلاق النار.
ومن المقرر ان تسبق مفاوضات وقف اطلاق النار لقاءات بين وفدي حركتي فتح وحماس لوضع حد للتراشق الاعلامي والخلافات التي تكاد تعصف بالمشهد الفلسطيني وتضعف موقفهم في مفاوضات تثبيت اطلاق النار، أمام سياسة المماطلة والتسويف التي ستنتهجها حكومة الاحتلال خلال المفاوضات، وقال عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، انه تم الاتفاق مع الاخوة المصريين على عقد اللقاءات التصالحية مع حركة حماس في القاهرة منتصف الاسبوع الحالي، وان هذه اللقاءات تهدف لإزالة كافة العراقيل التي اعترضت طريق حكومة الوفاق الوطني وحالت دون الاستمرار في تنفيذ اتفاق المصالحة وتعزيز الوحدة، وتمتين الموقف الفلسطيني قبل الشروع في مفاوضات وقف اطلاق النار.
وقالت صحيفة معاريف الصهيونية في تقرير لها إن استمرار خلافات فتح وحماس من شأنها ان تنذر بفشل مفاوضات وقف اطلاق النار. وزعمت الصحيفة أن المفاوضات في مصر مهددة بالفشل بسبب المشاكل الداخلية بين الطرفين، ومن الممكن أيضاً أن يكون الخيار الروتيني في منطقتنا ان يتم اعطاؤنا تمديداً آخر لإكمال المفاوضات، ويخشون في كيان الاحتلال ان يدفع مستوطنو غلاف غزة ثمن خلافات الفلسطينيين، والذين سيكون مستقبلهم العودة الى دائرة النار في حال فشلت المفاوضات.