مساعي الاحتلال لفتح بوابات جديدة للأقصى هل تشعل المنطقة ؟!
Oct ٠٧, ٢٠١٤ ٠٣:٣٠ UTC
تواصل حكومة الاحتلال مساعيها لتهويد المسجد الاقصى المبارك وبسط سيطرتها عليه إلى جانب فرض التقسيم الزماني والمكاني عليه، كل ذلك بعد ان تكون قد اكملت مخططاتها لعزله عن باقي مدينة القدس المحتلة من خلال تهويد محيطه كما هو حاصل حيث اقامت الكنس التلمودية والمدارس اليهودية وما يسمى بالحدائق الوطنية
والمتاحف والاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين في محيطه كما حصل مؤخراً في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى حيث استولت الجماعات الصهيونية المتطرفة على اكثر من خمس وعشرين شقة سكنية وهو ما يعتبر ناقوس خطر تجاه ما يتعرض له المسجد الاقصى على وجه الخصوص ومدينة القدس عموماً. وتكريساً لهذا الخطر الداهم الذي يتعرض له المسجد الاقصى، فقد كشف النقاب عن مخطط يهدف لتخصيص أحد ابواب المسجد الاقصى لدخول اليهود إلى ساحاته. ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال فإن وزارة السياحة الصهيونية تعمل على مخطط لإدخال اليهود والسماح لهم باقتحام المسجد الأقصى عبر باب القطانين أحد بوابات الأقصى الرئيسية، بالإضافة إلى باب المغاربة.وقال النائب العربي في الكنيست الصهيوني طلب ابو عرار:" إن نية فتح باب اضافي لدخول اليهود للمسجد الاقصى هي فتح باب اضافي للحرب واشعال المنطقة"، ووجه أبو عرار نداء مستعجلا لحكومة المملكة الاردنية والسلطة الفلسطينية بقطع العلاقات مع الاحتلال في حالة حدوث أي تغيير على المسجد الاقصى، مطالبا مجلس النواب الاردني التدخل في شؤون الاقصى كما تتدخل الكنيست، وبأن تأخذ السلطة الفلسطينية دورها بقوة ووقف اية اتصالات، واي تنسيق أمني مع الاحتلال. وأضاف:" أي تغيير سيشعل انتفاضة ثالثة، واحتمالات ذلك كبيرة جدا، فحكومة الاحتلال تعمل على تغيير الواقع تدريجيا بإيحاء من الجمعيات اليهودية المتطرفة ليصبح أي تغيير مقبولا عالميا، فعلى المسلمين مواجهة اي تغيير يحدث".
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، أن المخطط الصهيوني الذي أعلنت عنه وزارة سياحة الاحتلال القاضية بالسماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى عبر باب 'القطانين' وباب 'المغاربة'، هو بمثابة إعلان حرب دينية ومواجهة شاملة مع العالم الإسلامي. وأشارت إلى أن المخطط دعوة صريحة لبسط سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى وتثبيت تقسيمه زمنياً ومكانياً على غرار الحرم الإبراهيمي، وتعد على المقدسات بلا حساب أو رادع ما سيقضي على احتمالات السلام نهائيا وسيجر المنطقة بأكملها نحو مواجهات كارثية، داعية المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي التحرك بشكل عملي لمحاسبة "الاحتلال " ووقف عدوانه على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، مؤكدة في الوقت ذاته أن "حكومة الاحتلال" تمعن بخلق واقع جديد على حساب شعبنا وحقوقه الدينية ومقدساته وهويته التاريخية، وتستخدم الدين لفرض السيادة على الأماكن الدينية التي لا تمتلكها.
وحذر مستشار الرئاسة لشؤون القدس المحامي أحمد الرويضي من خطورة هذا المخطط والذي يهدف إلى فتح ابواب خاصة للصهاينة لتنفيذ اقتحاماتهم في المسجد الاقصى، وأوضح أن المقدسات الاسلامية في القدس ومن ضمنها المسجد الاقصى تقع تحت وصاية الاردن، والتي ترفض اجراء أي تغير غير مقبول في الاقصى يسهل على اليهود المتطرفين اقتحام باحاته. وبحسب مصادر صهيونية تم طرح هذا المخطط بداية العام الجاري وعارضته أذرع الأمن الصهيونية خشية من تفجر الاوضاع في الاراضي المحتلة وتفادياً لردود فعل غاضبة في الاوساط العربية والاسلامية، لكن ذلك لم يعني ان المخطط لا زال قيد البحث.
ويقتحم عشرات المستوطنين بدعوات من الجماعات الصهيونية المتطرفة وجنود الاحتلال الأقصى من جهة باب المغاربة خمسة أيام في الأسبوع تمتد من الأحد وحتى الخميس، لكن تبقى المخاوف الفلسطينية هو في تخصيص ابواب جديدة لتنفيذ عمليات اقتحام الاقصى وهو ما يعني توسيعها وفرض السيطرة الصهيونية عليه بالكامل.
يأتي هذا في وقت بدأت فيه منظمة "طلاب لأجل جبل الهيكل" الصهيونية المتطرفة، بالتحشيد لاقتحامين كبيرين للمسجد الأقصى خلال يوم الأربعاء، الذي يصادف ما يطلقون عليه أول أيام "عيد العرش" اليهودي داعية إلى اغلاق ابواب المسجد الاقصى أمام المسلمين طوال العيد لممارسه ما يحلوا لهم من مخططات تتهدد وجود المسجد. ووفقاً لدعوات الاقتحام سينفذ المقتحمون برنامجًا داخل ساحات المسجد الأقصى، حيث سينطلقون في جولات في محيط صحن قبة الصخرة والبساتين الشرقية والشمالية للمسجد الأقصى، ولكن الاخطر في هذه الجولات ادخال مجسمات للهيكل المزعوم، اضافة إلى عرض مخططاتهم للهيكل لجميع المقتحمين، إضافة لإقامة شعائر وصلوات العيد اليهودي في ساحات المسجد الأقصى. هذا ومن المتوقع ان تتصاعد حالة التوتر التي تعيشها المدينة المقدسة ومحيط المسجد الاقصى على وجه التحديد في ظل هذه الاقتحامات والمحاولات التي سيبذلها المقدسيون لإفشال هذه الاقتحامات ووأدها.