جدل حول أهداف غارات التحالف الدولي على «داعش» في سوريا
Sep ٢٥, ٢٠١٤ ٠٥:٣٠ UTC
-
الغارات الامريكية على سوريا تحولت الى مادة للجدل بين السوريين
بين تأكيد دمشق بتلقيها إخبارا من الادارة الامريكية عبر طرف ثالث ببدء غارات التحالف الدولي ضد تنظيم " داعش" في دير الزور والرقة وحلب ونفي واشنطن لوجود تلك الاخبار تمضي غارات قوات التحالف الدولي ضد مواقع لـ"داعش" غير آبهة بالجدل على الارض ولا بحجم الخسائر الفادحة التي أصابت المدنيين السوريين وممتلكاتهم في العديد من المناطق.
الغارات تحولت الى مادة للجدل بين السوريين أيضا. صحيفة" الوطن" الخاصة والمقربة من السلطة كتبت عنوانا مثيرا قالت فيه " التحالف الدولي والجيش السوري في خندق واحد ضد الارهاب "وهو ما أثار موجة عارمة من الرفض والاستنكار الشعبيين خصوصا وأن الغارات تستهدف الاراضي السورية وجرت دون أخذ موافقة دمشق بصرف النظر عن موضوع الاخبار الذي تحدثت الخارجية السورية عنه..كما أنها تأتي لأهداف أمريكية غربية بحتة دون النظر عن مصالح الشعب السوري ودول المنطقة عموما التي تواجه خطر الارهاب المتنقل عبر " داعش" والاهم، ربما، أن واشنطن أعلنت رسميا عن خطط واضحة لتدريب معارضين سوريين في السعودية ممن سمتهم" المعتدلين" كي يملؤوا الفراغ الذي سينتج عن القضاء أو تراجع "داعش"..ما يجعل من تلك الضربات تستهدف سوريا بوضوح.
رئيس اتحاد الصحفيين السوريين إلياس مراد تساءل إلى أين ستذهب أمريكا بالمنطقة وما هو التالي؟ مضيفا إن راعية الإرهاب تحارب إرهاباً صنعته.. فهل نحن أمام المخلّص..أم نحن أمام لص يريد السطو علينا وعلى قرارنا وإرادتنا؟ كما أن التجربة الأمريكية في العالم لا توحي بالأمان أو الطمأنة، من هيروشيما إلى فيتنام... إلى أفغانستان وفلسطين، والآن فصل جديد من فصول العدوان مضيفا هل نصدقهم؟ حتى ذلك الوقت عليهم وقف التسليح والتدريب والتمويل والرعاية والحماية والإنصات إلى إرادة الشعوب وخيارها، والالتزام بما وافقوا عليه في الأمم المتحدة فقط..
في الشارع حالة من الارباك سرعان ما تبددت، في اليوم الاول بدت الشوارع شبه خالية وتجمع الناس حول الشاشات لمتابعة أخبار القصف ومدى إمتداده، رافق ذلك قفزة في سعر صرف الدولار في السوق السوداء من 185 ليرة سورية للدولار الى نحو 196 ليرة، لكنها حالة سرعان ما تبددت في اليوم الثاني مع توضح الصورة، وجهود الحكومة لطمأنة مواطنيها وخصوصا لجهة التأكيد على وجود معلومات لديها عبر طرف ثالث حول الغارات.
في التحليل يرى المراقبون أن واشنطن حصلت بالفعل على معلومات إستخباراتية حول مواقع للمجموعات المتشددة وخصوصا تلك المسماة "خراسان" ويزيدون بأن واشنطن دمرت مقرات مهمة للتنظيم وقتلت متزعمه في قصف استهدف محيط إدلب شمال غرب سوريا. وأكثر من ذلك ثمة رهان على أن ذلك القصف سيساعد الجيش السوري في التخلص من أهم القوى المسلحة التي تسيطر على مناطق شاسعة شمال وشرق البلاد، فـ"داعش" يسيطر اليوم على الرقة بالكامل ومساحات واسعة في دير الزور وحلب، واقع صعب جدا لا يمكن للجيش السوري وحده التعامل معه، وإن كان ذلك حتى دون إستشارة دمشق.
لكن للعملية مخاطر ضخمة جدا تتصل حول خطط واشنطن من وراء تلك التحركات، فتصريحات الرئيس الامريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري كانت عدائية للغاية ضد دمشق، بل و ابدت أن الهدف المضمر قد يكون توجيه ضربات للجيش السوري وإن بصورة غير مباشرة عبر مد المعارضين من ما يسمى بـ"الجيش الحر" بأسلحة ومعلومات استخبارايتة، وتمكينهم من السيطرة على مناطق "داعش" في الشمال والشرق من البلاد. خطوة لا تزال ضبابية لكنها محتملة وتتعامل معها دمشق بجدية، يظهر ذلك من خلال مواصلة سلاح الجو السوري عملياته ضد "داعش" في دير الزور خصوصا بصرف النظر عن غارات طيران التحالف، وأيضا عبر مواصلة الجيش السوري لعملياته البرية في مناطق واسعة وأهمها حلب شمالا وحماة في وسط البلاد وأخيرا في محيط دمشق مع تسجيل الجيش السوري نجاحا مهما بإستعادة السيطرة على ضاحية عدرا العمالية بعد أكثر من عام من سيطرة ما يوصف بـ" الجبهة الاسلامية" و ما يعرف بـ"جيش الاسلام" المدعومين من السعودية عليها وخطف آلاف المدنيين كرهائن داخلها.
واقع متحرك بسرعة، وينذر بالجديد كل يوم، خصوصا وأن المعركة اليوم لم تبق بيد دمشق وحدها بل انتقلت الى عواصم دولية وإقليمية معادية وصديقة.
كلمات دليلية