الجيش الجزائري يقصف معاقل الارهابيين قاتلي الفرنسي غورديل بجبال القبائل
(last modified Thu, 02 Oct 2014 02:48:04 GMT )
Oct ٠٢, ٢٠١٤ ٠٢:٤٨ UTC
  • الرعية الفرنسي بيير هيرفيه غورديل بين أيدي مسلحي داعش
    الرعية الفرنسي بيير هيرفيه غورديل بين أيدي مسلحي داعش

قالت تقارير صحفية من مدينة البويرة بالجزائر (100 كلم شرق العاصمة)، أمس (الاربعاء) أن اشتباكا مسلحا عنيفا وقع بين الجيش ومجموعة إرهابية يعتقد بأن تقف وراء قتل الرهينة الفرنسي يوم 24 من الشهر الماضي.


في غضون ذلك، أفاد وزير العدل الجزائري الطيب لوح أن أجهزة الأمن حددت هوية بعض خاطفي وقاتلي الرهينة.

وذكرت التقارير أن الاشتباك وقعت ليل الثلاثاء وتواصلت صباح امس الأربعاء، بقرية آيت وعبان بأعالي جرجرة في منطقة القبائل الكبرى، حيث تعرض الرعية الفرنسي بيير هيرفيه غورديل مساء الأحد 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، للاختطاف على أيدي مسلحين ينتمون لـ"داعش". وأضافت المصادر ان سكان القرية سمعوا دوي انفجارات بالجبل، يعتقد أن الجيش كان بصدد قصف مواقع الإرهابيين الذين يجهل عددهم، فيما سمعوا أيضا إطلاق نار مكثف يعتقد أن مصدره معاقل المسلحين. ولم تتسرب معلومات إضافية عن تطورات العملية العسكرية، التي انطلقت في الساعات الأولى التي أعقبت الإعلان عن اختطاف غورديل.

وفي سياق متصل بالقضية، صرَح وزير العدل للتلفزيون الحكومي بأن مصالح الأمن "تمكنت من تحديد هوية بعض أفراد المجموعة الإرهابية، التي قامت بإعدام الرعية الفرنسي بعد اختطافه بمنطقة آيت وعبان". و أوضح لوح أن "التحريات الأولية حول مقتل الرعية الفرنسي قادتنا إلى معرفة بعض الارهابيين الذين نفذوها"، من دون ذكر أسماء.

و أضاف الوزير :" في 28 من  سبتمبر طلب النائب العام بمجلس قضاء الجزائر (العاصمة)، الإطلاع على ملف الإجراءات في القضية، وأسند التحقيق إلى قاضي التحقيق بالقطب الجزائي للجزائر العاصمة، المختص في قضايا الإرهاب و الجريمة المنظمة. وأمرت النيابة على إثر ذلك، بإصدار مذكرة بالقبض على الاشخاص المنتمين للمجموعة الإرهابية التي ارتكبت الجريمة. كما طلبت النيابة من قاضي التحقيق إصدار إنابات قضائية للضبطية القضائية، لتحديد مصدر ومكان إرسال شريط الفيديو عبر الانترنت"، في إشارة إلى شريط فيديو أول ظهر فيه الرهينة مع خاطفيه في مكان غابي، توجه فيه إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند متوسلا إليه توقيف هجماته ضد "داعش" بالعراق، تلبية لشروط الخاطفين. ثم صدر فيديو ثان يظهر عملية إعدام المدرَب الفرنسي المتخصص في تسلق الجبال، ذبحا.

وقد اثار عجز جهاز الأمن عن رصد مكان تصوير وبث الصور، جدلا في الأوساط الاعلامية والسياسية التي تفاعلت بقوة مع الحدث الأمني الأبرز منذ الهجوم الإرهابي على المركب الغازي بعين أمناس بجنوب الجزائر، مطلع 2013 الذي أسفر عن مقتل 39 رعية اجنبيا.

وتابع الوزير لوح بان قاضي التحقيق أصدر أيضا إنابات قضائية، لمواصلة التحريات بخصوص هوية أفراد كل المجموعة التي أطلقت على نفسها إسم "جند الخلافة"، والتي انشقت عن "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" في أغسطس (آب) الماضي. ولم يذكر لوح إن كان زعيم "جند الخلافة" عبد المالك قوري، المكنى "خالد أبو سليمان"، متورط بنفسه في خطف وقتل غورديل (55 سنة). وما هو متوفر من معلومات عن قوري وعناصر "داعش"، ان بعضهم من قدامى "الجماعة الإسلامية المسلحة" التي ارتبطت بأبشع المذابح التي عاشتها الجزائر بين 1993 و 1998.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس، عن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال رفض السلطات التعليق على التحقيقات القضائية التي أفضت إلى التعرف على هوية بعض الخاطفين، بحسب ما ورد على لسان لوح. وقال نادال في المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الخارجية، أن "تعاوننا وثيق مع السلطات الجزائرية (بخصوص إعدام الرهينة). فهي تواصل اعمال البحث عن جثة مواطن بشكل مكثف، وتسعى للقبض على المجرمين. ينبغي على مرتكبي هذا العمل الشنيع ان يتحملوا مسؤولية أفعالهم".

يشار إلى أن قاضي التحقيق المكلف بالملف استجوب نهاية الأسبوع الماضي، الجزائريين الخمسة، رفاق غورديل الذين كانوا معه لحظة الوقوع في كمين الجماعة الخاطفة. ووجه لهم تهمة "عدم التبليغ عن إيواء رعية أجنبي"، ووضعهم تحت الرقابة القضائية في انتظار محاكمتهم. واستبعد القضاء نهائيا فرضية "العمل المدبَر" الذي أشار إليه قطاع من الإعلام الجزائري.