المواجهات الفلسطينية بين مساعي التهدئة لإنقاذ الاحتلال والتأكيد على المواصلة
Nov ١٥, ٢٠١٤ ٠٤:٣٣ UTC
سرّعت الإدارة الأمريكية من حراكها في مسعى لإنقاذ حكومة الاحتلال الصهيوني من ورطتها بعد عجزها عن مواجهة هبّة الفلسطينيين وسط خشية من اتساعها وصولاً إلى حد انتفاضة بدأت بوادرها تلوح في الأفق في أعقاب تصاعد الانتهاكات الصهيونية بحق كل ما هو فلسطيني بدءاً بالقدس والأقصى مروراً بالقتل اليومي الذي يتهدد الفلسطينيين.
سياسة القتل التي طالت حتى فلسطينيي الداخل الذين ازالوا بانتفاضتهم خطوط الاحتلال التي وضعها لعزلهم عن اخوانهم في الضفة والقدس، هذا فيما تواصلت المواجهات الفلسطينية على اكثر من محور وسط تأكيد الفلسطينيين على أن انتفاضتهم ستتواصل ولن تتوقف وعلى المحتل وقف انتهاكات ورأوا في مساعي التهدئة هذه محاولة لإنقاذ الكيان ومنحه الفرصة للعودة إلى سياسة التهويد الهادئة.
العاصمة الاردنية عمان كانت محور هذا الحراك والتي التأمت فيها قمة ثلاثية مفاجئة بحضور الملك الاردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الامريكي جون كيري ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فيما غاب عنها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي التقى به كيري بشكل منفرد رغم محاولات الاخير دفعه للحضور والمشاركة لكن عباس رفض، الهدف بحث السبل الكفيلة بتهدئة التوتر في القدس، وتهيئة الظروف لمعاودة مفاوضات التسوية، وسط تشاؤوم حيال المواقف الصهيونية المتعنتة والمتملصة من أي معاهدات ومواثيق سياسية. وأفضت القمة بحسب وزير الخارجية الامريكي عن التوافق على اتخاذ خطوات من شأنها تخفيف التوتر بين الفلسطينيين والاحتلال، مشيراً إلى أن التزامات مؤكدة تم قطعها بالاجتماع للحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الاقصى، مضيفاً أن الأردن وحكومة الاحتلال وافقتا أيضاً على اتخاذ خطوات "لنزع فتيل التصعيد" في القدس وإعادة الثقة، واعلنت حكومة الاحتلال السماح لدخول الفلسطينيين إلى المسجد الاقصى للصلاة فيه دون قيود.
خطوات يرى فيها المراقبون محاولة لذر الرماد في العيون فهي وبرأي كثيرين قد تنجح في اخماد مؤقت للشرارة التي اطلقتها حكومة الاحتلال في الضفة والقدس من خلال اجراءاتها وانتهاكاتها التي وإن صمتت قليلاً فسرعان ما ستعود، فبينما رأى ساسة اردنيون أن نتنياهو لن يضحي بمستقبله السياسي لإرضاء العرب في ظل تقلد الأحزاب اليمينية الصهيونية المتطرفة المناصب الحكومية.
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية النائب د. مصطفى البرغوثي، إنه لا يعول على الإطلاق على نتائج مباحثات قمة عمان لأن "نتنياهو كاذب ومخادع" فلا يوجد أي تعهد من حكومة الاحتلال بوقف الاستيطان والذي يمثل المشكلة الرئيسة التي تؤزم الأوضاع بالمنطقة وخاصة مع استمرار التمدد الاستيطاني بالقدس المحتلة.
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن القمة الثلاثية في عمان كحبة مهدئ سوف ينتهي مفعولها سريعاً، متوقعاً أن تشهد المنطقة تصعيداً آخر إلى جانب استمرار عمليات الاقتحام للمسجد الاقصى من قبل المستوطنين المتطرفين. وتوقع عوض أن الفلسطينيين أمام افق مسدود وربما ستدخل المنطقة في منعطف مواجهة أكثر من أن يكون منعطف تهدئة، معتقداً أن نتنياهو لن يقبل أية أفكار امريكية جديدة أو أن يتساوق مع إدارة أمريكية مغادرة في أي مقترح جديد.
هذا وتواصلت المواجهات في مدينة القدس والتي امتدت لتطال مدن الضفة الغربية وصولاً حتى مدينة الخليل جنوباً ما ادى إلى اصابة العشرات من الفلسطينيين، وبالقرب من حاجز قلنديا العسكري على مدخل القدس المحتلة، نجح عشرات الشبان الفلسطينيين في جمعة "ع القدس رايحين"، التي أقامتها لجان المقاومة الشعبية، في اختراق جدار الضم والتوسع العنصري الموجود في محيط مطار قلنديا باستخدام سلالم أعدوها خصيصاً لهذا الغرض، وقصوا الأسلاك الشائكة في الداخل ونجحوا في دخول المطار، كما نجح آخرون في إغلاق دوار حزما شرقي القدس لأكثر من ساعة، ومنعوا المستوطنين من دخول المدينة. وقال منسق لجان المقاومة الشعبية، صلاح خواجا: نجحنا في التسلل إلى مدينة القدس المحتلة، ودخلنا مطار قلنديا مستخدمين السلالم الخشبية، ورفعنا الأعلام الفلسطينية، دخلنا بالعشرات إلى داخل المطار. وعند المدخل الشمالي لمدينة القدس حيث بلدة الرام أصيب 7 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وعشرات الإصابات بالاختناق جراء استنشاق قنابل الغاز المسيل للدموع، في المواجهات العنيفة التي اندلعت عقب صلاة الجمعة عند المدخل الشمالي لبلدة الرام شمالي القدس المحتلة. وأصيب خمسة فلسطينيين، إلى جانب العشرات الذين اصيبوا بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال اندلعت على المدخل الغربي لبلدة سلواد شرق رام الله، وفي مدينة الخليل أصيب عدد من الفلسطينيين في المواجهات التي اندلعت في المدينة.
ولم تقتصر نصرة الاقصى والقدس عند حد المواجهات، فقد بدأت مجموعة المخترقين الشهيرة، والتي تُعرف باسم "أنونيموس" عملية اختراق عددٍ من مواقع الاحتلال، "نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته، واعتراضاً على الهجوم الأخير على المسجد الأقصى". وصرّحت "أنونيموس" مؤخراً أن هجومها سيشمل المواقع الإلكترونية التابعة لحكومة الكيان، المدنية والعسكرية، فيما يتوقع خبراء التكنولوجيا حدوث عدة أعطال بهذه المواقع جراء هذه الخطة. في سياق متصل، سلمت قوات الاحتلال عائلة الشهيد عبد الرحمن الشلودي في حي البستان بالقدس المحتلة، والذي نفذ عملية دهس بالقدس المحتلة رداً على السياسة الصهيونية المقيتة ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس، إخطاراً بإخلاء المنزل تمهيداً لإغلاقه، وكانت اخطرت في وقت سابق عائلة الشهيد معتز حجازي والذي اتهمته قوات الاحتلال بمحاول اغتيال الحاخام الصهيوني نيتها هدم المنزل.