القدس ... هل تقرب الانتهاكات الصهيونية موعد اندلاع الانتفاضة ؟!
(last modified Sat, 25 Oct 2014 04:16:59 GMT )
Oct ٢٥, ٢٠١٤ ٠٤:١٦ UTC
  • الانتهاكات الصهيونية تقرب موعد الانتفاضة الثالثة
    الانتهاكات الصهيونية تقرب موعد الانتفاضة الثالثة

أستشهد فتى فلسطيني في مدينة رام الله خلال المواجهات التي اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني التي أطلقت النار بكثافة تجاه الفلسطينيين وذلك في أعقاب مسيرة جاءت تنديداً بإجراءات الاحتلال القمعية في مدينة القدس المحتلة ورفضاً لسياسة الاستيطان والتهويد التي تتهدد الارض الفلسطينية.



هذا فيما تسعى حكومة الاحتلال الصهيوني لمنع تصاعد ما بات يطلق عليه الاحتلال بهبة القدس والتي يلوح الفلسطينيون بإمكانية تحولها إلى انتفاضة ثالثة. ومن هنا تأتي الاجراءات الامنية المشددة وبأوامر من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والذي اوعز في لقاء امني طارئ مع قادة شرطة الاحتلال في المدينة بإحباط أي حراك مقدسي في ظل التغول الصهيوني الذي تدفع به الجماعات المتطرفة صوب المسجد الاقصى المبارك سعياً وراء فرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الاقصى المبارك. ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت القدس والضفة الغربية المحتلة على موعد مع انتفاضة فلسطينية ثالثة لحماية القدس، وهو ما حذر منه محللون صهيونيون، أعربوا عن خشيتهم اتساع رقعة الانتفاضة في القدس الشرقية لتصل إلى الضفة الغربية، داعين إلى سرعة إخمادها في المدينة المقدسة.

فمواجهات امس الجمعة امتدت رقعتها في عموم المدينة وبلغت حدودها لتصل رام الله والخليل وغيرها من مدن الضفة والوجهة هي القدس التي اعلن عن اصابة ما يقرب من ثلاثين فلسطينياً بجراح وحالات اختناق فيما اعتقل الآخرون، كما اعلنت الشرطة الصهيونية عن اصابة اربعة من افرادها في مواجهات شهدتها بلدة سلوان الواقعة جنوب المسجد الاقصى المبارك.

صحيفة يديعوت الصهيونية اطلقت وصف مدينة حرب على المدينة المقدسة في وقت اعلنت فيه شرطة الاحتلال حالة التأهب القصوى بين افرادها الذين انتشروا بكثافة في ارجاء المدينة لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى الاقصى. وتابعت الصحيفة أن شرطة الاحتلال تدرس إمكانية فرض عقوبات اقتصادية على العائلات المقدسية التي اعتقل أبناؤها على خلفية رشق قوات الاحتلال بالحجارة، في مسعى لوأد أي حراك للمقدسيين، وذلك في إطار خطة وضعها ما يسمى بـ"مفتش لواء القدس" في الشرطة الصهيونية، موشي إدري، لمواجهة ما أسماه "العنف القومي"، والتي صادق عليها المفتش العام للشرطة، يوحنان دنينو، ووزير الأمن الداخلي، يتسحاك أهرونوفيتش.

وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتانياهو توعد "بأقسى رد" ممكن على اي حراك مستقبلي في القدس من قبل الفلسطينيين. وقال نتانياهو في بيان: "القدس موحدة وكانت وستبقى دوما العاصمة الابدية لكيان الاحتلال، اي محاولة لإلحاق الاذى بسكانها ستقابل بأقسى رد"، واضاف: "سنعيد الهدوء والامان الى القدس"، على حد زعمه.

لكن في المقابل ماذا يقول الفلسطينيون؟ عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق يرى أن "القادة الصهاينة مرتبكون وخائفون من اندلاع انتفاضة جديدة بالقدس ويدعون لتشديد القبضة الأمنية وإطلاق يد المستوطنين وفق عقيدة إجرامية تتمحور حول ما لا يتحقق بالقوّة يتحقق بمزيد من القوّة"، وشدد الرشق على أن "إجرام القادة الصهاينة لن يزيل خوفهم، ولن يجلب لهم الأمن المزعوم، فلشعبنا الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه ومقدساته ودحر الاحتلال".

ويؤكد المتحدث باسم الحركة حسام بدران في الضفة الغربية، أن المدينة ستشهد تصعيداً كبيراً لاسيما أنها تعيش في حالة انتفاضة حقيقية منذ شهور عدة بما تشهده من اعتقالات وإصابات يومية واقتحامات متكررة من الاحتلال. ويضيف بدران أن المدينة مهيأة للتصعيد على كل المستويات، وستشهد عمليات مقاومة خاصة مع ازدياد شراسة المحتل وحالة الصمت العربي والتخاذل الدولي. وشهدت المدينة تصعيداً خطراً في الآونة الأخيرة، فيما أقدم الشهيد عبد الرحمن الشلودي (20 عاماً)، على تنفيذ عملية دهس بالمدينة ثأراً لدهس مستوطن صهيوني طفلة واصابة أخرى بمدينة القدس.

هذا واستمراراً لسياسة الاستيطان في المدينة المقدسة والتي تهدف لتغيير الواقع الديمغرافي فيها، كشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية ان لجنة التخطيط والبناء لمنطقة القدس، التابعة لوزارة الداخلية الصهيونية تعتزم البحث في دفع مخطط بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة، فيما ستبحث لجنة الداخلية التابعة للكنيست موضوع "الأمن" في الحرم القدسي. وذكرت هآرتس أن لجنة التخطيط والبناء لمنطقة القدس ستبحث دفع مخطط بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "رمات شلومو" في شمال القدس المحتلة.

يذكر أن حكومة الاحتلال كانت قد قررت تنفيذ هذا المشروع الاستيطاني في العام 2010، وخلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، لكيان الاحتلال، الأمر الذي جرّ انتقادات شديدة ضد الاحتلال واضطرها إلى وقف المخطط في حينه، لكن وفي أعقاب اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقبة، في العام 2012، تم دفع هذا المخطط الاستيطاني مرحلة أخرى بنشر عطاءات لبناء الوحدات الاستيطانية. وتصاعدت في الآونة الاخيرة الاعتداءات الاستيطانية ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات المخالفة للقانون الدولي باعتراف دول ومنظمات العالم اجمع أو تسلل مجموعات من غلاة المستوطنين تحت جنح الظلام لمنازل المدينة المقدسة في سلوان والشيخ جراح وغيرها من الإحياء والبلدات المقدسية ليحولوا هذه المنازل وبإسم "القانون" الصهيوني إلى بؤر استيطانية تجثم في وعلى قلب الأحياء والمناطق العربية المحتلة.

كلمات دليلية